مع رفض التطعيم.. فيروس كورونا يعرقل خطط جوكوفيتش في مطاردة “الملك” نادال
نشرت في: آخر تحديث:
نظرا للإجراءات الصحية المتعلقة به، يواصل فيروس كورونا عرقلة خطط بطل التنس العالمي نوفاك جوكوفيتش في سباقه الشرس لمطاردة “الملك” الإسباني رافايل نادال حامل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب (22 لقبا مقابل 21 للاعب الصربي). فقد أعلن جوكوفيتش الخميس غيابه عن بطولة أمريكا الكبرى “فلاشينغ ميدوز” التي تنطلق الاثنين لعدم تلقيه اللقاح المضاد للفيروس، ما يمنعه من الدخول إلى الولايات المتحدة. وقد حدث الأمر نفسه في مطلع العام ببطولة أستراليا الكبرى في ملبورن.
“لسوء الحظ، لن أتمكن هذه المرة من السفر إلى نيويورك من أجل المشاركة في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة…” بهذه التغريدة، أكد البطل الصربي نوفاك جوكوفيتش الخميس الذي يرفض التطعيم ضد فيروس كورونا غيابه عن بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب لأنه غير قادر على دخول الأراضي الأمريكية نظرا لصرامة الإجراءات الصحية للوقاية من الجائحة.
لكن هذه المرة، رضخ جوكوفيتش (35 عاما) للأمر الواقع من البداية، تفاديا لاندلاع زوبعة قضائية وضجة إعلامية وقضية سياسية جديدة مثل التي أثارها في مطلع العام حول بطولة أستراليا المفتوحة، الأولى في جدول منافسات “غران سلام” الأربع. وقال “نوفيك”: “حظا سعيدا لزملائي اللاعبين! سأُبقي نفسي في حالة بدنية جيدة وحالة ذهنية إيجابية بانتظار العودة الى المنافسة”.
القانون على الجميع، من دون استثناء
وقد اصطدمت رغبة اللاعب الصربي، المسجل أصلا على قائمة المشاركين في البطولة المقررة بين 29 أغسطس/آب و11 سبتمبر/أيلول، بصرامة القوانين والقواعد الأمريكية، والتي تجبر المسافرين، كل المسافرين بمن فيهم الأبطال والنجوم، على إظهار دليل على التطعيم الكامل ضد فيروس كورونا على متن الرحلات الجوية قبل دخول البلاد.
واستاءت مديرة البطولة ستيسي ألاستير لغياب جوكوفيتش، وكتبت في تويتر: “نوفاك بطل عظيم ومن المؤسف للغاية أنه لن يتمكن من المنافسة في أمريكا المفتوحة 2022 لأنه غير قادر على دخول البلاد بسبب سياسة التطعيم التي تطبقها الحكومة”. بدوره، عبّر الاتحاد الأمريكي للتنس عن أمله في عودة اللاعب الصربي “لملاعب فلاشينغ ميدوز العام المقبل”.
لكن السلطات الأمريكية ظلت صارمة في تطبيق قواعدها، لاسيما أن الولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا من حيث خسارة الأرواح جراء فيروس كورونا إذ بلغت حصيلة الوفيات منذ ظهور الجائحة في 2019 نحو مليون و43 ألف شخص (استنادا لمراكز الإحصاءات المحلية التي اطلعنا عليها الجمعة).
سابقة ميلبورن وانعكاساتها على مسيرة جوكوفيتش
من جانبه، أعلن اللاعب الصربي منذ انطلاق حملات التطعيم عبر العالم رفضه المطلق لتلقي اللقاح، وأكد مرارا أنه على استعداد للغياب عن البطولات الكبرى التي تجبر المشاركين على التطعيم ضد كوفيد-19، ما أثار شرخا في صفوف الرياضيين والسياسيين على حد سواء بين مؤيد ومعارض أو متفهم لهذا الموقف أو ذاك.
وقد غاب جوكوفيتش في مطلع 2022 عن بطولة أستراليا المفتوحة لهذا السبب، ما حرمه من الدفاع عن لقبه بعد أن أقدمت سلطات البلاد على ترحيله. واضطر في ختام معركة قضائية وأزمة سياسية لمغادرة ملبورن على متن طائرة متجهة إلى دبي بعد رفض المحكمة العليا استئناف قرار سابق بإلغاء تأشيرة دخوله البلاد، وذلك عشية انطلاق البطولة التي كان المصنف أول عالميا يسعى للظفر بلقبها لعاشر مرة.
واعتبرت المحكمة الفدرالية الأسترالية أن الصربي “يشكل خطرا صحيا” وأنه “يمكن أن يشجع المشاعر المناهضة للتلقيح” ضد الفيروس. وفي المعركة التي استمرت 11 يوما، ألغيت تأشيرة جوكوفيتش في مطار ملبورن، ثم استعادها بعد قضية إجرائية قبل أن تلغى مرة ثانية من قبل وزير الهجرة.
عدة ليال في مركز احتجاز سيء السمعة
وكان قد أمضى بعض الليالي في مركز احتجاز سيء السمعة في ملبورن، وخاض تمارينه على ملاعب البطولة لعدة أيام بعد استعادة تأشيرته، ثم عاد إلى الحجز.
رغم هذه الفضيحة، استمر جوكوفيتش في إحراز الألقاب، لاسيما بفوزه ببطولة ويمبلدون بلندن في 10 يوليو/تموز، ما رفع رصيده في البطولات الأربع الكبرى إلى 21، مقلصا الفارق إلى لقب واحد عن “ملك” اللعبة، الإسباني رافايل نادال (22 لقبا)، وفض الشراكة مع السويسري روجيه فيدرر (20 لقبا).
كما أنه عادل البطل الأمريكي السابق بيت سامبراس في عدد الألقاب في ويمبلدون، وأصبح يومها رابع لاعب في العهد الحديث يفوز بأربعة ألقاب متتالية في ويمبلدون بعد فيدرر وسامبراس والسويدي بيورن بورغ.
علاوة مزياني
المصدر