مستشار : «حميدتي» يتقدم المعارك وإبعاده من مجلس السيادة قرار بلا قيمة
الخرطوم 22 مايو 2023 ـ قال مستشار قائد الدعم السريع في السودان الاثنين، أن القائد العام للقوات محمد حمدان دقلو “حميدتي” يقود المعارك الحربية بنفسه ، ولم يتعرض لإصابة حسبما أشيع، وقلل من قرار قائد الجيش الذي نحاه من مجلس السيادة.
وأثار غياب حميدتي لأيام طويلة علامات استفهام واسعة وسط تقارير تتحدث عن مصرعه بعد تعرضه لإصابة بليغة.
وقال المستشار السياسي لقائد الدعم السريع يوسف عزت في مقابلة مع “سودان تربيون” يوم الاثنين “حميدتي لم يتعرض لأي إصابة ،هو موجود منذ أول يوم للحرب ويدير المعارك في الخرطوم وبقية الولايات، هذه هي ثقافته لم يغب عن قواته ويكون دوماً في الصفوف الأمامية”.
وفسر عزت غياب حميدتي عن وسائل الإعلام كما درج طوال الفترة الماضي بوجود متحدث باسم القوات، وتابع “حميدتي لا يظهر في الإعلام إلا في وجود حدث مفصلي يستدعي ذلك، هو متابع لعمليات التفاوض والتواصل مع العالم الخارجي والوضع الميداني ويمارس مهامه كالمعتاد”.
اختطاف الخارجية
وقال عزت انه بدأ جولة خارجية من المملكة العربية السعودية كما زار مصر والمغرب ودول غرب أفريقيا وأخرى في شمال أفريقيا علاوة على جنوب السودان وأوغندا، بهدف شرح أسباب الحرب في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان إلى أن تطورت واندلعت في الخرطوم منتصف أبريل الماضي.
ورأى بأن ذلك يتطلب حشد دول الجوار والتفاهم لإيجاد حل “سوداني ـ سوداني” ووضع حد لدوامة الحرب التي يعاني منها السودان منذ 1956 والتي أدت في النهاية لانفصال جنوب السودان.
وتابع ” لابد من شرح وجهة نظرنا لكوننا صرنا جزء من الحرب وهناك تضليل إعلامي حول من أطلق الرصاصة الأولى”.
وقال مستشار حميدتي إن وزارة الخارجية – المنوط بها التواصل مع العواصم- مختطفة من تنظيم محدد وتروج لأكاذيب وتضلل الشعب السوداني وكان لابد من الوصول للحقيقة مصحوبة بأدلة حول اسباب المعارك.
وكانت وزارة الخارجية السودانية نقلت احتجاجا رسميا لدولة جنوب السودان قبل ايام بعد استقبال رئيسها سلفا كير ميارديت وعدد من المسؤولين لمستشار قائد الدعم السريع.
واعتبر يوسف عزت اعتراض وزارة الخارجية على زيارته لجوبا “انعكاس لحجم الدمار الذي حاق بالدبلوماسية السودانية عقب سيطرة نظام الرئيس المعزول عليها”.
وأكد عودة كوادر النظام السابق بعد انقلاب 25 أكتوبر وسيطرتهم على كل البعثات الخارجية وتولي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني “المحلول” دفع الله الحاج منصب وكيل الوزارة، حسب قوله.
وأضاف “أنا ذهبت ممثلاً لقائد الدعم السريع وهو طرف أساسي في الحرب الدائرة الآن، وجنوب السودان تربطنا بها علاقات تاريخية وأزلية، و الخارجية ليس من حقها أن تحدد من الذي يزور، نحن الآن نقود الحرب دفاعاً عن قضايا سودانية ونحن في الجانب الصحيح لانحيازنا لقضايا الشعب السوداني والتحول المدني الديمقراطي والسلام الشامل وبناء الدولة على أسس جديدة ” وأشار بأن دولة جنوب السودان لديها رغبة أكيدة لإيقاف الحرب في السودان.
قرار بلا قيمة
ونفى مستشار حميدتي في سياق ثان وجود مكتب اتصال لقوات الدعم السريع في الإمارات العربية المتحدة، ونوه بأن الأخيرة تتعامل مع مؤسسات السودان سابقاً والآن تبحث عن حلول لهذا النزاع المُسلح.
وأكد بأن الدعم السريع قوة عسكرية سودانية لا يجوز لها فتح مكتب في الإمارات وتابع “نزور هذه الدولة مثل أي سوداني يأتي إليها”.
وقلل يوسف عزت من إعفاء قائد قوات الدعم السريع من منصب نائب رئيس مجلس السيادة قائلا إنه قرار ” بلا قيمة” لأن الدولة الآن في حالة شلل تام وهناك جهات تحمل أوراق رسمية وأختام لتثبت بأن البرهان مازال موجود، مبيناً بأنه سيتم إعادة النظر حول كل المؤسسات بعد أن فرضت حرب 15 أبريل واقعا جديدا وتؤسس لمرحلة جديدة وتعمل على إعادة هيكلة الجيش وإعادة تنظيم الجيوش الموجودة.
وأردف “قرارات البرهان ليست لها قيمة في أي سلطة داخل السودان أو خارجه”.
وإتهم المستشار جهات لم يسمها بانتحال صفة قوات الدعم السريع وارتداء زيها الرسمي و ارتكاب انتهاكات ضد المواطنين والهجوم على البعثات الدبلوماسية كاشفاً عن القبض على عدد من الأشخاص الذين انتحلوا صفة قواتهم، وتحدث المستشار عن مساعدتهم للبعثات الدبلوماسية في عمليات الإجلاء وتجميع الرعايا حتى ولاية البحر الأحمر.
وبرأ كذلك الدعم السريع من نهب المصارف وتدميرها وأضاف “قوات الدعم السريع لا تعرف خريطة توزيع البنوك في العاصمة الخرطوم حتى تقوم بتأمينها والقوات غير مدربة على حماية المنشآت”.
وأعلن عن تخصيص قوة لحماية المدنيين والمنشات حددت لها أرقام لتلقي البلاغات.
وأوضح بأن الحديث عن وجود مقاتلين أجانب في صفوف قوات الدعم السريع يحمل دلالات عنصرية وهو خطاب سيكون له مخاطر، وأكد بأن اتهام الجيش لدول غرب أفريقيا في ببيانات رسمية حديث غير مسؤول.
وقال ” الدعم السريع ما كان يعلن للتجنيد في صفوفه بل كان يأتي إليه الشباب السوداني من شرق السودان والنيل الأزرق وسنار ونهر النيل وكردفان برغبتهم وطالما يأتي إليه الناس ويلتحقون بالمعسكرات من كل مناطق السودان هل هم في حوجة لجلب أجانب من الخارج؟ لماذا يبرر الجيش هزيمته بمثل هذه الأحاديث؟ وينبغي عليه أن يحمي البلاد من أي غزو أجنبي بدلاً من التبرير بوجود أجانب في صفوف الدعم السريع”.
وحمل يوسف عزت منسوبي نظام الرئيس المعزول عمر البشير مسؤولية التخطيط لإشعال حرب أهلية في السودان بسبب تورطهم في تعبئة سكان الشمال والشرق والوسط مستغلين الانقسامات العرقية وصراعات الهوية.
حرب دارفور
وقال إن الحرب القبلية في دارفور تمت بشكل مُرتب من الاستخبارات العسكرية، واتهمها بتوزيع السلاح للمواطنين، وشدد على ان قوات الدعم السريع لن تسمح باندلاع حرب أهلية في دارفور.
ونفى في هذا السياق تورط قواتهم في تغذية الصراع بين المساليت والقبائل العربية بولاية غرب دارفور وأضاف ” لا يمكن لقوات الدعم السريع أن تُشارك في صراع قبلي ولها أدوار كبيرة وأسهمت في وقت القتال وسبق لقائد القوات محمد حمدان أن مكث في الجنينة لنحو 52 يوما لمعالجة الإشكاليات القبلية، هذه القوات تمثل كل قبائل دارفور وغيرها لا يمكن لأحد أن يصدق بأن الدعم السريع شارك في قتال الجنينة”.
واستنكر مستشار قائد الدعم السريع الاتهامات التي وجهت إليهم باستخدام المواطنين دروع بشرية، وقال بأن من الخطأ أن تكون هناك حرب داخل المدن، متهماً القائد العام للجيش بإطلاق الحرب في الخرطوم وقصف المدنيين بالطائرات الحربية والدبابات بغرض السيطرة على السلطة بالقوة.
وتابع “البرهان شهد كل حرب دارفور وشارك في الفظاعات التي ارتكبت هناك أشخاص نزحوا ومنازل احرقت وهو يعلم جيداً آثارها ولكنه يضرب المواطنين بالطائرات في عملية تنم عن عدم مسؤولية، قوات الدعم السريع تصرفت برد الفعل مع هذه الحرب وفرضت سيطرتها على معظم ولاية الخرطوم ولم يتبقى للجيش سوى مواقع محددة”.
سيطرة مطلقة
ولفت بأن اتهام الدعم السريع باحتلال المرافق الصحية وتحويلها لقوات عسكرية معلومات تفتقد للدقة، متهماً الجيش بقصف مستشفى شرق النيل وتدمير جزء كبير منه لكونه مستشفى يقدم خدمات لأعداد كبيرة من المواطنين كما أنه عمل على مٌعالجة جرحى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع علاوة على قصف الدائرة الطبية التابعة لقوات الدعم السريع.
مٌشيراً إلى أن قوات الدعم السريع ليست في حوجة لان تحول المستشفيات لمواقع عسكرية في ظل سيطرتها المطلقة على مواقع عسكرية ومؤسسات في كل من شرق النيل ومدينة بحري.
المصدر