السياسة السودانية

معايير ومتطلبات الجمال تضر بفتيات السودان

[ad_1]

معايير ومقاييس معينة يصار من خلالها إلى اختيار الفتاة السودانية للزواج، إذ تعاني الفتيات من ضغوط مجتمعية تقلل من ثقتهن بأنفسهن وتدفعهن إلى التعرض لأضرار كريمات تفتيح البشرة ومستحضرات زيادة الوزن.

لم تكن هذه المعايير التي يفرضها المجتمع على الفتيات بضرورة زيادة وزنهن وتفتيح لونهن وليدة اللحظة، فمنذ قديم الزمان يتم وضع برنامج للفتيات قبل زواجهن بثلاثة أشهر في الأقل لتفتيح لون بشرتهن وتسمينهن ولكن الفرق أن المستحضرات التي كانت تستخدم طبيعية، أما في العقد الأخير، فاجتاحت السوق مواد سامة وضارة تعمل على تفتيح البشرة وزيادة الوزن ولها خطورة بالغة أبرزها الفشل الكلوي وسرطان الجلد.

إسراء الشاهر
ضغوط مجتمعية

في بلد يتميز أهله بلون بشرة سمراء يُفرض شكل معين على الفتاة يجب أن تظهر به وتحافظ عليه وتبقى بلا زواج في حال عدم حصولها على بشرة بيضاء وجسم ممتلئ.

السعي إلى الحصول على بشرة بيضاء لم يكن مجرد هوس أو موضة، بل يتم اللجوء إليه هرباً من التمييز والعنصرية التي ترتبط في السودان باللون الداكن.

ولم تحل مبادرة أفراد لمحاربة هذه الظاهرة دون تفشيها في المجتمع السوداني وغزت الأسواق أشكال مختلفة من مستحضرات زيادة الوزن وتفتيح اللون التي يتم تهريبها من دول مجاورة.

وفي هذا السياق تقول خبيرة التغذية محاسن خالد “انتشرت تلك الظاهرة بصورة كبيرة منذ أكثر من 10 أعوام وخطورة الموضوع في أن نتائج تلك المواد الضارة التي يتم استخدامها لا تظهر بصورة مباشرة، بل تستغرق وقتاً طويلاً وتتمثل أخطار تناول عقاقير طبية لزيادة الوزن في الإصابة بأمراض تؤدي إلى الوفاة مثل الفشل الكلوي والسرطان وماء تحت الجلد والماء في الرئة”.

وعن أسباب عدم لجوء الفتيات إلى البدائل الآمنة أوضحت خالد أن “الضغوط التي يتم فرضها على الفتيات يدفعهن إلى البحث عن أسرع الوسائل وأرخصها وهي منتشرة بأسعار زهيدة في الأسواق وتعطي نتائج سريعة ووجهاً ممتلئاً ولكن في الحقيقة هو ليس امتلاء، بل عبارة عن ماء متراكم تحت الجلد. هذه العقاقير المنتشرة في الأسواق هي عبارة عن أدوية طبية تستخدم في حالات معينة ومن أعراضها الجانبية زيادة الوزن”، وتابعت “بدأت ثقافة أن تكون الفتاة ممتلئة تختفي وتتبدد تدريجاً لأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تروج للرشاقة والبحث عن وسائل آمنة لزيادة الوزن أو إنقاصه”.

وعن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الفتيات قالت “في العيادة أصبحنا نستقبل الفتيات اللواتي يردن إنقاص وزنهن أكثر من اللواتي يردن زيادته وحتى اللواتي قمن بزيادة وزنهن بطرق خاطئة أصبحن يبحثن عن طرق لإنقاصه لمواكبة المجتمعات المتحضرة والموضة الرائجة”.

لم تلجأ الفتاة السودانية إلى تناول العقاقير الطبية بغرض زيادة الوزن أو استخدام كريمات التفتيح إلا وهي تعاني ضغط المجتمع الذي لا يرى في الأنثى سوى مظهر يجب أن يتمتع بامتيازات معينة.

وفي هذا الصدد قالت الباحثة الاجتماعية رنا يوسف إن “من الواضح أن لجوء الفتيات إلى تغيير لون بشرتهن واستخدام عقاقير سامة ومسرطنة كلها تتم بسبب ضغوط مجتمعية كبيرة جداً لا تستطيع الفتاة مواجهتها، لا سيما حين تتم مقارنتها بزميلاتها وصديقاتها في بيئة لا تحترم الاختلاف ولا تؤمن بأن السودان بلد متعدد الأعراق والألوان”.

وعن دور المجتمع في التخلص من هذه الظاهرة رأت أن “المجتمع الذي يتقبل الفتاة كما هي ويشجعها وينظر إليها على أنها إنسان يتم تقييمه وفقاً لعقله وإنتاجه لن يعاني مثل هذه الظواهر. ونجد كثيراً من الأسر تدفع بناتها إلى هذه الممارسات. لذلك يجب نشر جرعة أكبر من الوعي في المجتمع مع العلم أننا بدأنا نلحظ تحسناً. وانطلاقاً من هذه الضغوط فإن الفتاة في حال لم تتناول هذه العقاقير الضارة، ستلجأ إلى أمور أخرى أكثر خطورة وسيظل هوس البحث عن الكمال بأرخص وأخطر الطرق هو السائد في مجتمعنا”.

حملات توعوية

وعلى رغم انتشار حملات توعوية بين الحين والآخر، إلا أن طبيبة الجلد سلمى أحمد تؤكد أن “الحملات التي تنادي بالحفاظ على لون البشرة ليست كافية ويجب نشر ثقافة البحث عن الجمال في العيادات المتخصصة لا في أسواق الجملة. العيادات تقدم تقنيات آمنة وخيارات واسعة في كيفية تنظيف البشرة وزيادة الوزن بالصورة المعقولة، بعيداً من هوس الحصول على ست درجات لون أفتح أو 20 كيلوغراماً، وفي النهاية تكون النتيجة كارثية تنتهي بأمراض خطرة وبالموت المفاجئ”.

وفي ظل انتشار عيادات تجميل كثيرة في الخرطوم تقول أحمد “العيادات كلها حاصلة على تراخيص وتستخدم طرقاً آمنة ومصرحاً بها، ومع ذلك تلجأ الفتيات إلى استخدام مواد مجهولة المصدر، لذلك يجب أن نقوم نحن طبيبات الجلد والتجميل بنشر نصائح حقيقية بصورة متواصلة بعيداً من الكسب المادي، خصوصاً للفتيات في سن المراهقة اللواتي يبحثن عن تقنيات سريعة”.

عقلية قديمة

في استطلاع رأي أجرته “اندبندنت عربية” أكد شباب سودانيون كثر أنهم “لن يرتبطوا بفتيات يستخدمن كريمات لتفتيح البشرة أو يتناولن عقاقير مجهولة المصدر لزيادة وزنهن” ولكن في السياق ذاته تقول الطالبة الجامعية غادة النمير “إذا سألنا أي شاب سيقول الكلام نفسه ولكن في النهاية يبحثون عن الفتيات ذوات البشرة الفاتحة للارتباط بهن في بلد هويته سمراء وهذا تناقض غريب يجعل الفتيات مهووسات بالبياض لجذب انتباه الشباب، خصوصاً في المرحلة الجامعية”.

بينما يقول الموظف الرشيد عبدالله إن “بشرة غالبيتنا سمراء ونعتز بها ولا أعتقد بأنني سأتزوج فتاة من أجل لونها أو وزنها فالتركيز طبعاً سيكون على أمور أخرى أكثر أهمية كمؤهلها الدراسي وثقافتها”.

إندبندنت عربية

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى