مكي المغربي يكتب: الدعم “النظيف” من الأجندة الذي تحتاجه أفريقيا.
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالصراع الروسي مع حلف الناتو، وفي الوقت الذي تحدث فيه أكبر وأعنف موجة تمرد على الدولار، في هذا الوقت ينسى الناس أن هنالك دولة أفريقية يحتل أجزاء من أراضيها إرهابيون ويسرقون مواردها ويبيعونها بطريقة غير شرعية في أسواق العالم، ويفرضون على المواطنين جبايات غير شرعية ويأخذونها منهم بالعنف والتخويف.
دولة عاشت تحت الاحتلال لفترة، ثم الحرب الأهلية.. ثم ..
دولة فيها بعثة الأمم المتحدة وبعثة للإتحاد الإفريقي.
لحسن الحظ، هنالك من يقف مع هذه الدولة ويساعدها بينما العالم مشغول مشغول عنها.
الدولة هي الصومال والدولة التي تساعدها حاليا، وسلمت بعثة الاتحاد الأفريقي فيها ٢ مليون دولار الاسبوع الفائت في نيويورك هي الهند.
شكرا من القارة الافريقية لشبه القارة الهندية.
لقد كان لقاءا مهيبا في نيويورك يذكرنا بأيام جواهر لآل نهرو، وقيادته للحقوق الأفريقية عبر معسكر عدم الانحياز.
هذه القيادة حدثت بينما نصف الدول الأفريقية تحت الاستعمار والفصل العنصري والسطو على الموارد من كبار العالم.
المعسكر الغربي كان يشجع الاستعمار أو حقيقة كان يتباطأ في الإقرار باستقلال الشعوب الأفريقية.
المعسكر الشرقي حينها، الاتحاد السوفيتي والصين معه والدول الشيوعية ترغب في خروج أفريقيا من الاستعمار لتدخل في التبعية الكاملة لمنهجها الاقتصادي الشمولي والشيوعي، لكن الهند موقفها -عبر معسكر عدم الانحياز- مع الاستقلال والسماح للدول بتقرير مصيرها.
في تلك الايام أخرج جواهر لآل نهرو منديله، وكتب عليه السودان، عندما قيل أن السودان دولة لم تتشكل بعد وليس لديها علم ولا نشيد وطني ولا ولا ..
السفير روشيرا كامبوج، ممثل الهند في الأمم المتحدة في نيويورك، تقدم وسلم الصك المالي بمبلغ ٢ مليون دولار، في مشهد يذكرنا بتلك الأيام.
وقبلها سلمت الهند ٤ مليون دولار للبعثة الأممية في الصومال.
قد يقال ما هو الفرق بين تبرع الهند وتبرع الدول الغربية وغيرها؟ والفرق واضح للغاية، هذا الدعم الهندي لا يتبعه تدخل ومطامع في الموانيء، وفي إدخال الصومال في “مصيدة ديون” بغرض السيطرة عليه، ولا يتبعه طلب إنشاء قاعدة عسكرية ولا أي محاولة لاستغلال الدعم للنفوذ السياسي والعسكري.
أيضا لا بد أن نسلط الضوء على التطورات الأخيرة في الصومال، الرئيس الجديد حسن شيخ محمود دشن خطة ثلاثية الأضلاع لمكافحة الإرهاب، تشمل المحور العسكري، والمحور المالي، والمحور الآيدولوجي.
المحور العسكري الأمني واضح ويمكن تتبعه عبر الأخبار، والمحور الآيدولوجي قضية صومالية داخلية لأنها دولة ذاخرة بالعلماء المحترمين وسط شعبهم.
المحور المالي يستدعي تتبع تحويلات مصرفية خارجية وداخلية لإيقاف تمويل الإرهاب.
هذا هو دور العلاقات الخارجية الصومالية، لأنه بدون تعاون دولي لن يكتمل هذا الأمر.
وهنا دور الإتحاد الإفريقي لتسليط الضوء على إنجازات الحكومة الصومالية، ومناصرتها في حملتها ضد الارهاب.
ويأتي دور العلاقات الهندية الصومالية، لأن هنالك دولا أخرى لا تتعاون في هذه القضية بالقدر الكافي وتستلم البضائع الصادرات من استثمارات مناطق الارهابيين ولديها حساباتهم وأموالهم.
هل وقفتم الآن على خطورة الموقف وأن الحرب على الإرهاب ليست نزهة، هذه مجموعات لديها أموال وعلاقات تجارية دولية، ولذلك تحتاج الحكومة الصومالية للاتحاد الأفريقي، ولدولة مهمة مثل الهند، وقد تربعت مؤخرا على عرش الإقتصاد العالمي الخامس، ومن المأمول أن تصبح في العام المقبل رابع إقتصاد في العالم.
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر