السياسة السودانية

معتصم أقرع: هل هذه الحرب عبثية؟

هل هذه الحرب عبثية؟
العبث هو وصف الحرب بأنها عبثية:
من أكبر الجرائم اللغوية السائدة هو الوصف الشائع لهذه بأنها عبثية. زيارة سريعة لمعاجم اللغة تشي بان قمة العبثية هو وصف الحرب بأنها عبثية. افتقاد اللغة للدقة يرتبط بضعف التحليل واللغة الفالتة تقود الي تفكير واستنتاجات خاطئة.

تعريف و معنى عبث في المعاجم:
عبِثَ / عبِثَ بـ / عبِثَ في يَعبَث ، عَبَثًا ، فهو عابث ، والمفعول معبوثٌ به
عبِث الشَّخصُ: لعِبَ وهزل، تكلَّم وأضاع وقتَه فيما لا فائدةَ فيه، تصرَّف بطَيْش أو بطريقة مُضْحِكة،
عَبِثَ فلانٌ بكذا: أساءَ استعماله‏ .
عَبِثَ فلانٌ: لعِبَ، وهزلَ‏ .
عَبِثَ فلانٌ بالدينِ والقيم ونحوِهما: استخفَّ بهما.

ان أكبر الجرائم اللغوية السائدة هو وصف الحرب بأنها عبثية. الصحيح انها حرب اجرامية ذات بعد وجودي لا تخطئه عين بصيرة منها ان يكون السودان أو لا يكون. وقبل عام طرحنا نفس اشكالية اللغة المخاتلة التي تصور المصائب وكأنها هزار عيال يصح فيه الحياد أو عدم اخذه بجدية كافية. اللغة واختيار المفردة في موقع القلب من الصراع السياسي والوجودي اذ ان توصيف المشكلة يساهم في انتاج موقفنا منها. كثيرا ما تأتي اللغة غير المنضبطة من عامة الشعب بحسن نية ولكن احيانا ينتجها ويروج لها كتاب يعون تدلسيهم ويقصدونه خدمة لأجندة ارتبطوا بها ثم تنتشر اللغة الخطأ ويتبناها كثيرون بحسن نية.

قال جورج أورويل: “اللغة السياسية مصممة لجعل الأكاذيب تتراءى كحقيقة ويبدو القتل محترما ، ولمنح مظهر الصلابة الما هو ريح صرف. ”

معتصم أقرع


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى