مسؤولون أمميون يرسمون صورة قاتمة للأوضاع الصحية في السودان بعد أشهر من القتال
جنيف 19 سبتمبر 2023 ــ قالت منظمة الصحة العالمية، إن النظام الصحي في السودان بات منهارا، بعد 5 أشهر من الحرب العنيفة بين الجيش والدعم السريع فيما تحدث مسؤولون أمميون عن أوضاع بائسة للأطفال الفارين من القتال.
وترأست مديرة دائرة الأمم المتحدة للإعلام في جنيف أليساندرا فيلوتشي، الثلاثاء، مؤتمرًا صحفيًا شارك فيه ممثلون من منظمة الصحة العالمية والوكالات والبرامج الأممية.
وقالت رئيسة فريق العمليات الصحية في السودان بمنظمة الصحة العالمية، إلهام نور، إن “النظام الصحي الذي كان هشًا ويواجه صعوبات جمة بسبب الصراع وتفشي الأمراض والجوع، أصبح الآن منهارًا تحت الضغط الهائل الناجم عن الصراع”.
وأشارت إلى أن المرافق الصحية كانت على المحك في مواجهة النزوح الجماعي والإصابات والجوع والفيضانات وتفشي الأمراض وندرة الإمدادات والمعدات الطبية والعاملين والأموال الكافية لتغطية التكاليف التشغيلية.
وشددت إلهام على أن هناك 11 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدة الصحية، كما يعاني 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد منهم 100 ألف طفل يعانون من مضاعفات طبية.
وتحققت منظمة الصحة العالمية من وقوع 56 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، أسفرت عن 11 حالة وفاة و38 إصابة.
وتلاحق قوات الدعم السريع اتهامات باحتلال المستشفيات واتخاذها ثكنات عسكرية، بينما يُتهم الجيش بالاستيلاء على المساعدات الطبية قبل وصولها المرافق الصحية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه جرى تغطية 29% فقط من المتطلبات المالية الخاصة بالنداء الذي أطلقته في يونيو 2023، بينما مُولت خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة للأمم المتحدة بنسبة 26.7% فقط.
الأطفال الضحايا
وتحدث رئيس قسم الصحة العامة في مفوضية شؤون اللاجئين، ألين ماديا، عن وفاة أكثر من 1.200 طفل دون سن الخامسة في مخيمات اللاجئين بالنيل الأبيض بين شهري مايو وسبتمبر، نتيجة لتفشي مرض الحصبة وسوء التغذية.
وأفاد بوجود أنباء تُشير إلى تزايد أعداد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفيات مصابين بالحصبة وسوء التغذية، حيث أن الأطفال دون الخامسة هم الأكثر تأثرًا، وشكلوا 70% من جميع حالات الحصبة و76% من جميع الوفيات.
وأبدى ألين ماينا خشيته من استمرار ارتفاع أعداد الضحايا من الأطفال في ظل غياب الموارد الكافية، مشيرًا إلى أن سوء التغذية هو السبب وراء وفيات العديد من الأطفال كما خفض قدرتهم على مقاومة الأمراض بما في ذلك الحصبة.
وتقول الأمم المتحدة إن النزاع دفع 5.25 مليون سوداني إلى مغادرة منازلهم، منهم 4.1 مليون شخص نازح داخليًا في 3.855 موقعًا، بينما تُفيد منظمة رعاية الطفولة الدولية عن نزوح 7.1 مليون شخص بينهم 3.3 مليون طفل.
وتكتم السُّلطات في السودان عن إحصائية النازحين وتفرض رقابة أمنية لصيقة على مواقع النازحين لمنع الإعلام من التحدث عن أوضاعهم الإنسانية البائسة.
مخاطر ماثلة
وأظهر ممثل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف”، جميس إلدر، خشيته من وفاة آلاف الأطفال حديثي الولادة من الآن وحتى نهاية العام، حيث يحتاجون وأمهاتهم إلى رعاية كافية في وقت أصبحت تقل يومًا بعد الآخر.
وقال إن هنالك 50 ألف طفل يحتاجون إلى رعاية بسبب سوء التغذية، مبديًا تخوفه من تعرض مزيدًا من الأفال السودانيين للوفاة.
وتابع: “تشعر يونيسيف بقلق بالغ إزاء عدم التحاق 7 ملايين بالمدارس، بينما ينتظر 12 مليونا آخرين العودة إلى الفصول الدراسية”.
وحصلت نداء اليونيسيف البالغ 837 مليون دولار، على تمويل أقل من 25%، فيما لم يتلقي عمال الخطوط الأمامية في المنظمة رواتبهم منذ أشهر ومع ذلك يستمرون في العمل.
واندلعت الحرب في السودان منذ 15 أبريل هذا العام، في العاصمة الخرطوم قبل أن تمدد في مناطق واسعة من كردفان ودارفور، وسط مخاوف من يقود تطاول أمدها إلى تقويض قدرة الدولة على البقاء.
المصدر