مشكلة السيد حميدتي في طموحه السياسي واستعجاله الحكم
🔴تصريح السيد حميدتي يقول للعالم الغربي وتحديدا أمريكا: أنا شخص جيد ومعقول، ويمكنكم التعامل معي بشيء من القبول. تصريحه يقول أيضا للذين يرغبون في حوار ثنائي بين مدنيين وعسكريين: هذا الطريق كما قال البرهان في ٤ يوليو لم يعد ممكنا، حميدتي جاء متأخر عن ٤ يوليو بحوالي شهرين ونصف.
🔴من ناحية أخرى فإن إشارة حميدتي في عبارة وهمية مثل (قوى الثورة) ومحاولة ربط تشكيل الحكومة بحوار منفرد مع فصيل (قحت) هو أمر تجاوزته الظروف الموضوعية تماما، تجاوزته ٢٥ أكتوبر، بل وتجاوزه الغرب -بيان الترويكا الأخير الذي تحدث عما معناه ضرورة توسيع المشاركة السياسية والتوافق في ثنايا ترحيبه بمخرجات إعلان قحت- مطلوب تفاهم يشمل قحت وغيرها من أجل تشكيل الحكومة، لكن لماذا كتب حميدتي هذه الإشارة الوهمية في البيان؟
🔴كتبها لأنه يرغب في صيغة مدنية للسيادة والوزراء، صيغة تمكنه من أداء أدوار بالوكالة مع مدنيين، لكنها على أي حال محاولة أخيرة وغير مجدية ويائسة في الغالب.
السبب الآخر تكتيك خطابي يقدم به نفسه من جديد، وفعلا صارات عبارة (قوى الثورة) مجرد تكتيك خطابي.
🔴مدنية مجلس الوزراء واستقلاليته وكونه من كفاءات، ونحو ذلك كلها معايير نسبيا يقوم اتفاق عليها بين غالب الأطراف. ولكن نظام الحكم الذي يعطي سلطات السيادة وفق مرجعية محددة لمدنيين غير منتخبين هو أمر مرفوض.
🔴مرفوض من قبل المؤسسة العسكرية ومن قوى وطنية واجتماعية، والأطراف الخارجية لا تركز مع هذه النقطة بقدر تركيزها على مدنية الحكومة. إذن كل شيء بغير نقطة مجلس السيادة هذه هي أمور محل تقدير وتفاهم، المهم مشاركة سياسية واسعة، والتقدم بالعملية السياسية للأمام نحو الانتخابات.
📌ملاحظات:
🔴 مشكلة السيد حميدتي ليست في قبولنا له ومعالجة وضعه المختل بطريقة معقولة -وهو إشكالي طبعا كونه فاعل مسلح ذو استقلال نسبي عن الدولة- نقول المشكلة ليست في حل متدرج، ومعقول، بل المشكلة في طموحه السياسي واستعجاله الحكم. يجب أن ينتبه حميدتي لمسألة الطموحات هذه.
🔴 اتفاق جوبا مشكلة أخرى وتحتاج حلا تدرجيا بين جميع الأطراف من أجل الاستقرار لكن الحركات المنخرطة في العملية السياسية ممثلة في مجموعة التوافق الوطني هي جزء من الحل ايضا مثل قحت المركزي وكتل الاتحادي الأصل وبقية الأحزاب.
🔴 هذا الفوران السياسي الحالي إذا انتهى لصيغة توافقية قد يكون تمهيد جيد للانتخابات والفوران الذي يسبق قوانينها.
🔴 الخطوط الحمراء التي من شأنها تأخير الأوضاع أكثر هي:
١- السعي للهيمنة من جديد كما كان قبل ٢٥ أكتوبر.
٢- فترة انتقالية طويلة بمهام مفتوحة.
٣- تجاوز مؤسسات الدولة القضائية في تنفيذ المهام الانتقالية.
🔴ملخص الهدف المطلوب خلال المرحلة الحالية هو:
تحقيق توازن بين الأطراف وتهيئة البيئة السياسية برعاية العمود الفقري للدولة.
هشام الشواني
مصدر الخبر