الرياضة العالمية

مقابلة مثيرة مرتقبة بين الترجي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري


JSK%20Esperence

نشرت في:

أنظار شمال أفريقيا والشرق الأوسط وبالتأكيد مناطق أخرى في العالم متجهة صوب المباراة التي يتنافس فيها ناديا جمعية شبيبة القبائل الجزائري العريق والترجي التونسي، أحد عمالقة كرة القدم في أفريقيا مساء الجمعة بالعاصمة الجزائرية في إطار منافسات ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.

لقاء كروي مثير يجمع مساء الجمعة (الساعة العاشرة ليلا بتوقيت الجزائر)  فريق شبيبة القبائل الجزائري بنظيره الترجي التونسي في إطار منافسات الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا. مباراة الذهاب ستقام على ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة مع توقع حضور أكثر من 50 ألف متفرج سيأتون من تونس التي بدأ مواطنوها يتوافدون على البلد الجار، ومن الجزائر لا سيما من قرى جبال جرجرة بأعالي منطقة القبائل لمساندة أحد رموز هذه المنطقة الذي قدم الكثير في مجال كرة القدم الجزائرية والأفريقية.

فريق تيزي وزو المهدد هذه السنة بالنزول إلى الدرجة الثانية مطالب بالفوزحتى يخوض بمعنويات مرتفعة غمار المقابلات المتبقية في البطولة الجزائرية. لكن المهمة لن تكون سهلة أمام ناد تونسي عريق يجمع في صفوفه لاعبين محنكين وذوي خبرة كبيرة.

فيرجح أن يلعب الترجي التونسي المباراة بنوع من الأريحية كونه معتادا على خوض مثل هذه المباريات  الصعبة ولكونه أيضا يحتل حاليا مرتبة مشرفة (الثالثة) في الدوري التونسي. في حين يحتل فريق شبيبة القبائل المرتبة ما قبل الأخيرة في البطولة الجزائرية لكرة القدم. الضغط سيكون كبيرا على لاعبي القبائل الذين سيدخلون أرضية الملعب حائرين في كيفية إنقاذ الفريق الذي لعب دورا مهما وأساسيا طيلة أربعين عاما في الدوري الجزائري لكرة القدم.

فريق عريق مهدد بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية الجزائري

وفي ندوة صحافية، صرح ميلود حمدي مدرب نادي شبيبة القبائل أن “المقابلة التي ستجمعنا مع الترجي التونسي ستكون صعبة لأن هذا الأخير يملك خبرة كبيرة في المنافسات القارية ولاعبين متمكنين ومتعودين على لعب مباراة هامة”. وأضاف: “سنقوم بكل ما في وسعنا لكي نفوز في عقر دارنا لكي ننتقل بعد ذلك إلى ملعب رادس بتونس بدون ضغط. لكن لا يمكن أن نخفي أن همنا الأول والوحيد هذه السنة هو إنقاذ فريق شبيبة القبائل من الهبوط إلى الدرجة الثانية”.

ويعد هذا الفريق من بين أعرق فرق كرة القدم في الجزائر وعلى مستوى القارة السمراء. فقد فاز 14 مرة بالدوري الجزائري وبـ5 كؤوس وطنية إضافة إلى تتويجيه بـ6 كؤوس أفريقية من بينها لقبان بدوري الأبطال. لكن على الرغم من كل هذه الألقاب، يبدو أفقه مظلما فسيكون عليه الفوز على الأقل بـ6 مباريات في الدوري الجزائري من أصل 11 متبقية لكي يطمح في البقاء في الدوري الأول.

صراعات داخلية وأطماع خارجية أنهكت نادي شبيبة القبائل

وفي حال أصبح هذا “الكابوس” كما يصفه مئات الالاف من عشاق الفريق حقيقة، فستكون المرة الأولى التي ينزل فيها نادي شبيبة القبائل إلى الدرجة الأدنى منذ صعوده إلى الدرجة الأولى في العام 1969.

وبعدما هيمن على عالم الكرة الجزائرية لمدة سنوات، لا سيما في عهد رئيسيه الراحلين بن قاسي ومحند شريف حناشي، إلا أن وضعه تغير إلى الأسوأ منذ عشر سنوات على الأقل. إذ أصبح يواجه أزمات مالية متكررة وتدخلات في شؤونه بين أطراف متضاربة المصالح، ليس لها علاقة مع الفريق ولا مع كرة القدم.

كما أدى الصراع من أجل الظفر بكرسي رئاسة الفريق بين الرئيس السابق شريف ملال والحالي يزيد ياريشان إلى تدهور وضع الفريق أكثر وإلى فقدان هيبته الرياضية التي كان يملكها في السابق.

وإضافة إلى الصراع على المناصب، أثر التسيير الإداري والرياضي السلبي على مردود الفريق الذي لم يفز بأي لقب، جزائري كان أو قاري منذ عدة سنوات. وها هو اليوم يصارع من أجل البقاء في الدوري الأول على الرغم من شراء شركة “موبليويس” للاتصالات 75 بالمائة من أسهم النادي. لكن هل هذا كافٍ لإنقاذه؟

شبيبة القبائل فريق يرمز إلى الهوية الأمازيغية 

يتوافد التونسيون بكثافة منذ عدة أيام على الجزائر لتشجيع الترجي التونسي، فيسافرون على متن سياراتهم لمدة نحو اثني عشر ساعة وأحيانا لتفادي التعب يتركونها في عنابة ومنها يستقلون الطائرة حتى العاصمة الجزائر. وقرر أنصار شبيبة القبائل بصفة خاصة مناصرة فريقهم بقوة خلال المقابلات المتبقية متمنين أن تتحقق “معجزة” البقاء في الدوري الأول.

سكان منطقة القبائل يرون حسب المراقبن والمحللين في شبيبة القبائل رمزا للهوية الأمازيغية التي يعتبرون أن الأنظمة الجزائرية المتعاقبة حاولت طمسها. فسبق وأن ردد المشجعون في الملاعب شعارات سياسية مناهضة للحكومات والرؤساء ورفعوا لافتات احتجاج مطالبين باحترام حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية والثقافة واللغة الأمازيغيتين. في حين يعتبر آخرون في هذه المواقف تهديدا للعروبا وتشتيتا للشعب الجزائري.

لكن يبدو أن الزمن الذي كانت فيه الرياضة وسيلة للتعبير عن مواقف سياسية قد انتهى في مدينة تيزي وزو بعدما تراجع مردود فريقها من قلعة شامخة إلى نادٍ عادي يخسر مقابلات حتى في عقر داره. فهل سيولد طائر العنقاء من رماده من جديد أم سيهبط الشبيبة إلى أسفل السافلين ويمحى من صفحات التاريخ؟ الجواب الأول ربما سيأتي عند نهاية مباراة اليوم التي ستجمعه مع أحد عمالقة الكرة المستديرة في أفريقيا ألا وهو الترجي التونسي.

 

فرانس24


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى