مجموعات متجانسة.. مخرجنا الوحيد من الأزمة
واضح جداً أن الساحة السياسية اليوم قد إنقسمت لأربع مجموعات رئيسية هي التي سوف ترسم ملامح شكل الحكم في السودان.. نقول هذا لتقريب وجهات النظر وليس لـ (التشظي والإنقسام) في الساحة السياسية.. لأن السودان اليوم ينبغي أن يتبوأ المركز الأول في مجموعة (جينيس) في عدد الأحزاب السياسية، والتي بلغت رقماً لا يكاد يصدقه عاقل.. لدينا ما يربو على الـ (100) حزب سياسي.
وبالبلاد أعداد هائلة من الحركات المسلحة، وتفوقنا في ذلك على الدول التي استعرت فيها الحروب بعد ثورات الربيع العربي، كسوريا وليبيا واليمن، صحيح تلك الدول إنزلقت في أتون الفوضى وحروب العصابات، التي تغذيها الأذرع الخارجية، والمواطن هناك لا يأمن على نفسه وأسرته وأمواله، وإتجهوا لركوب قطار (الهجرة) لا من عجز.
برغم أن السودان تفوق على تلك الدول في أعداد (الحركات المسلحة والجيوش)، اذ لا يملك الآن أحد إحصائية واضحة لأعداد هذه الحركات- التي قامت ضد نظام البشير – ولا زالت تقاتل نظام ما بعد الثورة- مضافاً اليها التي وقعت على إتفاقيات سلام في السابق واليوم.. وبعضها تحول لأحزاب سياسية.. كل هذه المجموعات تقع تحت تصنيف (حركات مسلحة).
أريد القول أن السودان يتمتع بعنصرين يقودان لعدم (الإتفاق) وهما (أعداد الاحزاب السياسية- وأعداد الحركات المسلحة)، ولتكون هذه الأعداد ذات قيمة و(منتجة) في الممارسة السياسية، ينبغي أن تتحد في كيانات أو مجموعات، ومن ثم إعلان إنتخابات – أو استفتاء على الدستور، وأغلبها يفضل المشاركة في العملية السياسية كـ (مجموعة) لأن المشاركة المنفردة تعني غيابها إلى الأبد لأن حسابات الديمقراطية ليست لعبة.
اليوم تشكلت مجموعات رئيسية في الساحة؛ وبات من الممكن أن تتضامن هذه المجموعات في ممارسة العمل السياسي، خاصةً وأن أية مجموعة تلاقت بسبب (رؤية موحدة) لشكل الحكم، وجمعت بينها (أهداف معينة).. والمراقب للساحة السودانية اليوم، يجد أن هذه الممارسة هي (المخرج الوحيد) للبلاد، الذي يقودها لممارسة سياسية لا يظلم فيها أحد.
أبرز المجموعات التي شكلت الساحة السياسية مجموعة الحرية والتغيير الأولى- التي يقودها المجلس المركزي.. ونجحت هذه المجموعة في ضم عدد من الأحزاب اليها لتشاركها (الرؤية) كالشعبي وأنصار السنة وتيار الحسن الميرغني في الإتحادي الأصل.. والثانية هي مجموعة (الكتلة الديمقراطية) التي تضم الحركات المسلحة أو قوى سلام جوبا وهم مجموعة مني ومجموعة جبريل والتحالف المجتمعي، مضافاً اليهم الإتحادي الأصل بقيادة مولانا الميرغني الذي يمثله جعفر الصادق.. أما الثالثة فهي مجموعة (نداء أهل السودان) التي تضم عدداً من أحزاب اليمين ومجموعات من الطرق الصوفية والإدارات الأهلية وبعض الاسلاميين الذين يمثلون تيارات وكيانات عدة ولا.. أما المجموعة الأخيرة هي الرافضة لكل الأطروحات المقدمة وهي مجموعة الحزب الشيوعي ومعه بعض الشباب وواجهاته في لجان المقاومة وتجمع المهنيين.. وهؤلاء رفضوا المشاركة وطالبوا بإقصاء الآخرين.
هذا التقسيم (إذا صح) بالنسبة للساحة السياسية، يصبح هو المخرج الوحيد لأزمات السودان والحل أن تدخل هذه المجموعات في (تنافس ديمقراطي شفاف ونزيه)، دون تدخل من أية جهة أو طرف دولي.. ولكن هذا ما لا تريده بعض الأحزاب التي هي (كالبوم الذي يعجبه الخراب).. بمعني يافيها يا أطفيها.. ونواصل
بخاري بشير
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر