مونديال قطر، تتويج ميسي، إنجاز أنس جابر وأسود الأطلس ورحيل بيليه… أهم ما ميز عالم الرياضة في 2022
شهد العام 2022 أحداثا رياضية ذات خصوصية، كان بعضها مفاجأة سارة للمشجعين والجمهور مثل إنجازات بطلة كرة المضرب التونسية أنس جابر. بينما ذرف عشاق الكرة الصفراء الدموع في وداع النجمين سيرينا وليامس وروجيه فيدرير اللذين تركا بصمة لا تمحى في عالم الرياضة. وحتى الساحرة المستديرة كانت على الموعد، من فوضى المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبي إلى مونديال قطر الذي شهد بدوره أيضا تألقا لـ”أسود الأطلس” ولقبا طال انتظاره لميسي والأرجنتين. وانتهى العام بوفاة أسطورة كرة القدم العالمية بيليه.
كان عالم الرياضة في 2022 حافلا بالأحداث، ارتبط بعضها بالسياسة العالمية، وبعضها بجائحة فيروس كورونا، بعضها أسعدت الجماهير، وبعضها أحزنتهم، وأخرى أغضبتهم.
فرانس24 تقدم لكم عودة على أهم أحداث العام 2022 الرياضية:
روسيا… منشطات وحرب واستبعاد
عاشت الرياضة الروسية عاما حرجا، إذ بدأ العام بفضيحة كانت بطلتها المراهقة كاميلا فالييفا في أولمبياد بكين الشتوي بسبب المنشطات. وأصبحت الفتاة ابنة الـ15 عاما أول امرأة تحقق قفزة رباعية في تاريخ الأولمبياد، لتساهم في فوز روسيا بذهبية منافسات الفرق في التزحلق الفني على الجليد.
لكن في خضم الحدث، علمت بأن فحصا للمنشطات خضعت له في أواخر العام السابق جاءت نتيجته إيجابية لتناولها دواء تريميتازيدين الذي يستخدم لمعالجة الذبحة الصدرية لكنه محظور على الرياضيين لأنه يعزز القدرة على التحمل. سمحت محكمة التحكيم الرياضي لها بالمشاركة في المنافسات الفردية التي كانت أبرز المرشحات لحصد ذهبيتها، لاعتبارها قاصرة، لكن من دون تبرئتها من تهمة تعاطي المنشطات. فوجدت اللاعبة نفسها تحت وطأة ضغط نفسي شديد فسقطت مرات عدة وحلت رابعة.
ثم قرر المجتمع الرياضي استبعاد الرياضيين الروس وحلفائهم البيلاروسيين من المنافسات العالمية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا والتي بدأت في 24 فبراير/شباط. فحرمت روسيا من استكمال التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، كما منع الروس والبيلاروس من المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى، بينما تم حظر لاعبي كرة المضرب من كلا البلدين من المشاركة في بطولة ويمبلدون.
وفازت الكازاخستانية إيلينا ريباكينا بلقب فردي السيدات في ويمبلدون، وسط جدل لأنها مولودة في روسيا. وشهدت بعض المباريات توترات، كما حصل في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة عندما رفضت الأوكرانية مارتا كوستيوك مصافحة البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا.
كرة المضرب… ترحيل جوكوفيتش، واعتزال سيرينا وليامس وروجيه فيدرير
استكمالا مع عالم الكرة الصفراء، بدأ العام بجدل أثاره المصنف الأول عالميا الصربي نوفاك جوكوفيتش الذي تم ترحيله من أستراليا ومنعه من المشاركة في أول البطولات الأربع الكبرى للعام، بسبب عدم تلقيه اللقاح المضاد لفيروس كورونا، كما حُرم من السفر إلى نيويورك للمشاركة في بطولة أمريكا المفتوحة للسبب نفسه، ولكنه تمكن من الفوز ببطولة ويمبلدون في تموز/يوليو.
وودع عشاق التنس اثنين من أعظم أساطير هذه اللعبة، إذ اعتزل السويسري روجيه فيدرير الذي استسلم للإصابة في ركبته، عن عمر ناهز 41 عاما في أيلول/سبتمبر بعد مسيرة حافلة حصد خلالها 103 ألقاب بينها 20 لقبا كبيرا. ودع فيدرير الملاعب بمباراة أخيرة ضمن منافسات الزوجي بكأس لايفر إلى جانب غريمه الأزلي وصديقه الإسباني رافايل نادال، وبكى اللاعبان جنبا إلى جنب في مشهد مؤثر خلال حفل الوداع على أرض الملعب.
من جهتها لعبت الأمريكية سيرينا وليامس ما يرجح أن تكون بطولتها الأخيرة في الولايات المتحدة، لكنها رفضت استخدام كلمة “اعتزال”. وقالت اللاعبة ذات الـ41 عاما والتي فازت بـ23 لقبا كبيرا إنها تريد أن “تتطور” بعيدا عن كرة المضرب.
كذلك تلقى عشاق اللعبة صدمة بإعلان المصنفة الأولى عالميا آشلي بارتي الاعتزال، خصوصا أنها لا تزال في الخامسة والعشرين من العمر. وفي سجل بارتي ثلاث بطولات كبرى “غراند سلام”، من بينها بطولة أستراليا المفتوحة هذا العام في يناير/كانون الثاني، إضافة إلى رولان غاروس 2019 وويمبلدون 2021. وبهذا أصبحت البولندية إيغا شفيونتيك هي المصنفة الأولى.
صعود جابر ومدفيديف وألكاراز
للمرة الأولى منذ أندي روديك عام 2004 تمكن لاعب من خارج نادي الأربعة الكبار “روجيه فيدرير، ورافايل نادال، ونوفاك جوكوفيتش، وأندي موراي” من تصدر الترتيب العالمي لكرة المضرب للرجال، عندما انتزع الروسي دانييل مدفيديف المركز الأول عالميا في 28 شباط/فبراير.
ثم أصبح الإسباني كارلوس ألكاراز أصغر لاعب يتصدر الترتيب العالمي بعد فوزه ببطولة أمريكا المفتوحة وهو في الـ19 من العمر.
عربيا تابعت التونسية أنس جابر تألقها الذي عرفته في الأعوام الأخيرة لتبلغ نهائي بطولتين كبريين، إذ وصلت إلى نهائي بطولة ويمبلدون الذي خسرته أمام الكازاخية ريباكينا، ونهائي بطولة أمريكا المفتوحة الذي خسرته أمام المصنفة الأولى إيغا شفيونتيك.
وتمكنت من بلوغ المركز الثاني لتصنيف لاعبات التنس المحترفات، لتكون أول عربية تتمكن من هذا الإنجاز.
دراما في بطولة العالم للسباحة
في حزيران/يونيو خطفت المدربة الإسبانية أندريا فوينتيس الأضواء بمشهد حبس أنفاس المشاهدين، عندما غطست بملابسها في حوض السباحة لتنقذ السباحة الأمريكية أنيتا ألفاريس بشكل دراماتيكي من قاع المسبح، بعد أن أغمي عليها خلال أدائها ضمن منافسات السباحة الإيقاعية في بطولة العالم للسباحة في العاصمة المجرية بودابست.
وكانت فوينتيس تشرف على تدريب ألفاريس في البطولة، وقالت بعد الواقعة “لقد كان الأمر مرعبا. اضطررت للقفز لأن رجال الإنقاذ لم يفعلوا ذلك (…) أعتقد أنها بقيت على الأقل لمدة دقيقتين من دون أن تتنفس لأن رئتيها كانتا ممتلئتين بالماء”. وعلى الرغم من أن ألفاريس استعادت عافيتها، لم يتم السماح لها بإكمال مشاركتها في البطولة.
عالم الغولف يعيش جدلا بسبب السعودية
أثار إطلاق دوري “ليف غولف” المدعوم من السعودية والبطل العالمي السابق الأسترالي غريغ نورمان في تموز/يوليو، والذي جذب العديد من النجوم، انقساما في أوساط هذه اللعبة. فعلى غرار ما حدث عند استحواذ المملكة على نادي نيوكاسل يونايتد في العام السابق، اتهم كثيرون السعودية بأنها تحاول القيام بـ”غسيل رياضي” لسجلها في حقوق الإنسان.
ووصل الأمر إلى حد تهديد البطولات الأمريكية اللاعبين المشاركين في “ليف غولف” بالإقصاء من بطولات “بي جي إيه” للمحترفين.
نهائي دوري أبطال أوروبا… فوضى وغاز مسيل للدموع
تعرض عدد من مشجعي ليفربول الإنكليزي من حاملي التذاكر لحضور المباراة النهائية بدوري أبطال أوروبا بين فريقهم ونادي ريال مدريد الإسباني في باريس، لهجوم بالغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة الفرنسية.
واتهم الأمن بداية المشجعين بمحاولة دخول الملعب بشكل غير قانوني، ولكن ثبت زيف هذه المزاعم، وتعرضت السلطات الفرنسية لموقف محرج بسبب سوء التنظيم.
وانتهى اللقاء بفوز ريال مدريد 1-0، ما مهد الطريق للفرنسي كريم بن زيمة للفوز بجائزة الكرة الذهبية.
مونديال قطر… جدل حقوقي، مفاجآت، فوز أرجنتيني وتألق مغربي
استمر الجدل حول تنظيم كأس العالم لكرة القدم في قطر على الرغم من مرور 12 عاما على إعلان فوز الإمارة الخليجية باستضافة البطولة، بسبب سجلها في ملف حقوق الإنسان.
وأثارت دول أوروبية الجدل بعد قرارها أن يرتدي قادة منتخباتها شارات مؤيدة لحقوق المثليين جنسيا، ولكن الاتحاد الدولي للعبة هددهم بمعاقبة القادة ببطاقات صفراء، لتعدل الاتحادات المحلية للعبة في هذه الدول عن الأمر.
ثم أثار المنتخب الألماني ضجة قبل مباراته الأولى ضد اليابان عندما وضع اللاعبون أيديهم على أفواههم للدلالة على غياب حرية التعبير. وشهدت المباراة مفاجأة بهزيمة “المانشافت” أمام “الساموراي” 2-1.
كذلك شهدت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي جدلا بعد امتناع لاعبي المنتخب الإيراني عن أداء النشيد الوطني لبلادهم قبل مباراته الأولى ضد منتخب إنكلترا تعبيرا عن تضامنهم مع الاحتجاجات في بلادهم.
ومن أبرز المفاجآت التي شهدتها البطولة فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين 2-1، وفوز الكاميرون على البرازيل 1-0، وفوز تونس على فرنسا حاملة اللقب 1-0، والخروج المبكر لفرق قوية ومرشحة للقب مثل ألمانيا وبلجيكا والدانمارك.
وفي الختام توج ميسي مسيرته الرياضية الغنية بقيادته منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم للمرة الأولى منذ 1986، بعد نهائي دراماتيكي ضد فرنسا بنتيجة 4-2 بركلات الترجيح إثر نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2 والإضافي بالتعادل 3-3.
ورسخ ميسي اسمه كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ الساحرة المستديرة على غرار مواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه الذي تعرض لأزمة صحية خلال البطولة.
أما أكثر ما لفت الأنظار خلال البطولة فكان التألق الكبير للمنتخب المغربي الذي فاز بالمركز الرابع بعد أن أقصى فرقا كبيرة في طريقه، إذ تعادل في مباراته الافتتاحية أمام كرواتيا 0-0، قبل أن يتغلب على بلجيكا 2-0، ثم كندا 2-1، ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي متصدرا لمجموعته.
وفي الدور الثاني أقصى “أسود الأطلس” المنتخب الإسباني بفوزهم عليه بركلات الترجيح 3-0، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف. ثم تغلب المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي 1-0 في ربع النهائي ليكون أول فريق عربي وأفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم. وليشاهد العالم النجم كريستيانو رونالدو وهو يغادر ما يرجح أن يكون آخر مونديال له باكيا.
لكن منتخب الأسود في نهاية المطاف تأثر بإصابات لاعبيه وتعبهم نتيجة البرنامج المكثف، فتلقى هزيمة أمام فرنسا 2-0، قبل أن يخسر أمام كرواتيا 2-1.
انهيار مدرج بملعب كرة السلة بمصر… نهاية مأساوية للعام
تسبب انهيار جزء من مدرج بصالة الدكتور حسن مصطفى بضاحية 6 أكتوبر جنوب القاهرة بإصابة 27 مشجعا لنادي الاتحاد السكندري خلال مباراة فريقها ضد الأهلي السبت 24 كانون الأول/ديسمبر في كأس السوبر المصرية لكرة السلة.
وقرر الاتحاد المصري للعبة إلغاء المباراة نظرا لتدافع رجال الإسعاف ورجال الأمن لنقل المصابين إلى المستشفيات. وتوقفت المباراة في الربع الثالث وكانت النتيجة تشير إلى تقدم الاتحاد السكندري 67-45.
أسماء رحلت
فقدت الرياضة العالمية عدة أسماء وأبطال خلال العام 2022، عربيا كانت البطلة البارالمبية الأردنية مها البرغوثي أبرز الراحلين، إذ توفيت في 6 كانون الأول/ديسمبر، عن عمر ناهز 59 عاما، متأثرة بإصابتها بمرض السرطان. وفازت البرغوثي بذهبية كرة الطاولة في الألعاب البارالمبية بسيدني عام 2000، كما شاركت في رياضات متعددة من سباقات الكراسي المتحركة، ودفع الكرة الحديدية، إلى كرة الطاولة، محققة 105 ميداليات ملونة على مدى مسيرتها التي انطلقت عام 1984.
أما عالميا فقد كان أبرز الراحلين:
25 كانون الثاني/يناير، فيم يانسن لاعب كرة قدم هولندي كان أحد لاعبي الجيل الذهبي لمنتخب “الطواحين” الذي بلغ نهائي كأس العالم مرتين في 1974 و1978.
2 آذار/مارس، روبير كوهن بطل عالم سابق في الملاكمة لوزن الديك فرنسي مولود بالجزائر.
27 آذار/مارس، ألكساندرا زابيلينا بطلة أولمبية في المبارزة روسية سوفياتية.
4 نيسان/أبريل، بيتار سكانسي بطل العالم بكرة السلة يوغوسلافي كرواتي.
21 حزيران/يونيو، بيرجيت بول بطلة رمي الكرة الحديدية ورمي القرص في الألعاب البارالمبية.
4 تموز/يوليو، يانوش كوبيسويز لاعب كرة قدم بولندي فاز بالمركز الثالث بكأس العالم مع منتخب بلاده في 1982.
31 تموز/يوليو، بيل راسل أحد أشهر لاعبي كرة السلة الأمريكيين والفائز ببطولة الدوري الأمريكي للمحترفين مع بوسطن سلتيكس سبع مرات.
4 آب/أغسطس، جوني فاميتشون بطل العالم السابق في الملاكمة لوزن الريشة.
7 أيلول/سبتمبر، بيت شريفرز حارس المرمى الاحتياطي للمنتخب الهولندي لكرة القدم الفائز بالميدالية الفضية لمونديالي 1974 و1978.
24 تشرين الثاني/نوفمبر، مويسيس فوينتيس ملاكم مكسيكي وبطل سابق للعالم بوزن الذبابة الخفيف.
4 كانون الأول/ديسمبر، نيك بوليتييري (91 عاما) مدرب تنس أمريكي سابق درب أبطالا مثل أندريه أغاسي ومونيكا سيليش وماريا شارابوفا.
16 كانون الأول/ديسمبر سنيسا ميهايلوفيتش لاعب كرة قدم يوغوسلافي وصربي مثل بلاده في أكثر من مناسبة ولعب لأندية كبيرة أبرزها إنترناسيونالي الإيطالي.
29 ديسمبر/كانون الثاني، بيليه أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية الذي لا يزال اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات.
فؤاد حسن
المصدر