مليشيا الدعم السريع خسرت الحرب عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وانتحرت أمام كل العالم
إسم الدعم السريع أصبح يأتي في نشرات الأخبار مقروناً بالانتهاكات وجرائم الحرب ولا وجود لمفردات “الديمقراطية” و “الثورة” و “العدالة” في أي سياق يُذكر فيه الدعم السريع. إنها المليشيا القديمة ذاتها، مليشيا الجنجويد سيئة الذكر التي ارتبط اسمها بجرائم الحرب في دارفور.
مليشيا الدعم السريع فقدت المشروعية الداخلية منذ الأسابيع الأولى للحرب، فأصبحت مجرد مليشيا مجرمة؛ وها هي الآن تفقد المشروعية الخارجية؛ بل ستصبح قريباً مليشيا مجرمة تلاحق قادتها الاتهامات الجنائية داخلياً وخارجياً ولن تجد من يدافع عنها، وستصبح مشغولة برقبتها حرفياً.
لقد خسرت المليشيا الحرب عسكرياً وخسرتها سياسياً وأخلاقياً وانتحرت أمام كل العالم. ولقد خسر من راهنوا عليها وخاب مسعاهم. أي ديمقراطية هذه التي تدافع عنها مليشيا قبلية تلاحقها محكمة الجنايات الدولية؟
أمر لا يصدقه العقل أن تتحالف القوى المدعية للمدنية والتقدمية مع مليشيا بهذا التكوين والسلوك الإجرامي الفج؛ لا يمكن أن تقدم قوى سياسية حية بكامل وعيها وإرادتها على حماقة كهذه؛ لا بد أنها قوى مسلوبة الإرادة تنفذ أوامر سادتها، وهم من أوردوها إلى التهلكة، هذا أكثر تفسير معقول؛ فمن الصعب تصور حزب سياسي بكامل الأهلية والوعي يختار هذا الموقف.
حليم عباس
مصدر الخبر