مع استمرار اعتداءات المستوطنين بالضفة.. نتنياهو يلوم بن غفير وواشنطن توقف دعمها للمستوطنات
انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دعوة وزير الأمن القومي في حكومته إيتمار بن غفير للمستوطنين باحتلال قمم التلال بالضفة الغربية المحتلة والاستيطان فيها، بينما أوقفت الإدارة الأميركية جميع أشكال الدعم المالي للمشاريع في مستوطنات الضفة.
وقال نتنياهو -خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء- إن حكومته لن تسمح بأي احتلال غير قانوني لأراض في الضفة الغربية.
وامتنع نتنياهو عن التطرق لجرائم واعتداءات المستوطنين المتطرفين بحق المواطنين الفلسطينيين في قرى وبلدات الضفة الغربية وإحراق منازلهم وأراضيهم الزراعية.
وفي تبرير لتصديقه على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن الرد المناسب على ما سماه “الإرهاب” يكون بتعميق الجذور اليهودية لإسرائيل.
وفي سياق متصل، أكد نتنياهو أن حكومته غيّرت قواعد الاشتباك مع من وصفهم بـ”المخربين”؛ وقال إن حكومته تنتهج سياسة حازمة من أجل حماية أمن الإسرائيليين.
ويأتي موقف نتنياهو، الذي صادقت حكومته خلال 6 أشهر فقط على بناء 13 ألف وحدة استيطانية بالضفة، في وقت تصاعدت فيه الانتقادات الدولية لمشروعها الاستيطاني.
والجمعة، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن مستوطنين أقاموا خلال 24 ساعة حوالي 7 بؤر استيطانية غير شرعية على الأقل في الضفة بعلم القيادة السياسية وحكومة نتنياهو.
غضب بن غفير
وفي وقت سابق الأحد، انتقد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الشرطة بسبب ما وصفه بأنه “عقاب جماعي” للمستوطنين اليهود.
وفي بيان مشترك، قال قادة الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل إن أفعال المستوطنين ترقى إلى حد “الإرهاب القومي”، وتعهدوا بالتصدي لتلك الأفعال.
وأثار هذا الوصف غضب وزراء منتمين لليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذين رفضوا قبل ذلك مقارنة ما يفعله اليهود بما يقوم به الفلسطينيون المسلحون.
وقال بن غفير الأحد إنه طلب من الشرطة توضيح السبب وراء إغلاق بوابات مستوطنة عطيرت لتفتيش القادمين والمغادرين وكذلك وراء “تعذيب شخص كان يقف في مكان قريب”.
وجاء في بيان لحزب بن غفير أنه أبلغ قائد الشرطة أنه “يعارض أي انتهاك للقانون” لكنه لا يقبل “العقاب الجماعي” للمستوطنين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الواقعة قيد المراجعة.
وجدد بن غفير -خلال زيارته بؤرة استيطانية جنوبي نابلس- مطلبه بضرورة القيام بما سماها عملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية تتضمن إسقاط مبان كاملة وتصفية من وصفهم بالمخربين، حسب تعبيره.
اعتداءات المستوطنين
وفي سياق متصل، أحرق مستوطنون إسرائيليون محاصيل زراعية في الأراضي الواقعة بين قريتي “ترمسعيا” و”المغير”، شمال رام الله، حيث أشعلوا النيران في حقل مزروع بالقمح يعود لمواطن فلسطيني.
كما اعتدت مجموعة من المستوطنين على شاب فلسطيني من بلدة “الزاوية”، غرب سلفيت، وحاولوا بتر إصبع يده.
من جانبه، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على دورية تابعة للجيش عند مدخل مستوطنة “يتسهار”، جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وأضاف الجيش أن قواته ردت بإطلاق النيران على المهاجمين الذين لاذوا بالفرار، دون وقوع إصابات أو أضرار.
وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات، وأغلق مداخل بعض القرى الفلسطينية في المنطقة.
وشهدت الضفة الغربية تصعيدا جديدا، بدأ الاثنين الماضي، مع اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 65 آخرين، إضافة إلى إصابة 7 جنود إسرائيليين. تبعه مقتل 4 مستوطنين وإصابة مثلهم بجروح -منها جروح خطيرة- في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقا، وإثر ذلك شن مستوطنون هجمات في عدد من البلدات الفلسطينية.
عقوبات أميركية
في هذه الأثناء، أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قررت وقف جميع أشكال الدعم المالي للمشاريع العلمية والفنية والتكنولوجية في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية.
وقال مراسل الإذاعة إن القرار الجديد يشكل تراجعا عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي شرعت للجهات الأميركية الرسمية دعم المشاريع في المستوطنات.
وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان حث على اتخاذ مزيد من الخطوات لإعادة الهدوء بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن سوليفان عبّر، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي، عن قلقه العميق بخصوص هجمات المستوطنين المتطرفين في الآونة الأخيرة على المدنيين الفلسطينيين.
سكاي نيوز
الجزيرة
مصدر الخبر