السياسة السودانية

هاجر سليمان تكتب: شرطة المرور للأمانة والتاريخ

[ad_1]

لست ممن يمارسون هواية (كسير التلج)، وعهدنى الجميع اقول الحق رغم مرارته وقساوته، واتحمل الهجوم الشرس من بعض اصحاب المصالح والمنافع الشخصية، ولكننى لا اكترث ولا ابالى ولا التفت لما يقال، فهمنا الاول والاخير ان نقول الحق .
قبل سنوات طوال وعقود بعيدة كانت الشكاوى متكررة ضد رجال المرور، ووقتها اطلق عليهم ملوك الطريق، والبعض اطلق عليهم اسم (قطاعى الطرق)، وذلك بسبب قسوتهم فى التعامل مع سائقى المركبات وانفاذهم القانون بتشفٍ، واتباعهم كل الطرق التى تقود الى قهر من يقاومهم، وكان السبب وراء تشددهم فى التسويات والبحث وراء سائقى المركبات وابتداع المخالفات، انه كان لكل شرطى حافز ضخم لكل مجموعة ايصالات يقوم بتحريرها .
ولكن منذ نحو خمسة عشر عاماً تسلمت وزارة المالية زمام الامور، واصبح الشرطى ان قام بقطع ايصال ام لا لا يناله الا الغبار والعجاج ودخان الكربون المنبعث من عوادم السيارات، فهدأت ثورة اللهث وراء الايصالات، ثم ان قادة شرطة المرور المتعاقبين ظلوا ينظمون الدورات حول فن التعامل مع المواطن، ولسنوات اصبح شرطى المرور لا صلة له بأى شرطى، واصبحت عناصر المرور من أميز العناصر خلقاً واخلاقاً، ويتعاملون برقى وتحضر، ويقفون فى الشارع العام ويتعرضون لحرارة الشمس وبرد الشتاء، وفي حالة الامطار يرتدى البعض الاكياس، والبعض الآخر تبتل ملابسه فى سبيل فتح الطريق وتحسين حركة السير، دون كلل أو ملل ودون سؤال اين وكيف؟
وتابعنا هجمات تعرض لها منسوبو المرور، ولكن للامانة كنت حضوراً مرتين، مرة حينما وجه الغريق مدثر عبد الرحمن ووقتها كان مديراً للادارة العامة للمرور، منسوبيه بعدم انتزاع اية لوحات لاية مركبة، وعدم اخذ رخصة اى سائق، والمرة الثانية كنت شاهداً ــ والله على ما اقول شهيد ــ حينما وجه مدير الادارة العامة للمرور الحالى الفريق نصر الدين عبد الرحيم منسوبيه بذات التوجيه، وتوعدهم بمجالس تحقيق قد تفضى لعقوبات صارمة تصل للفصل او اية عقوبة اخرى، فى حال تقدم مواطن بشكوى افاد فيها بأن شرطى مرور قام بنزع لوحته او رخصته او شهادة البحث او تصريح التظليل .
وما يشاع حول ان افراد مرور يمارسون اساليب سالبة غير صحيح، وجميعنا نقود سياراتنا فى الشارع، واسلوب رجل المرور الآن من افضل اساليب منسوبي الشرطة، وفى النهاية شرطى المرور انسان متى ما ازدريته اراك الوجه الآخر، وما يحدث بين الفينة والاخرى ليس سلوك مؤسسة وانما سلوكيات فردية يتم حسمها فوراً.
والاساليب الوحيدة التى تبدر من بعض منسوبي المرور وترد شكاوى حولها هى نزع اللوحات واخذ الرخصة، وهذه منعت ومقدور عليها. ولكن لم يحدث قط ان قام شرطى مرور بتنفيس اطارات سيارة او قام بالاستيلاء على اطار، وان حدث هذا فمؤكد ان الفاعل منتحل صفة رجل مرور، ولا علاقة له باية قوة نظامية ناهيك عن المرور .
وتابعنا اداء شرطة المرور طيلة السنوات العشر التي خلت وحتى يومنا هذا، وراضون تمام الرضاء عن اداء منسوبي هذه الادارة ومدى رقيهم فى التعامل مع مستخدمى الطريق. ويكفى فخراً ان رجال المرور هم الوحيدون الذين لم يتخلوا عن زيهم ولم يرتدوا ازياءً اخرى ابان الحراك الثوري، واثبتوا للعالم اجمع ان همهم الوحيد هو الطريق وتسهيل عملية السير وانسياب المركبات وحفظ حقوق الطريق لجميع المستخدمين.. لا لبسوا مرقع ولا مموه ولا حملوا عصا ولا حملوا كلاشنكوف.. ولم يشهروا سلاحاً ولا سياطاً، فقط رفعوا اياديهم بيضاء وصافراتهم في افواههم يشيرون لهذا بالعبور ولذلك بالتوقف.. وسنواصل.

صحيفة الانتباهة

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى