محمد احمد الكباشي يكتب: من يكسب الرهان بالبحر الاحمر ؟
تتسارع وتيرة الاحداث بولاية البحر الاحمر مع عمليات التصعيد التي يقودها المجلس الاعلي لنظارات البجا بقيادة الناظر ترك منذ اعلانه التصعيد باغلاق الشرق وقد بدا فعليا منذ بداية الاسبوع الماضي باغلاق امانة حكومة الولاية وفي عملية تعصيد جديدة اعلن المجلس اغلاق مكاتب الشركة السودانية للمعادن
اما والي الولاية علي ادروب فقد ظل متواجدا بالعاصمة لاكثر من اسبوع وكان الذي يحدث بولايته لا يعنيه في شئ رغم المطالبة باقالته من منصبه ويكفي انه التقي رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البراهان ما يعني ان المركز ماض في تكليف الوالي او انه لن يستجيب لدعوة اقالة ادروب
قبل الشروع في عملية الاغلاق والتتريس امس الاحد تضاربت الاقوال بين رئيس المجلس الاعلي لنظارات البجا سيد محمد الامين ترك ومقرر المجلس د. عبد الله اوبشار حيث اعلن ترك بصورة قاطعة عدم إغلاق شرق السودان مرة أخرى، وقال في تصريحات امس “لن نغلق شرق السودان مرة أخرى، إذ أن مسألة إعفاء والي البحر الأحمر لا تستحق الإغلاق ، كما أنه أمر يخص مواطني بورتسودان فقط” وهنا يبدو ان الناظر ترك لا يريد ان يدخل الشرق مرة اخري في نفق مظلم وهو يعلم تماما ان الشرق اول من دفع ثمن الاغلاق في الفترة السابقة والشواهد هنا لا تحتاج الي كثير عناء بينما تبدو المطالبة باعفاء الوالي امر لا يستحق الاغلاق وبالتاكيد فان ترك قرا المشهد بابعاده السياسية والاجتماعية والامنية ما جعله يرفض عملية اغلاق الشرق
في المقابل كان موقف مجموعة اوبشار علي النقيض من موقف الناظر الترك وهنا تبرز فرضية ان اسباب الازمة مع الوالي والحديث عن استضافته لمطلوبين للعدالة احدثت هذا التضارب وربما الخلاف بين قيادات البجا بيد انه كان علي الناظر ان يتدخل بصورة واضحة ومنع اي اجراء تصعيدي تقوم به النظارة تجاه اقالة الوالي وهذا هو الامر الابرز بين المطالب علي ان يترك الباب مشرعا لمزيد من الحوار والنقاش بين قيادات فيما بينهم وبين المجلس والمركز من جانب اخر للوصول الي اتفاق من شانه يجنب الولاية بل البلاد اجمعها مزيد من التشظي ومزيد من انسداج الافق
علي الضفة الاخري تقف عشرات المكونات المجتمعية لا ناقلة لها ولا جمل في صراع النظارة مع الوالي ومن بينهم من يؤيده ويرى ان الوالي علي ادروب هو رجل المرحلة وبالتالي ليس من النظارة ان تتحدث باسمهم اللهم الا ان تكون هي الحاضنة الاساسية للوالي وهذا امر مستبعد ولنهب ان المركز استجاب لضغوط الرافضين للوالي ولا نقول المجلس باكمله وتم اعفاء الوالي فهل يصمت هؤلاء ويتماهون مع سياسة الوالي الجديد وان خالفت اشواقهم ؟ ام تدور الدائرة مرة اخري
نقول ان سياسة لي الذراع لن تجدي فتيلا فما اضاع بسب الاندفاع وراء المطالب وعدم التريث من الصعوبة ارجاعه مرة اخرى وانظروا الي ما الت اليه الاوضاع بميناء بورتسودان والانهيار الذي حدث له ؟
الوالي علي ادروب جاء مكلفا من المركز يخضع اداؤه للتقيم من ذات الجهة وذلك لغياب المجلس التشريعي والرجل بدا في انجاز بعض الملفات وحاول تنظيم واعادة ترتيب حاضرة الولاية بورتسودان وهو امر ليس من السهل تحقيقه ولكنه يحتاج رؤية ووقفة من الجميع وليس بالتتريس والاغلاق
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر