السياسة السودانية

مباحثات في نيامي لإلحاق فصائل دارفورية بالسلام والانسحاب من ليبيا

نيامي 11 يونيو 2022- أجرى وفد عسكري رفيع يمثل الحكومة السودانية لقاءات غير رسمية مع 7 فصائل مسلحة في دولة النيجر بتسهيل منظمة فرنسية ناقش إلحاقها بالعملية السلمية وسحب القوات من ليبيا.

وكانت هذه الفصائل وقعت الخميس، إعلانا تأسيسيا أطلقت عليه “قوى المسار الديمقراطي”نص على تحقيق السلام الشامل في السودان وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية.

وعقد اجتماع نيامي الذي لم تعلن عنه الخرطوم رسميا برعاية منظمة بروميديشن الفرنسية التي تضم عدداً من الوسطاء المحترفين والخبراء وتعمل كأداة داعمة لعمليات السلام في إفريقيا.

وقال مدير المنظمة ايريك بلانشو لـ “سودان تربيون” إن الهدف من الاجتماع التمهيدي غير الرسمي بين الحركات الدارفورية الموجودة في ليبيا والوفد الحكومي السوداني هو ” مناقشة الحاق الحركات بعملية السلام وسحب مقاتليها من ليبيا ودمجهم في القوات السودانية والمجتمع”.

وتابع ” سيكون دعم المجتمع الدولي ضروريًا لنجاح هذه العملية ، التي من شأنها الاسهام في استقرار كل من السودان وليبيا”.

وكشف رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة منصور أرباب لـ”سودان تربيون” السبت، أن الوفد الحكومي في المحادثات قاده رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء محمد أحمد صبير واللواء حمزة يوسف بره من المخابرات و3 ضباط آخرون.

وأكد أن الغرض من هذه المناقشات الأولية “هو التشاور حول كيفية المشاركة المستقبلية لهذه المجموعات في عملية السلام في السودان والمساهمة في نجاح التحول الديمقراطي وبحث سبل انسحاب القوات العسكرية من ليبيا وعودتها سلميا إلى السودان”.

وأفاد أن الوفد الحكومي أظهر رغبته في إيجاد حلول سلمية ودائمة ونهائية للصراع في دارفور وضمان العودة الفعالة والسلمية للمقاتلين إلى البلاد.

وأشار أن التحالف الجديد يمتلك مشروع كبير لإحلال السلام في السودان وداعم للاستقرار في الإقليم والمنطقة بما في ذلك ليبيا ودول الجوار.

وتابع ” اللقاء بحث إمكانية وجود منبر تفاوض جديد يناقش قضايا الأرض والحواكير وقضايا الرعاة والمزارعين والعدالة وإنصاف الضحايا وقضايا النازحين واللاجئين والترتيبات الأمنية

وأوضح بأن النقاش حول الترتيبات الأمنية تركز على الطرق العملية والجدول الزمني الخاص بعودة المقاتلين الموجودين في ليبيا بالإضافة إلى تجميعهم ثم إدماجهم في القوات النظامية السودانية أو عودتهم إلى الحياة المدنية.

وأفاد “توافقت الأطراف على مواصلة بذل جهودها للمضي في الجوانب الفنية واللوجستية والمالية لهذه العملية”.

وانتقد أرباب اتفاقية “جوبا” للسلام وقال إنها تسببت في إشكاليات عديدة بإقليم دارفور متهماً حركات مسلحة موقعة عليها بإقصاء جماعات مؤثرة.

ووقعت الحكومة الانتقالية في العام 2020 اتفاق سلام مع 5 حركات مسلحة كانت تقاتل نظام الرئيس المعزول عمر البشير في كل من دارفور والنيل الأزرق.

وأغلب الفصائل التي التقى بها وفد الحكومة بالنيجر تتواجد في ليبيا وكان تقرير أممي صادر في العام الماضي أكد وجود ألاف المقاتلين السودانيين في مدن ليبية عديدة يعملون ضمن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

بدوره قال مقرر قوى “المسار الديمقراطي” إسماعيل أغبش لـ”سودان تربيون” إن الوفد الحكومي ودولة النيجر والمنظمة الفرنسية دفعوا بمقترحين للتحالف الأول انضمامه للعملية السياسية التي تيسرها الآلية “الأممية ـ الافريقية” أو التوصل لاتفاق سلام جديد.

وأضاف”نرى أن حوار الآلية الثلاثية لن يفضي إلى حلول جذرية للأزمة السياسية واقترحنا اتفاق جديد مع الحكومة برعاية المجتمع الدولي”.

ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الدولية من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الموقع في أكتوبر  202 برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والذي يهدف إلى انسحاب القوات الأجنبية الموجودة في هذا البلد ،ويبقي انسحاب المجموعات السودانية المسلحة أحد العناصر الأساسية لتنفيذ هذا الاتفاق.

ويضم الائتلاف الجديد الذي تفاوضه الحكومة السودانية كل  من مجلس الصحوة الثوري الذي أسسه الزعيم القبلي موسى هلال وحركة العدل والمساواة السودانية الجديدة التي يقودها منصور أرباب وهي فصيل منشق عن العدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم إضافة إلى الحركة الثورية للعدل والمساواة قيادة يس عثمان و حركة تحرير السودان القيادة المستقلة التي يرأسها عباس جبل مون ومجلس الصحوة القيادة الجماعية بزعامة علي السافنا وهو ضابط جيش أعتقل لسنوات عقب إعلان تمرده قبل أن يتم إطلاق سراحه في ديسمبر الماضي بجانب حركة العدل والمساواة التصحيحية  برئاسة زكريا الدش ومجلس الصحوة الثوري للتغيير والإصلاح قيادة عبد الله حسين.

وكان موقع “مونتي كارو” أكد أن تجمع قوات العدل والمساواة الذي يقوده عبد الله بنده المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تحفظ على المشاركة في اللقاء بسبب خلافات داخلية .

ويعتبر عبد الله بنده من المقربين لمناوي فيما لم يتم توجيه الدعوة لمجموعة “يوسف كرجكولا”  المقرب من عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان لكون الأخير رافض للحوار مع الحكومة.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى