السياسة السودانية

نصائح إلى الشيخ كمال عمر (٣ – ٣)

▪️ من مصلحتك أن تقلل التصريحات والمواقف التي تعرِّف تيارك بأنه التيار المتودد إلى قحت، المتماهي معها، صاحب أشهر حب من طرف واحد في تاريخ السياسة السودانية، الذي أصبح يعرِّف العمل السياسي بأنه السعي المستمر لنيل رضا قحت، التابع الذي لا يساهم في تحديد الوجهة، وإنما يفرغ كل جهده في تلمسها عند قحت ليضبط مواقفه على مقياسها واتجاهها كما حددتهما هي، لا يحيد عنهما إلا في اتجاه التطرف الذي يطربها ( التركي ولا المتورك) ، من مصلحتك أن تقلل منها فقد قدمت “سبوتاً” كثيرة لم تجد منها سوى “أحد” القبول بك كتابع ، وقد آن أوان المطالبة بالمزيد !

▪️ صدقني مواساتك لقحت وغضبك، الحقيقي والمفتعل، بسبب سقوط حكومتها التي كانت تقصيك، إضافة إلى صمتك عن نزعتها الإقصائية الحالية فيما يخص الحوار بشأن الفترة الانتقالية الجديدة، هذه النزعة التي لا تستثنيك رغم شعورك الزائف بذلك، والذي يثبت زيفه تذللك لقحت، صدقني، هذا يكفي لرضاها عنك وعن تيارك، ولا تحتاج إلى أن تتطابق مواقفكم معها في كل شئ، حتى لو خالفت المبادئ التي تدعي أنك تصدر عنها، لا تحتاج خاصةً إلى افتعال المعارك، والمواقف الحادة ضد كل من يختلف مع قحت- المركزي، وليتك تعامل الجميع كما تعامل الحزب الشيوعي وواجهاته فهم أيضاً يختلفون مع قحت لكنهم يسلمون من هجماتك !!

▪️ ولا تحتاج إلى ضبط موقفك من البعثة الأممية على مقاس موقف قحت .. لا تحتاج إلى قول : ( البعثة الأممية جاءت بناءً على “طلب السودان”) ، فأنت تعلم كيف جاءت، ولا إلى قول ( ونحن مع البعثة الأممية لأننا طرف في الأمم المتحدة) فهذه حجة ساذجة، ولا إلى قول ( جلسنا مع البعثة الأممية ولم نشعر بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية )، فهذا يخالف الحقيقة، ويخالف ما قاله رئيس أكبر حزب في قحت السيد الصادق المهدي له الرحمة والمغفرة ووصفه للبعثة بأنها بعثة وصاية، ولم تأتِ بطلب السودان بل بتخطيط سري منفرد، ويخالف حتى ما توحي به مراجعة بنته الأكثر تصالحاً مع التدخلات الخارجية، ذلك حين حملت حمدوك “مسؤولية” استجلابها ..

▪️ إن كنت تعتقد أن مجرد وجودك في تحالف اليسار يقدِّم خدمة كبيرة لهذا التحالف تتمثل في نفي صفة الاصطفاف الأيديولوجي عنه، فأنت واهم، ببساطة لأنك تتصرف كتابع ، ولأنه حتى حزب الأمة الذي سبقك لم يقدِّم هذه الخدمة، فقد كان في حكومة يقوم برنامجها بالكامل على ما يُفترَض أنه ضد مشروعه ولم تكن له أي بصمة، وظلت تعريفاته هي إنه الحزب التابع لليسار،،الحليف المثالي للعلمانيين، الحزب الذي يقدم وزير الدين المثالي لحكومة علمانية ..

إبراهيم عثمان

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى