محمد يوسف: علمتني التجارة ٧
علمتني التجارة ٧
و استعينوا بالصبر و الصلاة عظم البلاء و انسداد الأبواب يجعلك قريبا من الله انقطاع الأسباب يجعلك تتوجه لمسبب الأسباب.
كانت ايام مرهقة جسديا و نفسيا من بعد صلاة الصبح حتى المساء لم يكن الأمر سهلا من الصعوبة بمكان أن تقنع أحدهم بهذه التسوية أذكر حضر مندوبين لاحد التجار كان صاحب ثاني مديونية رفضوا التسوية و أصروا على اخذ بضاعة طبعا في تلك اللحظة لو رضخت لهم لفعل الجميع مثلهم ساعتها لن تكون هناك تسوية عندما فشلت في اقناعهم و أحسست بحرارة نفسهم حينها خرجت من المحل و اغلقت تلفوني مؤقتا فليس من الحكمة أن تتشاجر مع شخص له عندك دين.
ذهبوا و تفاهمت معهم فيما بعد مصر على شكل التسوية.
كانت لدي خطة ب الذي يصر على اخذ حقه كاملا اعطيه الثلثين و اقسط الباقي في حدود الاستطاعة و لكن ليس من الحكمة تفعيل هذه الخطة في البداية و الا لطالب الجميع بذلك و لعجزت عن السداد.
طبعا المعركة كانت في كل الاتجاهات البيع شغال و تحصيل الديون و بيع الاثاثات و البكسي و عرض المغلق للبيع و التخلص من المخازن و الايجارات وقف معي مجموعة من أبناء عمي و عمالي في المغلق يديرون هذه الملفات.
كما كان هناك تعنت من بعض التجار و لهم العذر كانت هناك نماذج ممن تنازلوا عن حقهم كاملا او رضوا بأقل من الثلثين جعلها الله في ميزان حسناتهم جميعا.
طبعا تعاملت مع الجميع بغض النظر من لديه شيكات و من كان مسجل في دفتر من كنت تخشى أن يسجنك و من كنت متأكد انه لن يمسك بسوء فالأمر عندي حقوق تؤدى و ديون تسدد و قبلها أن تكون بطيب نفس.
كان بعضهم يتذاكى ليقيم البضاعة بسعر أقل حينها كان ردي انه في هذه الحالة فان الخسارة هي النصف و ليس الثلث فيقبل بشكل التسوية طبعا كل واحد تعطيه من بضاعته.
في هذه الاثناء بعت البكسي بقيمة عشرة الف و خمسمائة ج و خلو رجل في المحل ٢٥ الف ج و وضعتها جانبا.
لدي براميل و أشياء لم تكن مقيمة في الجرد ساهمت في الحلول.
كان اسبوعا مرهقا ضغط كبير مفاوضات و تسويات و كنت فيها وحدي و تهديد بالسجن فكنت اقول لهم من أراد سجني ليتصل بي حتى اسلم نفسي فلم أكن أخشى شيئا و لكني أدرك أن أمري كله خير.
نلتقي في ألحلقة القادمة ان شاء الله لنواصل إلى ماذا وصلنا في التسويات
#علمتني_التجارة
محمد يوسف
مصدر الخبر