السياسة السودانية

محمد أحمد الكباشي يكتب: أدركوا وسط دارفور

[ad_1]

في شهر أغسطس الماضي قمت بزيارة ولايات غرب ووسط وجنوب دارفور عندها كانت حاضرة غرب دارفور الجنينة اكثر احتقاناً مقارنة مع زالنجي ونيالا بسبب الصراع القبلي في ذلك الوقت بين عدد من المكونات وزاد من تعقيد المشهد حينها مقتل نحو 18 من الرعاة على الحدود مع تشاد كانت تحركاتنا داخل المدينة في اوقات ومساحات محددة الى ان غادرتها في طريقي الى زالنجي فالمسافة بينهما لا تتعدى ساعة ونصف الساعة وعلى طول الطريق لم نشاهد غير المناظر الخلابة وهمة ونشاط المواطنين في فلاحة الأرض على مقربة من الطريق المسفلت يسابقون الزمن لزراعة اكبر مساحة وهذا دليل قاطع على حالة الاستقرار الامني مع تأكيدات احد المواطنين كان يجلس بجواري حيث دار بيننا نقاش طويل حول الاوضاع في دارفور لم اكتف بذلك حيث طلبت من سائق العربة التوقف لأخذ بعض الصور التوثيقية فقد ادهشني جمال الطبيعة وكنت على عجل لإرسال بعض الصور الى الأصدقاء عبر تطبيق فيسبوك اذ لم انتظر طويلاً حتى انهالت تعليقات بين الدهشة والإعجاب وقطعاً بينها حالات استغراب وتعجب وكلها واقعية ومنطقية ولكن هدفي في المقام الاول هو إرسال رسالة ان وسط دارفور امنة لا يعكر صفوها ما يعكر اخواتها بدارفور فقد تجولت كثيراً في احياء وأسواق زالنجي في اوقات ما بعد التاسعة ليلاً وحركة ونشاط السوق الكبير لم تتوقف كل المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم مشرعة الأبواب عكس سوق الجنينة والذي تنعدم فيه الحركة تماماً بعد الرابعة عصراً.

لكن يبدو أن لعنة التفلتات والصراع القبلي تريد أن تنال من وسط دارفور وحسب متابعتنا فقد نشط هذه الايام قطّاع الطرق والمجرمين من تجار المخدرات في كل الطرق الرئيسية التي تربط بين حاضرة الولاية مدينة زالنجي ومدن المحليات لا يمر يوم أو يومان أو ثلاثة إلا وفقدت أسرة عزيز من بينها فبالأمس وبسبب نهب دراجة نارية “موتر” بمنطقة تكتكة بمحلية وادي صالح أدى ذلك لإشعال حرب قبلية بين سكان تلك المنطقة ومنطقة جقمة بمحلية بندسي أدت لمقتل وجرح أكثر من ٣٠ شخصاً، وقبلها أحداث فردية أدت لوفاة شاب طعناً بالسكين بحي الحصاحيصا بمدينة زالنجي وحادثة مقتل أفراد المباحث بحلة بيضة شرق زالنجي، وتعتبر مناطق رقبة الجمل بطريق زالنجي وجلدو وقولو بجبل مرة وطريق زالنجي سرف عمرة وزالنجي قارسيلا ومناطق وحوادث أخرى من أخطر المناطق التي تمارس فيها العصابات الإجرامية نشاطها الهدام.

إذاً يجب أن نطرح هذه الأسئلة في بريد لجنة أمن الولاية واللجان الفرعية بالمحليات أين أنتم من هذا الموت الفتاك وواجبكم الحفاظ على أمن واستقرار المواطن؟

ما الذي يجعل القوات النظامية عاجزة عن ملاحقة المجرمين والقبض عليهم؟ لماذا السماح بحمل السلاح وانتشاره بين المواطنين؟

وسؤال للمواطن الذي يحمل عداءً سافراً تجاه أخيه ما الدوافع المنطقية لقتل إنسان بسبب موتر أو تلفون أو مشاجرة في حفلة أو باقي نقود في بيعة عادية في السوق؟

هذه الروح الشريرة والعدائية المفرطة لم يعرفها في السابق مجتمع مسالم ومحب للسلام فما الذي جرى حتى يكون الوضع كذلك؟

اعملوا على محاصرة الجريمة قبل أن يزداد الوضع سوءاً.

صحيفة الانتباهة

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى