السياسة السودانية

ماذا يعني حديث رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد بفرض حظر الطيران في السودان ؟

[ad_1]

ماذا يعني حديث رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد بفرض حظر الطيران في السودان وتجريد الجيش السوداني من المدفعية؟
مبارك اردول
مصطلح حظر الطيران او “الحظر الجوي” الدولي درج كثيراً في قواميس السياسة العالمية نتيجة استخدام هذه الحالة من النزاع العسكري لحسم المعركة لصالح طرف من الأطراف المدعومة دولية أو تحت ذريعة حماية مدنيين في ظروف الحرب أو النزاعات المسلحة، وحظر الطيران فوق منطقة ما هي قضية متعلقة بمجموعة من التدابير والإجراءات العسكرية الميدانية ، تفرض في منطقة ما بغرض تحييد كل القدرات العسكرية الجوية المهاجمة والمدافعة ، فلا يقتصر الامر فقط على منع الطيران من التحليق كما يتبادر الى العديد ممن لم يطلعوا على المصطلح من قبل .

فحظر الطيران (Nor Fly Zone) يتمثل في القطاع الجوي بنشر منظومة عسكرية مكافحة هجومية ودفاعية تقيم دوريات على مدار الساعة تمنع كل تحرك جوي من قبل الجهة المستهدفة بالحظر، فتدمر الطائرات المختلفة وتمنع التزود لاي قطع غيار لها، ولا تقف عند ذلك الحد بل تمتد لتدمر كل المطارات والمهابط الجوية المستخدمة لاغراض عسكرية، وتضم ايضا تدمير التكنولوجيا الحديثة الخاصة بالطائرات المسيرة وبما فيها تدمير كل انواع الصواريخ ارض جو (Air to Ground Missile) وصواريخ جو-جو (Air to Air missile) وكل الورش ومخازن قطع الغيار والرادارات والمحطات المراقبة الجوية ومراكز القيادة والسيطرة وبمافيها مواقع التزود بالوقود للطيران العسكرية .

وفي القطاع الارضي يشمل ويتضمن الاستهداف والتجريد من كل المضادات المستخدمة والتي ستستخدم للدفاع الجوي المتحركة منها والثابتة التي يمتلكها الجيش السوداني والتي قد تقاوم بها عملية فرض حظر الطيران ، ويشمل ذلك تعطيل المدرعات القديمة والحديثة والبطاريات باتريوت والقبة الحديدية الأميركية ونظام سو الروسي اذا وجدت ، وكذلك يشمل النزع حتى الاسلحة الاتية بداءا بالمدفع (12.5mm) المعروف محليا بالدوشكا مروراً (RBG-7) بالاربجي سفن والثنائي (Twin HMG) والرباعي(14.5mm) والذو (Zu-24,Zu21) بانواعه والسام بانواعه (Sam-7,Sam-5) والمضادات الحديثة التي يستخدمها المشاه بانواعها مثل الاستينغر والجافلين الغربيات ان وجدت وكذلك المضاد السوداني المشابه.

ستحتفظ القوات المفروض في منطقتها قرار حظر الطيران بسلاحها الشخصي فقط مثل الجيم (Fall) والكلاشنكوف (AK-47) والقناص (Sniper ) ومدفع رشاش كاكبر سلاح(PKM) والمسدسات اذا تم ذلك بسلاسة ودون اي مقاومة ، ولكن مع ذلك يخضع احتفاظ هذه القوات حتى على السلاح الشخصي لتقديرات القادة المشرفين على عملية فرض حظر الطيران عند قطاع المشاه، فذا ما راوا اي تهديد يمكن ان ينزع منهم ذلك ايضا .

اضاف رئيس الوزراء الأثيوبي نزع المدفعية ايضا اضافة لنزع انواع الاسلحة أعلاه بحجة حظر الطيران، هذا التصريح عسكريا يعني استعمار البلاد بالحرف الواحد وتفكيك الدولة والجيش او ادخال البلاد في حرب مثلما حدث في ليبيا، فيجب ان يستعد لها جميع السودانيين، فما حدث من الدعم السريع حتى الان كان مجرد هجوم صغير كان هدفه القبض على قيادة الجيش (حد قولهم) مقارنة بهذا التصريح الذي يعتبر الغاء رسمي للجيش السوداني واستهدافه بواسطة قوى دولية اتخاذا من النزاع الحالي مدخلاً وزريعة.

وعسكريا تجريد اي عسكري من سلاحه يتطلب ثلاث عسكري في مواجهته لذلك متوقع القوات التي ستستخدم للتجريد وحتما الجيش السوداني لن يستسلم لها لانه يعني تلاشي الدولة فان القوات المطلوبة للتدخل يجب ان تكون ثلاث اضعاف القوات المسلحة السودانية.
وبما ان دول شرق افريقيا مجتمعة لايمكن ان تكون لها قوات بهذا الحجم وهذا العتاد العسكري لفرض قرار حظر الطيران والتجريد من المدفعية حسب توجه رئيس الحبشة ، وحتى عدديا لا تساوي مقدار قواتها الرقم المطلوب، نتسأل من اين لهم بالقوات التي تساندهم لتنفيذ هذا التدخل واحتلال السودان وتفكيك الجيش السوداني ؟؟؟

سياسيًا الامر يتعلق بمصالح تخص دولة اثيوبيا وكينيا كاوجه دولية ظهرت كطرف طامع في السودان ومنها خلفها دول اخرى ، وما السودانيين المستخدمين في هذا المشروع الا مخالب لاعادة استعمار بلدهم بحجج مختلفة .

تجارب فرض منطقة حظر الطيران لم تمنع وقوع الضحايا المدنيين فالتجارب تخبرنا انه عندما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية على فرض حظر الطيران على العراق في تسعينيات القرن الماضي تسبب ذلك بوقوع ضحايا كثيرين من المدنيين العراقيين، وتم فرض الحظر ايضا في يوغوسلافيا بسبب حرب البوسنة والهرسك (1992)وكذلك على مرتين في ليبيا (1992-2011م)فانتهت بها الى الحال اليوم.

ومن آثار الحظر حرمان القوات الجوية للبلدان من سيادتها الجوية على أراضيها، وإفساح المجال لقوات أخرى بالتحرك في الأجواء على حساب صاحب الأرض، والإضرار الكبير بالحركة الاقتصادية وحرية النقل الجوي.

المعركة الان اصبحت واضحة اكثر من اي وقت مضى ، يتحتم على الشرفاء في السودان التفكير في ابعادها المختلفة.

مبارك اردول

11 يوليو 2023م

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى