السياسة السودانية

محجوب مدني محجوب يكتب: الوزير المكلف ووزير الكفاح المسلح والوزير المنتخب

محجوب مدني محجوب

لا ينظر المواطن إلى ديباجة الوزير إن هي تحمل وزيرا مكلفا وهو الوزير الذي عينته حكومة الخامس والعشرين من أكتوبر لسنة ٢٠٢١ .
أو تحمل وزيرا تابعا للكفاح المسلح وهو الوزير الذي منحته اتفاقية جوبا.
تلك الاتفاقية التي أبرمتهاحكومة ثورة ديسمبر عام ٢٠٢٠م .
أو تحمل وزيرا منتخبا وهو الوزير الذي يحلم به الشارع السوداني ويسعى لتمليكه الوزارة.
كل هذه الديباجات الثلاث التي تمثل المصادر التي جاء منها هؤلاء الوزراء لا تهم المواطن بقدر ما يهمه ما ينفذه الوزير على أرض الواقع.
فما أن ينجز الوزير عمله، وينعكس على مصلحة المواطن، فإن هذا المواطن سيتعلق بهذا الوزير ويطالب ببقائه بغض النظر عن الجهة التي يمثلها أو الجهة التي جاءت به.
إذن الإشكال ليس في المواطن وإنما الإشكال في الوزير نفسه، وفي الجهة التي جاءت به.
فإن كان الوزير ديباجته وزير مكلف، فهو يمثل مشكلة من جهتين:
فمن جهة فهو مكلف يعني مؤقت، وبذلك لا يستطيع أن يؤسس لأي عمل بالوزراة هذا إن كان يعمل.
ومن جهة فهو لا يهمه شيء؛ لأنه في النهاية له فترة مؤقتة وسيذهب وبالتالي فلا يكترث لأي عمل مؤسس.
ووزير الكفاح المسلح فهو كذلك عمله مضر من جهتين:
فإن كان عمله حسن ومتقن، فهو يؤسس لجهته التي أتت به، وبالتالي يجعل جهته تطالب بمميزات تختلف عن مميزات الآخرين؛ لأن وزيرها مميز، وبالتالي تنحصر المميزات لدى جهة معينة.
وإن كان عمله سيئا فهو لا يكترث لذلك، فعنده أهم شيء أن تكون جماعته حاضرة، فوجوده لا علاقة بينه وبين إتقان عمله أو الإساءة إليه.
أما الوزير المنتخب فهو الوزير الوحيد الذي له فائدة من الجهتين.
فهو إن نجح في عمله، فسوف يجدد لنفسه فترة وزارية جديدة وبالتالي سيتفيد المواطن ويفيد جهته بأن أكسبها ثقة الناس.
وإن فشل في عمله فهو سوف يطرد مباشرة من منصبه؛ لأنه وزير مفوض ومنتخب من الشعب وبالتالي سوف يتوقف مزيد من الفشل وسوف يكون عبرة لمن يأتي بعده.
فيا من تهتمون بشأن مسؤولي الحكومة أسسوا لهذا الجانب المهم لا من أجل تعيينهم وملء وظائفهم فقط بل من أجل أن ينهضوا بهذا الوطن سواء بأيجابياتهم أو سلبياتهم.
فإيجابيتهم يكونون بها أسوة لما بعدهم، وسلبياتهم يتجنبها من يأتي بعدهم.
وهذه الدورة المتجددة لعمل المسؤولين لا سبيل لها إلا الانتخابات رضى من رضي، وأبى من أبى.

صحيفة الانتباهة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى