محمد عبد الماجد يكتب: عثمان ميرغني و(الترلة)!
[ad_1]
(1)
لست متابعاً دائماً لكتابات المهندس عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة (التيار) – وهذا ليس تقليلاً من كتابات عثمان ميرغني فهي بالتأكيد ذات قيمة كبيرة، بقدر ما هو تأكيد على ان (صبري) لا يطيق (شطحات) عثمان ميرغني والحلول (المثالية) التى يقدمها للازمات والمشكلات وهو يقدمها في شكل (وردي) ويرسمها بصورة (هانئة) و (هادية) وكأنه يتحدث عن ازمات بلد اخر غير السودان.
الحلول التى يطرحها عثمان ميرغني هي اسوأ من (الازمات) التى يطرح عليها ميرغني حلوله.
مع ذلك فإننا كلما وقع على ناظري (صدفة) مقال للأستاذ عثمان ميرغني وجدته في ذلك المقال يبث (سمومه) على الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق.
ما انفك عثمان ميرغني من انتقاد حمدوك والهجوم عليه حتى بعد ان قلبت صفحات وصفحات بعد صفحة حمدوك ، وعثمان ميرغني مازال يقف عند صفحة حمدوك – ربما كان ذلك لأن عثمان ميرغني لا يملك اكثر من انتقاد حمدوك.
فهو عندما يريد ان يكتب ناقداً يبحث عن حمدوك لينتقده .. يفعل عثمان ميرغني ذلك وان كان يكتب عن (ميسي) او عن الممثل (علي مهدي).
الحمدلله ان قطر لم تفشل في تنظيم بطولة نهائيات كأس العالم .. وإلّا كان فشلهم عند عثمان ميرغني مرد للدكتور عبدالله حمدوك.
حمدوك مضى ابحثوا عن ازماتكم بعيداً عنه .. الرجل جاءوا به (مجبراً) من اجل ان يكون رئيساً للوزراء لينقلب البرهان عليه ثم يعيده البرهان (مجبراً) للمنصب ليستقيل حمدوك بعد ذلك من المنصب بعد ان كان عثمان ميرغني احد الذين يرون ان استقالة حمدوك هي الحل .. وهو امر سوف يحفظه له التاريخ.
ألم اقل لكم ان حلول عثمان ميرغني دائماً تكون اسوأ من الازمة نفسها؟
(2)
كتب عثمان ميرغني في مقال بعنوان (اقتراح حاسم.. قبل ساعة الصفر) عن حمدوك ودس (محافيره) و(سمومه) على حمدوك وهو يأتي به عرضاً في قصة طويلة لا علاقة لحمدوك بها ولا ناقة ولا جمل له فيها حيث كتب : (ثم كان الفشل الوخيم لحكومتي حمدوك الأولى والثانية ودخول الحكم مرحلة الاشتباكات اللفظية المباشرة مع المكوِّن العسكري الذي لم يجد صعوبة في قلب الطاولة دون حاجة حتى لعزف المارشات العسكرية في ظل غياب غالبية مؤسسات الدولة خاصة التشريعية والرقابية والعدلية والمفوَّضيات. والآن بعد أن دفع الشعب السوداني ثمناً فادحاً من دماء أبنائه أكثر من 120 شهيداً، وآلاف الجرحى، وصل القطار محطة الاتفاق الإطاري، وعلى علاته شجعنا التوقيع عليه ليس من أجل الإطاري، بل لاستعجال طي صفحة المرحلة الانقلابية بتوقيع الاتفاق النهائي، ولكن كالعادة تنجح قوى الحرية والتغيير في تحويل الإطاري نفسه لمعركة جديدة في ضفة القوى السياسية المدنية، والتي وصلت حتى الآن مرحلة مغادرة حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” ويقترب القطار من مرحلة مغادرة حزب الأمة القومي).
اذا كنتم تريدون ان تجدوا صورة لمن يترك (الفيل) ويطعن في (ظله) .. فانظروا الى تلك الصورة التى جاء بها عثمان ميرغني وهو يترك (30) سنة عجاف من الدم والبؤس والفساد والقمع.. ويترك فترات المجلس العسكري قبل حمدوك وبعده ويتجه نحو حمدوك.
