«مغادرة الحسن» تسرق الأضواء من احتفالات عودة الميرغني إلى السودان
الخرطوم 21 نوفمبر 2022 – شهدت عودة رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، ومرشد الطائفة الختمية، محمد عثمان الميرغني، إلى البلاد بعد قرابة عقد من الزمان؛ انسحاب نجله الحسن من مراسم الاستقبال، بعد اشتباكات بين حراسه وقوة عسكرية.
وحظيِّ الميرغني لدى وصوله لمطار الخرطوم على متن طائرة مصرية خاصة، برفقة عدد من قيادات حزبه والطائفة؛ باستقبال حاشد.
واستدعى تدافع آلاف الواصلين من العاصمة والولايات، على البوابة الغربية للمطار، لتغيير مراسم الاستقبال، بخروج الميرغني من البوابة الشرقية، دون لقاء مستقبليه.
ورصدت “سودان تربيون” فرض الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة بنشر تعزيزات عسكرية حول وداخل المطار.
استقبال أبوجلابية
ونظمت اللجنة العُليا لعودة الميرغني، احتفالاً في دار “أبوجلابية” بمدينة الخرطوم بحري، شاركت فيه أعداد كبيرة من الاتحاديين ومناصري الطائفة الختمية، حيث أطل الميرغني عبر المنصة الرئيسية وألقى خطاباً مقتضباً قدم فيه شكره لمستقبليه.
من جهته، قال نائب رئيس الحزب، جعفر الميرغني، إن الميرغني قدم حياته من أجل السودان والحفاظ على الوحدة الوطنية وضمان حياة كريمة للشعب السوداني.
وأشار إلى أن عودته للسودان تأتي من أجل جمع الصف، وتوحيد الكلمة ولم الشمل، والدعوة للوفاق بين أبناء الوطن الواحد. ونوه للصعوبات التي يعاني منها السودان عقب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، وما استتبعها من اختلافات في الآراء والتوجهات السياسية.
وتجئ عودة الميرغني إلى البلاد في ظل صراعات قوية بين نجليه الحسن وجعفر اللذان تتباين آرائهما حيال الأزمة السياسية التي يعاني منها السودان، حيث يؤيد الحسن الدستور الانتقالي الذي أعده محامون موالون للحرية والتغيير بينما يتحالف جعفر مع مجموعة التوافق الوطني المؤيدة لانقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021.
الإعتداء على الحسن
كشف بيان أصدره مكتب الحسن الميرغني، وتلقاه (سودان تربيون) عن تعرضه لمضايقات واعتداء وهجوم خلال توجهه إلى الصالة الرئاسية في مطار الخرطوم لاستقبال والده.
وقال البيان إن نجل الميرغني تم اقتياد موكبه بواسطة عربة الشرطة المرافقة إلى منزل غير معروف بالقرب من القيادة العامة، وطلب منه الدخول بمفرده إلى المنزل، ولكنه رفض وتوجه مع الوفد المرافق له إلى المطار لحضور وصول طائرة رئيس الحزب.
وأضاف: “عند وصول طائرة زعيم الحزب لمطار الخرطوم وخروج الحسن لاستقباله تعرضت له ومرافقيه قوة عسكرية ومجموعات ادعت أنها تتبع للاستخبارات العسكرية وشرطة الاحتياطي المركزي، حيث تم تطويق الطائرة في محاولة لمنعه من استقبال والده، وبدت مظاهر من العنف المتعمد والاشتباكات مع مرافقيه حيث تم ركل وضرب بعضهم، وجلهم من كبار خلفاء الطريقة الختمية من ولايات السودان المختلفة”.
ولفت البيان إلى أن الحسن قرر مغادرة المطار درءاً للفتنة واحتراماً لمقام والده.
واستنكر ما أسماه بالسلوك المشين والازدواج في المعايير والانحياز والتدخل السافر في شئون الأسرة الميرغنية والطريقة الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من الجهات التي تولت تنظيم وترتيب الاستقبال.
وغادر الميرغني السودان في العام 2013 متخذا من القاهرة مقرا فيما تسربت أنباء متقطعة خلال العامين الأخيرين عن تدهور حالته الصحية لكن لقاءات بمسؤولين وقادة في الحزب أظهرته في وضع صحي أفضل وفي مارس الفائت طرح مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد تشمل الدعوة لإجراء حوار سوداني ـ سوداني شامل يهدف لتحقيق أهداف الثورة.
المصدر