كنت مشغول بمتابعة مسلسل زاندا بتاع الجقر و مسلسل دروب العودة بتاع الدعم السريع .. اقصد بتاع جلال حامد .. ما كان عندي اي فكرة عن وجود مسلسل ( ود المك ) لكن الحملة الشرسة ضد مسلسل ود المك خلتني امشي افتش المسلسل و اشوفو .. حقيقي كده اتصدمت جدا” من اول حلقتين و لقيت نفسي بدون ما اشعر شاهدت كل الحلقات في يوم واحد .. لقيت نفسي قدام مسلسل خراااااافي بكل المقاييس .. لاول مرة في تاريخ الدراما السودانية يتقدم عمل درامي فيهو اكتر من قصة واحدة .. معظم اعمالنا الدرامية كانت بتعتمد على قصة رئيسية واحدة بتتناول قضية واحدة بس .. لكن مسلسل ود المك قدم لينا عمل درامي متفرد جدا” و قدم خلاله اكتر من قصة و اكتر من قضية .. المخرج هيثم الامين اثبت انه راجل متمكن جدا” و قادر انه يصنع دراما قوية باقل الامكانيات .. السيناريو قوي جدا و مترابط رغم وجود اكتر من قصة و قضية و المؤلف استطاع ببراعة كبيرة جدا انو يطرح قضايا اجتماعية كبيرة بجرأة و احترافية .. المسلسل قدم لينا ( اسرة عطيات ) بصورة واقعية و مدهشة .. وردة بيومي او ( عطيات ) قامت بي دور كبير جدا” و قدمت اداء عظيم و مدهش مع بتها ( ريما ) .. الاستاذة سلافة مكي في المسلسل ده استطاعت انو تعالج اخطاءها في مسلسل سكة ضياع و قدمت اداء متميز جدا” و حقيقي كل النجوم الشاركوا في العمل كانوا متميزين بالاضافة للاستاذ صلاح احمد القدم شخصية شيخ الرفاعي برضو يستحق نجمة الانجاز لانو شخصية شيخ الرفاعي شخصية معقدة جدا” بتتطلب ممثل صاحب قدرات عالية .. و شخصية شيخ الرفاعي هي الاتسببت في الحملة الشرسة ضد المسلسل .. اصحاب الحملة هم نفس الناس العطلو الدراما السودانية لمدة ٣٠ سنة بسبب جهلهم التام بدور الدراما في معالجة مشاكلنا الاجتماعية .
قبل كده دار حوار بيني و بين الاستاذ جمال حسن سعيد عبر الهاتف و قال لي يا نزار احنا مشكلتنا انو الناس الكانوا قائمين على امر الدراما بيفتكروا انو الدراما دي نوع من انواع التسلية و الترفيه .. ما قادرين يستوعبوا انو الدراما ما جزء من اللعب .. الدراما سياسات دول .. الدراما هي الحل لمعظم مشاكلنا الاجتماعية .
عشان كده عاااادي جدا نشوف الحملة الشرسة ضد مسلسل ود المك .. الغريب في الأمر انو الاستاذ الطاهر حسن التوم اكبر شخصية اعلامية صنعها نظام الانقاذ اتسببت في اكبر حملة إساءة لشيوخ السودان لامن فتح باب قناته لبرنامج بيدعم المثلية و سمح لسواقط المجتمع يمسحو باكبر الشيوخ بلاط البرنامج على الهواء .. و نفس الشخصية هي القدمت اول عمل درامي سوداني نشوف فيهو اللبس الضيق و التعري لامن دعم مسلسل ( عشم ) الكان فارغ تماما من اي محتوى مفيد .
حسب تقديري الشخصي بشوف انو مسلسل ( ود المك ) هو اول مسلسل سوداني حقيقي و متكامل و سحب البساط من مسلسل زاندا و احتل المرتبة الاولى .
الخلاف الحصل بين الجقر و جلال خلانا نشوف اعمال درامية متنوعة قدمت نجوم جدد ح يكون ليهم مستقبل كبير جدا و نفضت الغبار عن قدامى الدراميين و ردت ليهم روح الابداع .. و ممكن نقول انو الموسم ده ح تحتل المركز الاول في التمثيل الاستاذة وردة بيومي ( عطيات ) في مسلسل ود المك و يليها في المرتبة التانية الاستاذة ميرفت الزين في مسلسل دروب العودة و في المركز الاخير محمد جسكبة عن دوره في شخصية ( دامبا ) في مسلسل زاندا .
معظم الناس الانتقدت مسلسل زاندا بشوفوا انو المسلسل قدم قصة غير واقعية و في الحقيقة في قصص حقيقية مأسوية اكتر من قصة زاندا بالف مرة داخل مجتمعنا بس الناس بعيدة جدا” عن القصص دي عشان كده بتشوفها غير واقعية و في الحقيقة معاهم العذر لانو القصص دي ح يشوفوها او يسمعوا عنها كيف في ظل غياب الدراما ٣٠ سنة ؟ اي نعم المؤلف زاد العيار حبة لكن صدقوني ده الواقع .. هسه بكرة لو في مؤلف قعد بمزااااج و كتب لينا قصة الواثق صباح الخير الكان بيسرق من الاغنياء و يقدم للفقراء كنا ح نفتكر انو دي دراما بعيدة من الواقع لو ما كان قصة و شخصية الواثق حقيقية في تاريخ مجتمعنا .
نقول للجقر و لزول ثقيل قداااااااام و راء اعدام و موفقين
نزار العقيلي
مصدر الخبر
