مخاوف من توقف مستشفى “النو” وقصص مروعة لقذائف أصابت أسر بأكملها
[ad_1]
الخرطوم 17 أغسطس 2023 – قالت منظمة أطباء بلا حدود إن اشتداد المعارك في أم درمان يهدد عمل مستشفى “النو” آخر مرفق عامل في المدينة الواقعة شمال غرب العاصمة السودانية الخرطوم.
وروى بيان للمنظمة الخميس قصصا مروعة لأسر تعرض أفرادها لإصابات بالقذائف ما تسبب في قتل وجرح العديد من الأطفال والنساء.
وقال عمر وهو طبيب في أطباء بلا حدود يعمل في مستشفى النو في أم درمان، “استقبلنا الأسبوع الماضي عائلة حوصرت في تبادل للقصف، توفيت الأم وابنة صغيرة، وفقدت ابنة أخرى ساقها، وأصيب ابن بجروح خطيرة. وأحضرت عائلة أخرى ثلاثة من أطفالها أصيبوا بعيارات نارية. نجا طفل يبلغ من العمر تسعة أعوام أصيب برصاصة في الظهر وآخر يبلغ من العمر ستة أعوام أصيب برصاصة في العين اليمنى، ولكن توفي شقيقهما البالغ من العمر أربع سنوات”.
يقول منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان، فراوك أوسيج، “يواجه الناس مآسٍ لا ترحم جراء هذا العنف الذي لا يوصف. قلوبنا تنفطر ونحن نرى المستضعفين والأبرياء مدمرين بفعل هذا النزاع”.
وأضاف “بينما يعمل الأطباء في النو على مدار الساعة، تسقط القذائف في الجوار، ممّا يتسبّب في مزيد من الرعب ويهدد عمل المستشفى المنقذ للحياة. ولهذا ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى تجنيب المدنيين هذا العنف غير المقبول وضمان حماية المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، فإذا لم تتمكّن المستشفيات من العمل فسيشتد البؤس والمعاناة”.
وطبقا للبيان فإنه خلال الأسبوعين من 29 يوليو إلى 11 أغسطس الحالي، عمل طاقم عمل أطباء بلا حدود العامل في النو بالتعاون مع فرق من وزارة الصحة السودانية على تقديم الرعاية الطارئة للإصابات البالغة 808 مرضى، بينهم 447 أصيبوا بجروح ناجمة عن طلقات نارية أو شظايا انفجارات أو طعنات.
وفي الفترة نفسها، عالج المستشفى 787 مريضا بحالات طبية أخرى غير مرتبطة بالإصابات البالغة مثل السكري والتهابات الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، وغيرها من الحالات.
ويعالج الطاقم الطبي في مستشفى النو يوميا ما معدله 34 مريضا يعانون من إصابات عنيفة و77 مريضا يعانون من حالات طبية أخرى.
وعزا البيان ارتفاع عدد المرضى بمستشفى النو لأنه آخر مرفق صحي يعمل في أم درمان فضلا عن تزايد حدة القتال والمعارك في المنطقة خلال الأسابيع الماضية حيث يمثل المستشفى وغرفة الطوارئ الوحيدين في شمال أم درمان، لذا يتمّ نقل جميع الجرحى إليه.
وأوضح أنه في 4 يوليو الماضي توفي عضو من طاقم عمل وزارة الصحة في مستشفى السعودي للولادة الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في أم درمان، بعد إصابته برصاصة أثناء تنقله داخل مجمع المستشفى، ممّا أجبر المستشفى على الإغلاق وتم نقل أنشطة طاقم المستشفى إلى مستشفى النو من أجل ضمان مكان آمن لولادات النساء الحوامل في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن القتال العنيف في الأحياء المجاورة للمستشفى يؤثر بشكل كبير على السكان إذ يعاني اثنان من كلّ ثلاثة جرحى حرب في النو من إصابات بعيارات نارية، من بينهم الإناث والذكور وكبار السن والأطفال والمواليد الجدد، كما أصيب آخرون بطعنات أو جراء الانفجارات وحتى في خضم النزاع، لا تزال الإصابات العرضية وكسور الساق بحاجة إلى الرعاية.
وحذر من أن تصاعد العنف حول مستشفى النو يهدّد المرضى والكوادر الطبية موضحا أنه في 16 أغسطس سقطت قذائف على شمال المستشفى وجنوب غربه.
ونبهت المنظمة إلى أن المستشفى ما زال متاحا للمرضى الذين يعانون من حالات طبية طارئة أخرى ومرضى السكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو الذين عانوا من حالات طوارئ في الجهاز الهضمي، الذين قد يرون أنّه من الخطر السفر أو قد يؤخرون حصولهم على الرعاية الصحية خوفا من تعرضهم للعنف. ولهذا السبب، يصل بعض المرضى إلى المستشفى بعد فوات الأوان، حسب التقرير، كما يؤثر انعدام الأمن أيضا على طاقم عمل المستشفى حيث يكمل الأطباء مناوبتين عندما يعجز زملائهم عن التنقل بأمان.
وإلى جانب مستشفى النو، تقدّم منظمة أطباء بلا حدود أيضا الرعاية للجرحى في مستشفى بشائر التعليمي والمستشفى التركي في جنوب الخرطوم وفي يوليو تلقى 1,770 جريح حرب رعاية للإصابات البالغة في المستشفيات الثلاثة.
المصدر