موسم الزيارات المجتمعية الشعبية بين مصر والسودان
موسم الزيارات المجتمعية الشعبية بين مصر والسودان
قبل أيام جمعتني المعايدة بمجموعة اخوية مصرية سودانية، ضمت الدكتور حسن ترك رئيس الحزب الاتحاد الديمقراطي المصري، والدكتورة آفاق الحاج الناشطة المجتمعية والصحفي القدير زائر القاهرة هذه الايام، الاستاذ عمر الصديق والمستشار السياسي الاستاذ صبرى الباجا، وتحدثنا كثيرا عن ضرورة زيارة وفد مصري للسودان في زيارة مجتمعية واستثمارية على أن يضم بعض رجال الأعمال ورجالات الأحزاب المصرية، وبعض القيادات المجتمعية، وان يكون في البداية لقاء تعارفي مع سعادة السفير محمد إلياس سفير السودان بالقاهرة، أو الجهة المختصة بالسفارة، قبل التخطيط للسفر.
وفاجأتنا الاخبار بأن هنالك وفد من المجتمع المدني المصري يتوجه إلى السودان لإطلاق حوار مشترك.
تأتي هذه الخطوة انطلاقا من ظروف تاريخية تستوجب قيام جميع الأطراف الفاعلة في المشهدين السياسي المصري والسوداني بأدوارهم المنوطين بها للمساهمة في مزيد من التقارب بين الشعبين الشقيقين.
اجتمعت نخبة من الفاعلين في المجتمع المدني المصري من خلفيات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وأكاديمية من أجل المساهمة الفاعلة في تعميق علاقات البلدين التي يتعين أن تقوم من الآن فصاعدا على أسس جديدة تغلب النظر برشد إلى المستقبل ورؤية التحديات الجسام بدلا من اجترار الماضي، الذي يمكن أن يكون ملهما في استدعاء دروس مهمة لكنه لا يمكن أن يظل عائقا أمام الحركة إلى الأمام، خاصة وأن الشعبين يمران بفترة استثنائية في تاريخهما الممتد من حيث نضال شعبيهما من أجل بناء دولة جديدة تقوم على قيم الديمقراطية والعدل والمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات وبناء علاقات دولية متوازنة.
فيستشعر الوفد أن الظروف الراهنة التي يمر بها السودان والمنطقة والعالم تستوجب تحركا متقنا وسريعا من أجل الشروع في حوار بناءً وناضج مع مكونات المجتمع السوداني، ومن هنا، كانت زيارة الخرطوم وجهة مناسبة لإطلاق حوار مصري – سوداني يقوم على مجموعة من المحددات الجديدة التي تتناسب مع حجم التطورات العالمية التي باتت تدفع في طريق إعادة صياغة الأفكار وبناء تحالفات إقليمية وتكتلات عابرة للحدود في سبيل تحقيق المصالح المشتركة للشعوب التي تعاني اليوم من وطأة الأزمة العالمية الكبرى بين روسيا وأوكرانيا التي كشفت عن هشاشة النظام الدولي وعدم عدالته عندما يتعلق الأمر بالأمن الاقتصادي وحماية النظام المالي للدول المختلفة والأمن الغذائي.
أن تلك المتغيرات تدفع اليلدين إلى مزيد من التقارب والحوار من أجل صياغة رؤية مشتركة لمستقبل يقوم على مواجهة التحديات بكثير من العمق في التناول والرشد، وفي صياغة قرارات تصب في صالح شعبي البلدين، والحوار المنشود لا يمكن أن يكون فقط بين السياسيين في البلدين ولكن حتي يأتي ثماره ينبغي أن يتسع ليشمل كل مكونات المجتمع المدني ومجتمع المال والأعمال ورجال الصناعة والاقتصاد والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين.
أن تلك المجموعة التي تشكل قوام الوفد، يحدوها الآمال العريضة أن تشكل الزيارة منعطفا مهما في سبيل الوصول إلى أجندة جادة للحوار بين البلدين حول مستجدات المتغيرات الكبرى في عالم اليوم، بغض النظر عن تطورات الشأن السياسي، فما يصبو إليه الوفد هو وضع أجندة متقدمة لحوار أكثر نضجا بين شعبين يجمعهما مصير مشترك على مدى آلاف السنين وحانت لحظة أن يجتمعا معا في لحظة الحقيقة التي تهون أمامها كل الأزمات والمشكلات التي تعترض طريق تعاونهما وتكاملهما اقتصاديا وماليا وتجاريا وثقافيا من أجل خير البلدين.
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر