السياسة السودانية

مغبة تحّرف شراع الحرية والتغيير عن مواضعه

الجميل الفاضل

“الحرية والتغيير” شراع نصبته بعناية كتل حزبية مدنية ومسلحة، وتجمعات مهنية، ومنظمات مجتمع مدني أخري، بوجه الريح قبالة شارع ثوري منتفض.

شارع اتي زاحفا من المدن الريفية البعيدة، يحمل شعلة ثورية أوقدها في خواتيم العام (١٠١٨) اسلمها مضرمة من بعد لمن ائتمنهم عليها بمركز السلطة هنا في الخرطوم.

هو شارع ظل هكذا موحدا ريفا وحضر، لأربعة أعوام كاملة، ينشد تغييرا جذريا يأمل ان يفضي في نهاية المطاف لبناء سودان جديد.

سودان يختلف في قواعده واركانه وتفاصيله كلها، عن صورة وطبيعة بنيانه الموروث القديم.

بيد أن شراع تحالف الحرية والتغيير الذي تم نسجه علي عجل في يناير من العام (٢٠١٩) للحاق بقطار الثورة الذي كان قد انطلق بالفعل من الدمازين ومن عطبرة، قد تآكل هو اليوم من داخله أو كاد، أو قل تناقص من أطرافه علي الأقل لا تحركه الأن، سوي طاقة الرياح التي تهب من الشارع لتملأ أشرعته من حين لآخر، متي ظل في الموعد، متموضعا بذات المكان كما كان.

أذ في تقديري أن أي طي لشراع الحرية والتغيير في هذا الوقت، أو حرف له عن مواضعه بوجه ريح الثورة.. قوة دفعه الأساسية والوحيدة، التي يستمد منها كتحالف طاقة حركته الماثلة علي علاتها، يصبح خطاء تاريخيا لا يغتفر، حال حدوثه دون مراعاة لواقع أن هذه الريح تهب الآن من شارع متعدد المنابت والمشارب، تباينت تبعا لتعدد وتنوع منابته ومشاربه، دوافع وأسباب إستمراره، بل وغاياته النهائية نفسها.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى