معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع شرق ولاية الجزيرة
الجزيرة 5 ديسمبر 2024 – شهدت المناطق الشرقية بولاية الجزيرة، الخميس، معارك شرسة بين الجيش والقوات المساندة له وقوات الدعم السريع التي هاجمت مقدمة الجيش في “ود المهيدي”، على بعد حوالي 20 كيلومترًا شرق ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة واجبرته على التراجع الى منطقة أم القرى.
وبث جنود تابعون للدعم السريع مقاطع مصورة لغنائم وأسرى من الجيش وحلفائه بعد معركة قالوا إنها دارت في ود المهيدي اليوم الخميس.
وكان الجيش، عبر محوره الشرقي، قد سيطر أمس الأربعاء على ود المهيدي، كما سيطرت قواته بالمحور الغربي على عدة جسور على قنوات الري في عمق مشروع الجزيرة الزراعي متقدمة نحو ود مدني.
وقبل أيام، أحرز الجيش تقدمًا لافتًا بالسيطرة على رئاسة محلية أم القرى المتاخمة لولاية القضارف شرقًا، والتي تبعد حوالي 40 كيلومترًا شرق ود مدني، فضلاً عن دخول مصنع سكر غرب سنار، حوالي 60 كيلومترًا جنوب عاصمة ولاية الجزيرة.
وأقرت قوات درع السودان، التي يقودها أبو عاقلة كيكل، الذي انسلخ من الدعم السريع وانضم للجيش في أكتوبر الماضي، بتراجعها عن ود المهيدي بعد تعرضها لهجمات من الدعم السريع.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن قوات الجيش المسنودة بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح في محور الفاو والخياري بولاية القضارف لم تتدخل في معارك اليوم الخميس رغم قربها من ميدان المعركة.
وقالت قوات درع السودان في تقرير عن الموقف الميداني،إن قواتها خاضت مساء أمس وصباح اليوم معارك كبيرة ضد ما أسمتها بمليشيا الجنجويد الغازية، في محور أم القرى وغربها.
وتابع التقرير قائلاً: “تمكنت قوات درع السودان من كسر شوكة العدو في ود الأبيض وتقدمت نحو ود المهيدي، بغرض فتح مسارات آمنة لقوات محور الخياري والقوات المساندة لتأمين ما تم تنظيفه من قوات العدو بمنطقة أم القرى وتثبيت المناطق التي تم طرد قوات العدو منها”.
وأقر التقرير بأن قوات درع السودان واجهت هجمات مضادة من ثلاثة محاور لقوات الدعم السريع تصدت لها بجدارة وثبات وبمساندة سلاح الجو – حسب تعبير التقرير.
وأشار إلى سقوط عدد من الجنود قتلى وجرحى، فضلاً عن آخرين مفقودين، لكن القوات أدت مهامها كاملة “تمهيداً للاكتساح الكبير بمشاركة المحاور الأخرى لتنسيق الهجوم المتزامن نحو مدينة ود مدني”.
وبشأن مناطق السيطرة، أفاد التقرير بأن قوات الدعم السريع لا تزال تتمركز الآن بمناطق غرب ود المهيدي وغابة مهيلة، بينما تراجعت قوات درع السودان والجيش والقوات المساندة له لتتمركز في مناطق سيطرتها غرب مدينة أم القرى.
وكان جنود تابعون لدرع السودان، بما فيهم قائد القوات أبو عاقلة كيكل، قد بثوا مقاطع مصورة لهم في قرية ود الأبيض الواقعة بين ود المهيدي وأم القرى.
يشار إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في أواسط السودان في ديسمبر الماضي قبل أن تتمدد جنوبًا حتى ولاية سنار.
مداهمة القرى
إلى ذلك، واصلت قوات الدعم السريع عمليات الدهم التي تستهدف القرى واقتحمت خلال الـ48 ساعة الماضية قريتين بجنوب ولاية الجزيرة، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم امرأة وطفل.
وطبقًا لبيان صادر عن مؤتمر الجزيرة، الخميس، فإن قوات الدعم السريع شنت أمس واليوم حملات انتقامية ضد المواطنين العزّل بقرى الصفا وود شمعة والطليح وود حميدان بمحلية جنوب الجزيرة، وقتلت في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس 4 مواطنين من قرية ود شمعة، كما قتلت أمس الأربعاء 5 من قرية ود حميدان أثناء خروجهم من صلاة العصر، بينهم امرأة وابناها واثنان آخران، وعدد آخر لم يتسنَّ حصرهم بعد.
وتواجه قوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة بحق سكان القرى والمدن بولاية الجزيرة شملت القتل والاختطاف والاغتصاب والتهجير القسري.
المصدر