ماذا يعني أن تكون حافظاً لكتاب الله!
ماذا يعني أن تكون حافظاً لكتاب الله!
1. هذا يعني أن الله قد خصّك بأن يضمّ صدرُكَ رسومَ كلامِه العظيم، وأن تكون مصحفاً من مصاحفه الناطقة الذاكرة.
2. وأنّك أصبحتَ عَلَماً على أهل الذكر والقرآن، وأصبحتَ بين الناس شاهداً عليهم وممثلاً لهم.
3. وأنّك جعلتَ في صدرك أبلغَ الكلام العربي وأفصَحه وأَبْيَنَه، وأقوى أساليبه وأحكم سبائكه، وأن عليك أن تغرف من هذا البحر الذي استوعبه صدرك الصغير، وأن تفهمه أكثر، وتعيه.
4. ويعني أنّك ستكون رطب اللسان بأعظم الذكر، وأن معك مولّداً هائلاً للحسنات بكل حرف ترتّله، وأنّ رصيدك سيكون ثقيلاً كبيراً بالحسنات؛ كما سيكون عرضة للاستهداف ومحاولة السرقة والسحب المستمر من الرصيد إذا لم تتعاهده وتحميه بمزيد من الذكر والتحصين.
5. وأنك مكلّف من الآن بأن تعيش في ظل القرآن، وتحيا به وله وفيه.
6. وأنّك قد تميّزت بمعرفة أصول أصوات العرب القديمة، ونظامهم الصوتيّ في المخارج والأداء والصفات، وأنّك مرجع في الخصائص الصوتية لهذا اللسان العربيّ.
7. وهذا يعني أنك تمتلك الآن قدرة هائلة على الحفظ والتلقّي والاستيعاب، وأنك تمتلك قدرات أعلى من رفاقك وأصحابك على استيعاب أي معارف جديدة لما حباك الله به من استعدادٍ ومِران ودُرْبة على سرعة التلقي وقوة الحافظة وحضور الذهن وثبات النظر واتساع المواعين.
8. وهذا يعني أنك نضجتَ قبل غيرك، وأنك أسرعتَ فيما أبطأ به آخرون، وأنّك مؤهّل لِما هو أكبر وأعظم، فلا تتوقف!
9. ويعني أنّك تحب التحديات، ولديك الإصرار على تجاوز العقبات، واستثمار الأوقات، وكسر هوى النفس وإرغامها على ما تكره، وأنك قادر على ترويضها لتكون لك سنداً لك وقوةً!
10. ويعني هذا أن لديك أنيساً لا يفارقك، ومسلّياً لا يُمِلّك، وحتى إن كتب الله لك نهاية أجلك، فإنه دليلك وشفيعك.
11. ومن أجمل ما يعنيه أنه فرحة أهلك بك، وشاهدُ بِرّك بهم، وتاج مكلّل على رؤوسهم، وأنّك هديتهم إلى الجنة إن شاء الله.
12. إن حفظ القرآن مشروع كبير سيغيّر حياتك للأفضل والأمثل، ويجعلك أكثر إنتاجاً وإقبالاً على المجتمع، فكن نافعاً عاملاً منتجاً، ولا تجعل القرآن خصماً لك أو عليك!
د. أسامة الأشقر
مصدر الخبر