يقول عثمان ميرغني (ثم كان الفشل الوخيم لحكومتي حمدوك الأولى والثانية). تركيبة الجملة وكلماتها تؤكد (الغل) الذي يحمله عثمان ميرغني للدكتور عبدالله حمدوك، هذه الجملة تدين عثمان ميرغني وليس حمدوك.
لم يكتف عثمان ميرغني بفشل حمدوك في حكومته الاولى وإنما قفز بفشله في حكومته الثانية ثم ذهب ابعد من ذلك وهو يصف فشله بالفشل (الوخيم).
هذا (فشل) لعثمان ميرغني وليس لحمدوك اذا كانت الامور تقاس على هذه الشاكلة عند ميرغني.
حمدوك لم يسرق ولم يقتل – وهو رئيس الوزراء الوحيد الذي جلس يسمع (نظرياتك) لمدة ساعتين وأنت تحاوره تلفزيونياً. وهو الوحيد الذي تقدم باستقالته بعد ان اعتذر للشعب السوداني.
عثمان ميرغني يترك حملة الانقاذ في العهد البائد والعهد الحالي – البرهان وحميدتي وترك وجبريل ابراهيم ومناوي ولا يجرؤ حتى على انتقاد التوم هجو وينتقد حمدوك بصورة مستمرة ودائمة بعد ان غادر منصبه منذ فترة قاربت للعام.
عثمان ميرغني ترك الذين اغلقوا صحيفته واعتدوا عليه في شهر رمضان حتى كادوا ان يفقدوه حياته بعد ان افقدوه عينه .. حينها كان عثمان ميرغني يرد على تلك الاعتداءات بصور يظهر فيها وهو مقيد بالجنازير.
لم يفعل عثمان ميرغني وقتها اكثر من الاضراب عن الطعام – ليتحدث لنا بعد كل ذلك عن فشل حمدوك (الوخيم).
(3)
هذا هو عثمان ميرغني يترك الجمل بما (سرق) ويتجه نحو الحرية والتغيير وهو يكتب : (وبصراحة – رغم أن البعض يفضِّل مبدأ خلوها مستورة – قوى الحرية والتغيير هي المسؤولة عن هذا الوضع، بل تكرار الخطأ ذاته في كل مرة لتحصل على النتيجة ذاتها. فبعد انتصار ثورة ديسمبر في 11 أبريل 2019م، كتبت هنا وقلت إن أي يوم يمضي سيعقِّد تكوين حكومة مدنية والأجدر أن تحسم قوى الحرية والتغيير أمرها وتمضي في اتجاه تسلُّم الحكم كاملاً بلا شراكة .. لكن وفد الحرية والتغيير المفاوض اختار التلكؤ وإضاعة الزمن في خلافات جانبية بين عضوية التحالف، فكانت النتيجة مجزرة ساحة القيادة، ثم رغم أن الشارع استعاد القوة مرة أخرى بعد مواكب 30 يونيو 2019م، إلا أن الحرية والتغيير عادت لمربع الشراكة بالوثيقة الدستورية تحت ذريعة، هذا أقصى ما هو متاح).
وما هو المتاح في نظر عثمان ميرغني لماذا لا يكتب لنا عنه ؟ .. ام هي مثل (التحليلات الفنية) الاستوديوهات الرياضية؟ .. اذ يترك المحللون (الفريق) ينهزم ثم ينتقدوه بعد نهاية المباراة ليتحدثوا عن سوء الخطة التى وضعها المدرب والتشكيلة التى لعب بها.
لم اكن اعرف ان (الحرية والتغيير) في وجود (المجلس العسكري) هي المسؤولة عن مجزرة فض الاعتصام.
(4)
بغم
الحل عند عثمان ميرغني لازمات السودان ان يصبح عثمان ميرغني رئيساً للوزراء.
عثمان ميرغني يقول ذلك في كل انتقاد يوجهه للدكتور عبدالله حمدوك.
اما (الترلة) فهي هجومه الدائم على حمدوك.. حتى اصبحنا لا يمكن ان نتخيل عثمان ميرغني بدون تلك (الترلة).
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر