نساء السودان يصوبن سهام الكفاح في قلب المعاناة
[ad_1]
الخرطوم 8 مارس 2023- ” اقصد العمل صباحا وأعود ليلا” كان هذا حال غالب النساء اللائي تحدثت إليهن “سودان تربيون” بشأن أوضاع النساء في السودان تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. وتشئ الأحوال لمعاناة كبيرة في سبل كسب العيش
وتطابقت آراء رائدات في مجال المرأة وصاحبات المهن غير المنظمة بأن بقاء المرأة في المنزل دون عمل “شبه مستحيل” في ظل التردي الاقتصادي والتكاليف الأسرية المتزايده.
ولتقصى أوضاع النساء في السودان وضعت “سودان تربيون” سؤالها عن ما وصل اليه الحال، على طاولة فئات متباينة من حيث المستوى التعليمي والاقتصادي وأظهرت أحاديثهن وتجاربهن في الحياة أن المرأة السودانية تتحدى الصعاب لتحقيق أهدافها متخطية كافة العقبات.
ووصفت القيادية بالحزب الشيوعي أمال الزين فترة الثلاثين عام الماضية بالظلامية أدت إلى “ردة في أوضاع النساء”.
وقالت إن أوضاعهن في السودان جزء من واقع عام تتجلى فيه حالة انعدام الأمن والأمان وحروب متصلة لسنوات ، واستخدام الاغتصاب كواحدة من أدوات الحرب .
ونوهت الزين إلى وجود ترسانة تمييز ضد النساء وأشارت إلى وجود باب كامل في القانون الجنائي يحمل فلسفة التمييز ضد النساء وقالت المرأة السودانية تعاني القمع والقهر واستشهاد الأبناء.
أما انتصار محمود التي تمتهن بيع الشاي فتقول “نتزوج لتنتهي معاناتنا لكن نعاني أكثر بعد الزواج” وقالت لولا تعليم الأبناء لما خاطرت بالجلوس في الشارع لمنتصف الليل في ظل تراجع الأمن واعتبرت التعامل مع الشارع أكبر تحدي لكنها مجبرة على مواجهته لكسب العيش.
وأضافت ” النجاح الحقيقي للمرأة هو كيف تكسر الخوف من الفكرة” وتابعت “ليس سهلا أن أبيع في الطرقات لكن هدفي أكبر وأسرتي بحاجتي”.
قادرات ومكملات
وتقول هاجر محي الدين، أول منسقة حدائق عامة بالسودان إنها من تنافس الرجال في المقاولات بمجال الهندسة الزراعية ،وتروي كيف لاحظت عند سداد حقوق المشروع من أي جهة يكون المحاسبين من الرجال ضد الفكرة ويرون أن المرأة ضعيفة ولا تستحق هذا المبلغ ، فيضع سيلا من القيود.
وأضافت محي الدين “اكتشفت أن الرجال يخافون نجاح المرأة ويضيقون عليها الخناق ،فتصبح المعاناة فى إثبات وجودها الذي يعتمد على النوع” وتتابع “عندما تمارسين هذا العمل بقوة تفرضي شخصيتك وتحققي هدفك لكن .بمعاناة ورهق ينال منك بمرور الأيام”.
بدورها أعلنت رئيسة مبادرة لا لقهر النساء أميرة عثمان انطلاق هاشتاغ يتضمن ثلاثة شعارات هي ” قادرات ومكملات ونساء السودان 2023، عشان جنانا عشان منانا” رفضا لعنف الدولة وسياسات الإفقار الناتجة عن الظروف الاقتصادية القاهرة والتي تعمل على التجويع والتشريد الجهل والفقر وتؤدي إلى الحروب والنزوح.
ووصفت وضع المرأة السودانية حاليا بالسيئ على كل الأصعدة، لكنها اعتبرت وجودها كفاعل حقيقي في الشارع السوداني، قوي جدا ودافع أساسي لتكون النساء قادرات ومكملات.
وحثت ناشطات سياسات وصاحبات وظائف على تحديث عمل المرأة وربطه بالتكنولوجيا فيما تباهت صاحبات المهن غير المنظمة بتحقيق عائد مادي أفضل واعتبرن أن النجاح الحقيقي هو كسر اي قيد والتأقلم مع جميع الأوضاع لكن يتفق الطرفان على صعوبة مشوار المرأة في الحياة.
حاجة للتكنولوجيا
وتقول مديرة المعهد الإقليمي للتنوع والسلام والحقوق بجامعة الأحفاد بروفيسور بلقيس بدري إن تمكين المرأة السودانية اقتصاديا يؤدي إلى تحقيق المساواة بين الجنسين عبر القوانين والتشريعات التي تزيل عدم المساواة، مبينة أن الإعلام والمناهج هي التي تغيير ثقافة التمييز إلى ثقافة المساواة،والتعاون.
وتحتفل مجموعة من المنظمات والمبادرات النسوية بـ 8 مارس تحت شعار المرأة والتكنولوجيا : المساواة بين الجنسين.
وأكدت بدري حاجة المرأة السودانية إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتمليك الهواتف واستخدامها للوصول إلى الدعم للأسر الفقيرة دون واسطة.
وكشفت عن حاجة المرأة في كل الريف السوداني للدعم والتوعية عن طريق استخدام تكنولوجيا المعلومات، مبينة أن طالبات المدارس والجامعات خاصة من الأسر الفقيرة تحتاج إلى دعم توصيل وشرح المعلومات عبر وسائل الإعلام.
بينما طالبت المعلمة التربوية أحلام بشير جبارة بدعم المرأة وتمكينها اقتصاديا في مناطق النزاعات والمجتمعات الهشة عبر برامج تمويل لمجابهة التحديات الاقتصادية في السودان.
وأبانت ان النساء أنجزن الكثير،وحققن أهدافهن بالرغم من الضغوط التي تواجههن من الجهات الرسمية وعدم تهيئة بيئة عمل أمنة.
وتحقيقا لشعار ” المرأة وتكنولوجيا،والمساواة بين الجنسين” طالبت بدمج التكنولوجيا في التعليم وإتاحة رقمنة المحتوى التعليمي لكل المراحل ومشاركة تشريعات ملزمة وإعفاء المدخلات الرقمية التعليمية من الجمارك والضرائب.
ولفتت إلى استفادة النساء في قطاع الخدمات من خدمات الهاتف السيار في الترويج والتسويق، موضحة أن النساء العاملات في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ما زلن يتعرضن للتمييز ولا تتاح لهن فرص الوظائف في مواقع اتخاذ القرار.
لا مفر من العمل
تعكس زهرة جمعة التي تبيع أطعمة بأحد أسواق الخرطوم صعوبة توسط مجتمع السوق وتقول “لا أستطيع السيطرة على تصرفات الغير لكن أضع حدود للعلاقات “ومع إمكانية طرقها العديد من المهن لكنها ترى أن بيع الطعام يوفر حاجتها وأبنائها ويساعد الربح في منصروفات التعليم.
وقالت “لم أكمل دراستي وليتني درست ولا انظر للأمر ماديا لأن دخلنا يفوق مرتب الموظفات لكن التعليم يساعد على تعليم الأولاد بصورة أفضل”.
وفي السوق الشعبي بالخرطوم تعمل حرم محمد أحمد كأول “خياطة” وسط عدد كبير من الرجل وتقول إنها حاصلة على ماجستير المحاسبة ان المرأة في السودان محاصرة بدائرة التزامات تجعلها تفكر في طرق لكسب العيش مضيفه انها تركت عملها بإحدى الجامعات وفتحت محلا في السوق الشعبي وقالت باعتباري أول “ترزية” في السوق وجدت صعاب لكن حبي لمهنتي جعلني أتخطاها وأكدت أن وضع حدود للتعامل في السوق يجبر الآخرين على احترامك.
المصدر