محمد عبد الماجد يكتب: المشروع الحضاري لفضيل!
(1)
الشخصيات التى جعلت منها مواقع التواصل الاجتماعي (نجوماً) تتميز كلها بفراغ فكري عريض ،وبسطحية مدقعة لها قدرة في الانتشار على طريقة (الطحالب) التى لا تحتاج إلّا للبيئة الفاسدة والماء الآسنة من اجل النمو ، حيث اصبح معيار (النجومية) في العالم مرتبطاً بالقدرة على (الاثارة) وليس (الاثر) وعلى صناعة (الضجيج) الذي تمنحنا له الاواني الفارغة بصورة اكبر واقوى وليس (المضمون) الذي يمكن ان يكون في الاواني المليئة. وكلما كنت (سطحياً) و(ساذجاً) كنت اقدر على لفت انتباه الغير وإجبارهم على متابعتكم وملاحقتكم لإحداث توازن داخلي للشخص من خلال (التفاهات) التى تكون متنفساً من الضغوط والواقع الذي اصبح يهرب منه الى العالم (الافتراضي) بحثاً عن سخافاته.
كلما كان (المحتوى) رخيصاً وجد انتشاراً ومتابعة اكبر.
علينا ان نسأل انفسنا اين يكمن الخلل؟ هل يكمن في من صنعوا نجوميتهم بتلك (السطحية)؟ ام هو في المجتمع الذي منحهم تلك (النجومية) وقدمهم على اصحاب الفكر والعطاء والمسؤولية في المجتمع؟
يبقى من المحاسن ان النجومية التى تأتي عن طريق نسبة (اللايكات) و (الكمونتات) سريعة الانتهاء فهي مثل وجبة (اندومي) رخيصة الثمن وسريعة الاعداد والتناول والهضم ايضاً لكنها خطيرة العواقبوخالية من الاثر الغذائي المفيد.
في فترة خليل فرح كان هناك الكثير من (السواقط)… سقطوا جميعاً وبقي خليل فرح الذي نقترب من قرن على رحيله… مع ذلك مازال باقياً بيننا بفنه وأدبه ونضاله بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي و(التاق والشير).
(2)
اثار مقطع فيديو للموديل آية افرو مع الممثل والكوميديان عبدالله عبدالسلام ردود افعال كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان ظهرت آية افرو وهي تسلم على عبدالله عبدالسلام الشهير بـ(فضيل) بالأحضان ثم تمسح بيدها على (جبهته).. لا بد من القول ان الضجة التى احدثها هذا المقطع ناتج من المتابعة العالية التى يحظى بها فضيل وتحظى بها آية افرو .. فمثل هذا المشهد يمكن ان يمر مرور الكرام لو حدث من اخرين ويمكن ان نشاهده في حياتنا اليومية في الواقع ولا نقف عنده كثيراً ولا نهتم به .. لذلك قد تكون (الضجة) هي ما يبحث عنها فضيل وآية حتى وان كانت على حساب سمعتهما – نجوم الميديا يمكن ان يصلوا لمرحلة يبحثونفيها عن لفت الانتباه بأية طريقة، ويعملون لتصدر (التريند) ولو كان ذلك عن طريق اسلوب فج وصورة غير حضارية… الاشياء تبقى عندهم غير محسوبة وقتها لأنهم حينها يكونوا في حالة انجذاب تام وفي سكرة الشهرة والنجومية.
قد تكون الضجة التى احدثها (سلام فضيل وافرو) ناتجة من ان الممثل عبدالله عبدالسلام كان قد احدث ضجة كبيرة عندما انتقد اتفاقية (سيداو) بأسلوب لزج عبر احدى حلاقاته الدرامية حينما رفض الاتفاقية وقرنها بالدعارة والتعدي على الدين .. وقد تحدث فضيل في تلك الحلقة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو يتحدث عن بنود الاتفاقية مدعياً حرصه على الدين. في الوقت الذي لا يجد فيه فضيل أي حرج على ان يظهر في الواقع وليس في الدراما مع الموديل آية افرو في تلك الصورة.
كان يمكن ان يقبل رأي فضيل او حتى الدراما التى انتقد بها اتفاقية سيداو فهذه حرية رأي لو انه قدم انتقاده بصورة محترمة وليس بصورة مبتذلة كما فعل فخلق بعد ذلك ردود فعل كبيرة بعضها دعمه بهاشتاق (فضيل يمثلني) وبعضها انتقد فهمه للاتفاقية .. وفي الحالتين كان فضيل موضعاً للسخرية والتندر.
ومثلما اعترض فضيل على سيداو من حق الناس ان يعترضوا على صورته الاخيرة التى ظهربها مع افرو.
اعتراض فضيل على اتفاقية سيداو كان على البنود التى تسمح للمرأة بالسفر بدون محرم في الوقت الذي سافر فيه هو الى تركيا لتسجيل احد البرامج التلفزيونية وتقديم سلسلة درامية من تركيا لأكثر من شهر مع سيدات سافرن معه بدون محرم. هذا الى جانب الصورة التى ظهر بها مع آية افرو وهو الذي كان ينتقد سيداو ويعترض عليها وهي حبر على ورق. علماً ان الاتفاقية لم يقصد منها في الفهم السوداني إلّا احترام المرأة وتقديرها دون التنازل عن تقاليدنا وتعاليم الدين الحنيف.
حينها كان الممثل عبد الله عبد السلام الشهير بـ(فضيل)، قد نشر على صفحته في فيس بوك، رداً على بعض الذين هاجموا مقطعه الدرامي ذائع الصيت، الذي انتقد فيه اتفاقية سيداو في قالب تمثيلي وجد رواجاً كبيراً في شبكات التواصل الاجتماعي. وقال فضيل في تدوينته: “الإخوة والأخوات كلكم بدون فرز سلام جاكم .. أي زول بيقول أبعد من السياسة.. بقول ليهو أنا فعلاً بعيد منها، لكن ده دين ما سياسة .. والدين لينا كلنا أما السياسة ليها ناسا .. ولا ما كدي؟).
في فترة حمدوك كلهم كانوا يتحدثون عن السياسة تحت غطاء الدين.
نحن نقول لفضيل اين (الدين) الآن وانت تظهر مع آية افرو بتلك الصورة؟
بقى ان اقول ونحن نتحدث عن فضيل انه صنع نجوميته في الدراما من خلال حلقات درامية قصيرة قد تكون مواكبة لهذا العصر دون ان نعرف لفضيل مسرحية شهيرة او حتى غير شهيرة ودون ان يقدم مسلسلاً تلفزيونياً او اذاعياً او تمثيليات تلفزيونية قصيرة مثل غيره من الذين صنعوا نجوميتهم بعرقهم وجهدهم امثال الهادي صديق وتحية زروق ومحمد نعيم سعد والطيب الشعراوي وغيرهم من نجوم الدراما السودانية الذين اخرجتهم مواقع التواصل الاجتماعي من دائرة الضوء رغم عطائهم العظيم وتاريخهم الفني المشرف.
(3)
الموديل آية افرو ظنت ان (اللايكات) والتفاعل معها على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان يصنع منها (نجمة كبيرة) فطرحت نفسها كممثلة وإعلامية وسيدة اعمال ومصلحة اجتماعية وفنانة ومرشدة وأصبحت قبلة للتعاقدات معها في المناسبات الاجتماعية والمنابر الاعلامية بمقابل مادي كبير.
كل الذين يبحثون عن الاضواء ويفتقدونها عليهم بدعوة آية افرو التى تظن ان اهل الاعلام والفن يحسدونها على ما هي فيه.
الموديل آية افرو قدمت على مواقع التواصل الاجتماعي (فيديو) تعتذر فيه للممثل عبداالله عبدالسلام لأنها تسببت في مشكلة له وأحرجته بالفيديو الذي سلمت فيه على فضيل بالأحضان، اما هي فالأمر عادي عنها ، وقالت افرو ان الفيديو هذا كان نتاجاً للصدفة وجاء بحسن نية.. رغم الترتيب لتسجيله وبثه المقطع بعد ذلك على صفحتها ليثير كل هذه الضجة.
ان كان صدفة وعن حسن نية كان على الاقل يجب ان لا يبث على مواقع التواصل الاجتماعي.
آية افرو كانت قد قالت في فيديو سابق اثار ضجة كبيرة ايضاً انها اذا تزوجت وارتبطت فسيكون ذلك مع رجل في مقام الخال او العم او (الاب) او هكذا كان معنى كلامها .. وهي لن ترتبط مع شاب في سنها .. ثم جاءت وقالت في اعتذارها لفضيل عن الفيديو موضع الحديث ان فضيل في مقام (والدها) لهذا لا ترى حرج في السلام عليه بتلك الطريقة فهو نجمها المفضل ومعجبة بفنه… علماً ان هذا الامر لا تقره حتى اتفاقية سيداو.
(4)
بغم
فنانة سودانية كبيرة رصيدها الفني اغنيتين وآيفون 14.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر