موفق الحموي 1983م … درسنا جغرافيا العالم العربي
موفق الحموي 1983م …
درسنا جغرافيا العالم العربي …
وجهلنا الجغرافيا البشرية …
تذكرت رفيقي موفق الحموي كثيرا بالأمس وأنا أتابع أخبار حماة بعد 42عاما من نكبتها سنة 1982م.
بعد عام واحد إلتحق بالعمل معنا في 1983م موفق من حماة ، وخلال رحلات العمل معا وجد من جانبه فرصة مناسبة ليخبرني الكثير مما لا يمكنك علمه أو سماعه إلا من أبناء المأساة.
لسنوات عديدة ظل موفق غير قادر للعودة في إجازة ، وتأكد لي خلال سنواتي بالمملكة العربية السعودية كم كنا نجهل العرب والعالم العربي.
كانت سنوات الإغتراب في الدول الخليجية في زماننا تتيح من خلال التعامل والإحتكاك والتعارف فرصة إكتشاف أن الدول العربية تشمل مكونات مذهبية كنا نعتبرها جزءا من التاريخ المندثر ، وأن ليس كل أبيض أو فاتح البشرة معترف بعروبته وإن تحدث بلسان عربي.
ووجدنا أن العربي المسيحي يمكن أن يكون إسمه محمد عبد الله وأن أسامة يمكن أن يكون غير عربي ، وعرفنا القوميات المغتربة من مارون وآشوريين وأكراد.
وعلمنا أن أخطر مافي السياسة في الدول العربية أنها تتلبس بالشعارات القومية غطاءا للباطنية المذهبية وأن الباطنية المذهبية أو العرقية هي التي تتصارع من أجل السيطرة والتمكين وأن العرب الذين نراهم أمامنا متشابهين هم ليسوا كذلك وأنهم فيما بينهم يعلمون من الملامح الدقيقة الطائفة والمذهب وبين الطوائف والعرقيات والمذاهب تواريخ متصلة من الخلافات والصراعات والذكريات المؤلمة.
ولهذا تجدني أؤمن أن أية حركة تغيير ثوري في دولنا العربية والأفريقية لن تنجح إلا إذا رفعت وطبقت شعار التسامح والمصالحة وضمان الحياة الكريمة حتى للحاضنة الإجتماعية والمذهبية للنظام السابق وهذا ما لاحظت أن ثوار سوريا يحاولون تطبيقه خاصة في مناطق النفوذ التاريخي للطوائف.
أتمنى أن تعبر سوريا إلى بر الأمان وأتخيل كيف بات بالامس رفيقي موفق وكل الحمويين.
الأنظمة لا يهزمها السلاح ولكن يهزمها الإنكشاف والتعري الأخلاقي حين تكتشف السجون السرية وحين يخرج إلى الحياة المساجين الغير رسميين الذين كان أهلهم يظنونهم في عداد الموتى.
#كمال_حامد 👓
مصدر الخبر