محمد احمد الكباشي | بين ترك وبرطم .. هذا او الطوفان
يبدو ان البلاد علي موعد جديد من الازمات والصراعات التي ما فتئت تبارح المشهد السياسي والامني والاقتصادي والمجتمعي وبدلا من التفاؤل والامل بانفراج الازمة السودانية يطل علينا العام الجديد مثقلا بتركة العام السابق اذ لا حكومة تم تشكلها من كفاءات ولا توافق تم بين اطراف الصراع
وبعد مرور يومين فقط علي بداية العام الجديد بدات لغة الحرب والتهديد بها تلوح في الافق .. وعلي عينك يا تاجر .. فقد تجاوز ناظر البجا محمد الامين ترك مرحلة التهديد باغلاق الشرق الي التهديد بالحرب والخوض فيها ولم يكتف بذلك ودون يطرف له جفن رفع بيده دانة ار بي جي ولوح بها امام حشد كبير وقال ترك لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً في منطقة “مويتا” بولاية كسلا نطالب بمنبر تفاوضي منفصل إذا استجابت الحكومة نحن مع وحدة السودان وقوته، أما إذا رفضت حتماً سنعلن الحرب، وسنصمد كما صمد مقاتلينا السابقين .. فهل وصلت رسالة ترك ام يعمل المركز نايم حتي يستيقظ علي حسرة اهل الزرقاء حين ابلغتهم بانها ترى شجرا يسير ”
وقبل ان تنتهي اثار تصريحات ترك من الشرق وبها قد وضع نفسه في مرحلة جديدة من معارضة المركز خرج هذه المرة بعد صمت طويل النائب البرلماني السابق وعضو مجلس السيادة السابق ابو القاسم برطم مهددا بحمل السلاح في الشمالية للمطالبة بانتزاع الحكم الذاتي، أسوةً بالمنطقتين اعتبر أنّ هناك مؤامرة وظلمًا على الشمالية من المركز لتحويلها إلى مقبرة وبقرة حلوب في عملية تعدين الذهب
برطم لم يتحدث امام حشود جماهيرية كما فعل ترك ولكن جاءت تصريحاته ل الانتباهة تمشيا مع الحالة السائدة
اذن الشرق يتجه للحرب واعلنها صراحة ترك ولحق به برطم ليعلن ان الشمال يتجه لحمل السلاح وفي نوفمبر الماضي تشكلت قوة من متقاعدي القوات المسلحة اطلق عليها كيان الوطن بقيادة الناطق الرسمي للقوات المسلحة السابق العميد م الصوارمي خالد سعد قبل ان يتم اعتقاله بجانب مجموعة من اعضاء القوة واطلاق سراحهم فيما بعد ولا يحفي علي احد ان هذا التنظيم وجد تاييدا من قطاعات واسعة بين الوسط والشمال بينما اعلنت مجموعة اخري عن ميلاد تنظيم مسلح تحت مسمي (درع السودان ) كانت نقطة انطلاقته من البطانة وربما تحمل الايام القادمات مواليد جديدة من الحركات المسلحة
اذن هذه هي اللغة السائدة وهذا هو الواقع الذي نعيشه الان في ظل الهشاشة الامنية التي تعاني منها البلاد بل انها صارت ثقافة لدي البعض بينما تري مجموعات اخري ان تسير علي ذات الدرب وان لا تظل مكتوفة الايدي وهي تري حركات مسلحة تجوب شوارع العاصمة وافرادها يرتدون زيا عسكريا كامل الدسم. والقانون عن بعض هؤلاء هو قانون الغاب ولذلك فكرت كثير من المجموعات والمكونات ان تمضي علي ذات الدرب وهو الاتجاه لحمل السلاح ما يضع الدولة السودانية في مفترق طرق
المشهد الان اسوأ من اي وقت مضي ..مخدرات بالكوم وتفلتات تملأ طرقات العاصمة ونهب في وضح النهار سيارات بلا لوحات تجوب الطرقات وحين يتم توقيفها من قبل الجهات المختصة يتم اطلاق سراحها بمجرد مكالمة لا تستغرق ثوان ..عمليات نهب وقتل.. واحتيال .. أجانب يسرحون ويمرحون ليس بعيدا في الخلاء وإنما في قلب عاصمتنا وكثير من ما تعج به الساحة
نقول انه لا سبيل من الخروج من هذا النفق المظلم غير ان يتحمل قادة القوات المسلحة والاجهزة النظامية الاخري المسؤولية كاملة لانقاذ الوطن من حالة التشظي والانهيار عبر طريق واحد لا ثاني له وهو الرجوع الي نموذج انتفاضة ابريل بعد ان فشلت كل محاولات التوافق والمبادارات السابقة واللاحقة مع انسداد حالة الافق وأما الاطاري فهو أشبه بالنفخ في قربة مقدودة او هكذا يبدو الواقع برمته
نسأل الله السلامة
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر