مسؤول أممي لسودان تريبون: أكثر من نصف السودانيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد
بورتسودان 28 فبراير 2025 – كشف نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، آدمور توندلانا، عن معاناة أكثر من 24.6 مليون شخص – أكثر من نصف سكان السودان – بينهم أكثر من 9 ملايين نسمة في أربع ولايات من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأعرب المسؤول الأممي في مقابلة مع “سودان تربيون” عن قلقه البالغ إزاء استمرار الهجمات على المدنيين في ولاية شمال دارفور ومناطق أخرى، وحث جميع أطراف النزاع على الوقف الفوري للهجمات على المدنيين وممتلكاتهم ومرافق الخدمات العامة.
وشدد على أن القانون الإنساني الدولي واضح، مؤكدًا أن على جميع أطراف النزاع التزام قانوني وأخلاقي بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
ودعا المسؤول الأممي إلى الالتزام الكامل بهذه المبادئ لمنع المزيد من الضرر ودعم الحقوق الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية.
واعتبر أن الهجمات ونهب المساعدات الإنسانية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة، مؤكدًا مواصلة المنظمات الإنسانية مراقبة سلامة العاملين في مجال الإغاثة والإمدادات والأصول عن كثب للدعوة إلى سلامتهم.
وطالب توندلانا جميع الأطراف باحترام العمليات الإنسانية وضمان إيصال المساعدات بأمان إلى الفئات السكانية الضعيفة.
ووصف تعرض العاملين للهجمات بالأمر المأساوي، مبينًا فقدان عدد كبير جدًا من العاملين في المجال الإنساني حياتهم أثناء أداء واجبهم.
واستطرد قائلًا: “في أقل من شهرين من عام 2025، قُتل سبعة من عمال الإغاثة وأصيب اثنان آخران، ومنذ بداية النزاع، قُتل 86 عاملًا في المجال الإنساني وأصيب 48 آخرون”.
وأوضح أن من بين الولايات الأكثر احتياجًا للمساعدات أربع ولايات، هي: شمال دارفور، وجنوب كردفان، والخرطوم، والجزيرة، التي يوجد فيها عدد كبير من المتضررين من الحرب.
عواقب وخيمة
في سياق متصل، حذر توندلانا من أن انسحاب المنظمات الطبية أو تعليق أعمالها، مثل منظمة أطباء بلا حدود، سيكون له عواقب وخيمة، خاصة على الأطفال والنساء، إضافة إلى من هم في حاجة للمساعدة الطبية.
في حين، أكد أن الأولوية العاجلة للشركاء في المجال الإنساني هي إعطاء الأولوية للدعم للمواقع التي تعاني أو المعرضة لخطر المجاعة، وكذلك المناطق التي يبحث فيها الناس عن الأمان أو العودة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن منع انتشار المجاعة يتطلب جهدًا جماعيًا لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة، مع التركيز على ضمان الوصول إلى المياه النظيفة والأدوية والغذاء والعلاج التغذوي وخدمات الحماية والتعليم والاحتياجات الأساسية الأخرى.
وذكر أن خطة HNRP – تعني الاحتياجات الإنسانية وخطة الاستجابة – تهدف إلى توفير المساعدة المنقذة للحياة والحماية لـ 21 مليونًا من الأشخاص الأكثر ضعفًا في جميع أنحاء السودان.
وأضاف: “في 17 فبراير، أطلقنا رسميًا خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025 (HNRP). تم تطوير هذه الخطة من خلال عملية واسعة وشاملة، تضمنت تحليلًا متعمقًا للاحتياجات وتحديد أولويات أنشطة الاستجابة الإنسانية، وتم إعدادها بالتشاور مع السلطات والنظراء الفنيين من الوزارات المعنية لضمان اتباع نهج منسق وفعال. لتحقيق ذلك، تتطلب الخطة 4.2 مليار دولار كتمويل”.
وأطلق دعوة للمجتمع الدولي إلى تعبئة الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة ودعم المتضررين، مؤكدًا أن البيانات المتعلقة بحجم المساعدات التي وصلت للبلاد حتى فبراير الحالي غير متوفرة بعد.
وبشأن نقص تمويل الاستجابة الإنسانية، أكد المسؤول الأممي أنه حتى الآن، تلقت خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025 (HNRP) 252.6 مليون دولار من أصل 4.2 مليار دولار مطلوبة.
لكنه عاد وقال إن الوقت مبكر في العام الحالي، مشيرًا إلى أن من الضروري البدء في توسيع نطاق الاستجابة في جميع المناطق المتأثرة بالأزمة، مع التركيز بشكل خاص على أولئك الذين هم في أمس الحاجة.
أزمة عميقة
وأكد توندلانا أن الصراع المستمر أثر بشدة على العديد من المناطق في جميع أنحاء السودان، مما أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من 3.4 مليون لجأوا إلى البلدان المجاورة.
وقال إن الأزمة الإنسانية تستمر في التعمق، حيث يعاني أكثر من 24.6 مليون شخص – أكثر من نصف سكان السودان – من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك 638,000 شخص في حالة مجاعة.
ونوه إلى أن التقارير التي تشير إلى ظروف المجاعة تبين انتشارها في ولاية شمال دارفور وشرق جبال النوبة، بينما لا تزال العديد من المناطق الأخرى معرضة لخطر جسيم.
وأكمل: “لا يزال المدنيون يتحملون العبء الأكبر من هذا الصراع. تم تجنيد الشبان والفتيان قسرًا واستخدامهم في القتال، بينما فقد ملايين الأطفال إمكانية الوصول إلى التعليم الرسمي”.
انتهاكات واسعة
على صعيد متصل، قال المسؤول الأممي إن انهيار نظام التعليم أدى إلى تفاقم المخاطر التي تواجهها الفتيات السودانيات، مما زاد من تعرضهن لزواج الأطفال وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وشدد على أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة لمعالجة هذه الاحتياجات الملحة وحماية الفئات السكانية الأكثر ضعفًا.
واعتبر أن النساء والأطفال لا يزالون يتحملون العبء الأكبر من النزاع، حيث يحتاج 15.6 مليون طفل و7.4 مليون امرأة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
وأكد مواجهة النساء والفتيات، على وجه الخصوص، لانتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك العنف الجنسي المروع المرتبط بالنزاع.
وفي الوقت نفسه، حُرم أكثر من 17 مليون طفل من التعليم، مما يزيد من مضاعفة العواقب طويلة الأجل للأزمة.
وذكر أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية ودعم الأكثر تضررًا، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية وتدابير الحماية والتعليم للملايين المعرضين للخطر.
المصدر