السياسة السودانية

معتصم أقرع: نخبة خرقاء وأشاوس وشوساءات

بلينا بجيل من الناشطين يظنون ان الرب لم يهد لفكر ديمقراطي مدني سواهم. هذا الجيل مصاب برضة (تروما) الكيزان التي عطلت نمو فردها الفكري والنفسي واعتقلته في حدود ركن نقاش في جامعات ثورة التعليم فصار جيل بلا فرادة حقيقية وصارت هويته الوحيدة هي هجاء بني كوز بالحق والباطل ولا هوية فكرية له سوي ذلك.

ونشأ هكذا جيل بلا ثقافة غير لبانة كعوبية الكوز وصار مقياس التميز الفكري هو جودة الحنك الركاني في هجاء الكوز من خلال ترديد نفس النقطة بألف لحن وزخرف ولكن تعدد الزخارف لا يضيف لمختزلة “الكوز كعب” شروي معاني.

جل (وليس كل) هذا الجيل الناشط جاهل بتعقيدات الجيوبوليتيك الراهن وعاجز تماما عن تحصين مجتمعه من الدمار إذا اتي من خارج ديار كوز وكأن الكون قد خلا من ذئاب الأنس والجن ما عدا مستر كوز.

بل صار رهط من هذا الجيل مستعدا للمشاركة الفعالة في تدمير بلاده بتوفير الغطاء السياسي والأخلاقي إذا أتي الدمار مرتديا لبوس عداء الكوز زورا وتملقا وخديعة. حتى صار الداعي الأخرق للمدنية والديمقراطية هو أخطر العقبات امامها، بل صار خطرا على وجود وسلامة بلده. وكأن المدنية الديمقراطية تستغيث بالرب “اللهم أعنى على الداعين بي, أما أعدائي فانا كفيلة بهم فخصم عاقل ارحم من صديق جاهل.”

وينسي هذا الجيل, وربما لا يعرف أصلا, ان أمريكا غزت العراق فعم 2003 بحجة تورط صدام حسين في دعم القاعدة وبن لادن في تدبير جريمة الهجوم علي برج التجارة في نيويورك ولم يكن هناك دليلا واحدا يثبت تورط النظام العراقي في الجريمة.

بل ان نظام صدام حسين الدكتاتوري الفاشي كان اكثر النظم علمانية في الشرق الاوسط وكان صدام اعدي أعداء الاسلام السياسي ونكل ببني كوز وامثالهم كما لم يفعل أحد. ومنذئذ أصبح من الممكن بيع أي جريمة أو خيانة كحرب ضد التطرف الديني.

فعلي سبيل المثال لو تمت هزيمة مشروعك سياسيا فيمكنك التهديد بالحرب واتهام الفلول بالتجهيز لها أو لو هزم مشروعك عسكريا فما عليك الا الابتزاز بالتهديد بتقسيم السودان والشروع في في ذلك مصحوبا بدعاية كثيفة عن مخطط الفلول والبراهنة لتمزيق السودان ويظل الاسقاط اهم أدوات الدعاية السياسية.

لا تنحصر المشكلة في الضعف الفكري لهكذا نخبة جيلية اذ ان الطمع في السلطة خلافة للكيزان يظل عاملا محوريا ولكن نترك ذلك لسانحة اخري.
في وجود هكذا نخبة من يحتاج لأشوس او شوساء لتدمير بلاده؟

معتصم أقرع


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى