نصف نهائي واعد بين الأرجنتين وكرواتيا…الفرصة الأخيرة أمام ميسي ومودريتش قبل التقاعد؟
نشرت في:
تجري مساء الثلاثاء أولى مواجهتي نصف نهائي مونديال قطر 2022 بين الأرجنتين وصيفة البطل في 2014 وكرواتيا وصيفة البطل في 2018، على ملعب لوسيل بالدوحة حيث تقام المباراة النهائية الأحد، على أن يتنافس المغرب وفرنسا على البطاقة الثانية مساء الأربعاء على ملعب البيت بالخور. ومن المرجح أن يخوض أحد النجمين العالميين وقائدي الفريقين، ليونيل وميسي (35 عاما) ولوكا مودريتش (37 عاما)، آخر مباراة دولية لهما قبل التقاعد.
من المرجح أن يكون عشاق كرة القدم قد شاهدوا آخر مباراة دولية للاعب البرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو، غداة خروج فريقه من مونديال قطر 2022 على يد المغرب، ومن المرجح أيضا أن تكون المحطة الأخيرة في مسيرة نجم الأرجنتين ليونيل ميسي أو قائد كرواتيا لوكا مودريتش بمناسبة المواجهة بين منتخبيهما في نصف النهائي مساء الثلاثاء على ملعب لوسيل.
ولا شك أن تنافس الفريقين على تأشيرة المرور إلى الدور النهائي سيفسح المجال للتساؤلات والتأويلات بشأن مستقبل الخاسر بين أحد اللاعبين، وذلك فور إطلاق الحكم الإيطالي دانييل أورساتو صافرة النهاية. والسبب الرئيسي يعود إلى تقدم ميسي (35 عاما) ومودريتش (37) في العمر وليس لعامل آخر، إذ أنهما في أفضل حالة بدنية وفنية ولعب كلاهما دورا بارزا في وصول الأرجنتين وكرواتيا إلى المربع الذهبي في قطر.
ويدين لاعبو المدرب ليونيل سكالوني بلوغ دور الأربعة أساسا للاعب باريس سان جرمان، صاحب أربعة أهداف منذ انطلاق البطولة وصاحب تمريرات حاسمة، وقد بات أكثر لاعب يشارك في مباريات دولية في تاريخ منتخبات أمريكا الجنوبية برصيد 170 مباراة.
وفيما اعتقد كثيرون في ختام الموسم الأول لـ “البرغوث” مع باريس سان جرمان (2021-2022) أن عهده قد ولى، إلا أنه استعاد توازنه ومستواه منذ انطلاق الموسم الجديد وهو ما يؤكده مع “راقصي التانغو” في مونديال قطر.
فقد خطف ميسي من سلفه دييغو مارادونا الرقم القياسي من حيث عدد المشاركات في الأهداف للاعب أرجنتيني بكأس العالم، 10 أهداف و7 تمريرات حاسمة مقابل 8 أهداف و8 تمريرات حاسمة للنجم الراحل. في الوقت ذاته، عادل الرقم القياسي لعدد الأهداف مع المنتخب، والذي كان بحوزة غابرييل باتيستوتا.
وأبهر ميسي عشاق الكرة خلال مباراة ربع النهائي أمام هولندا بتمريرة سحرية قصمت ظهر الدفاع وسمحت لناهويل مولينا بتسجيل هدف التقدم. لكن اللاعب العبقري لا يزال يركض وراء أول لقب له في كأس العالم، وهو ما يسعى لتحقيقه لأجل كسب قلوب الأرجنتيين إلى الأبد، مثل مارادونا بطل ملحمة مكسيكو 1986.
فبعد أن خسر نهائي 2014 في البرازيل أمام ألمانيا، يجد ميسي نفسه أمام معادلة بسيطة في 2022: إما الفوز على كرواتيا والمضي قدما نحو التتويج، وإما الوداع والتقاعد.
من جانبه، احتفظ الكهل لوكا مودريتش بلياقته البدنية وكأنه في عز شبابه، سواء مع ناديه ريال مدريد الذي فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات آخرها في مايو/أيار الماضي، أو مع منتخب كرواتيا الذي خاض معه نهائي مونديال 2018 بروسيا وخسر أمام فرنسا 4-2.
ويشكل “لوكيتا” قدوة في اللعب والانضباط بالنسبة لزملائه، رغم أنه لا يحظى بالإجماع في بلد الأربعة ملايين شخص بسبب العلاقة القريبة التي كانت تربطه بزدرافكو ماميتش رئيس ناديه السابق دينامو زغرب، والمتهم بالفساد في 2018 على خلفية صفقة انتقال مودريتش إلى توتنهام في 2008.
لكن الرجل يبقى أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم كرواتيا إلى جانب دافور سوكر، وسيخوض مساء الثلاثاء مباراته الدولية الـ 161. وقد اختير أفضل لاعب في مونديال روسيا وفاز في نفس العام بجائزة الكرة الذهبية. فهو ركيزة المنتخب وبوصلته في وقت الضياع، ويؤدي لعب المشعل على الميدان بالنسبة لمدربه زلاتكو داليتش.
وقال مودريتش الإثنين أمام الصحافيين: “يجب على المنتخب أن يلعب مباراة العمر” أمام الأرجنتين”. وأضاف: “علينا أن نلعب أفضل مباراة في تاريخنا” للوصول إلى النهائي، محذرا من التركيز على “لاعب واحد” في إشارة واضحة إلى ميسي.
وتعتمد كرواتيا على دفاع صلب وخط وسط من أفضل ما شاهدنا في مونديال قطر 2022، إذ يقف إلى جانب العقل المدبر مودريتش، مارسيلو بروزوفيتش الذي اعتاد اللعب القوي مع إنتر ميلان بالإضافة إلى ماتيو كوفاتشيتش لاعب تشلسي.
وإذا أثبت لاعبو داليتش قدرة خارقة للعادة على خوض المباريات الماراثونية قبل أربع سنوات في روسيا، أظهرت كرواتيا قدرة لافتة على التألق بعد الدقائق التسعين، فقد لعبت وقت التمديد ثلاث مرات في روسيا، ومرتين في قطر آخرها أمام البرازيل في الدور السابق)، إلا أن المنافس الأرجنتيني سيبدأ المباراة برجل إضافي هو الجمهور.
ومن المتوقع أن يساند نحو خمسين ألف مشجع فريقهم، فضلا عن المتعاطفين معهم من الجاليات المتواجدة في قطر. وستحظى أيضا بعامل الملعب حيث ستلعب في لوسيل للمرة الرابعة منذ انطلاق البطولة.
بالتالي، فعلى ضوء فوز الأرجنتين أو خسارتها سيتحدد بلا شك مصير ميسي الدولي أو مستقبل مودريتش مع كرواتيا. وأيا كان الخاسر، فإن الخاسر الأكبر ستكون كرة القدم نظرا لعبقرية كليهما.
علاوة مزياني، موفد فرانس24 إلى الدوحة
المصدر