ماذا لو رحمت الحرية والتغيير الشعب السوداني بالذهاب من المشهد بعد أن فقدت جماهيرتها وهي تعلم !!!
#المزالق_المدلهمة
ماذا كان يضير الحرية والتغيير لو فكرت قليلا وعلمت ان التخفي وراء البيانات الدولية الدعائية للدعم الزائف للحكومة المدنية قد يؤدي لما لا تحمد عقباه..
ماذا لو تحلت بالشجاعة وقرأت واقع البلاد الموصوف بالخصوصية والفرادة وحاولت الالتقاء مع الأخر بذكاء، من مبدأ أن النجاح في الفعل السياسي يكمن في جوهره في تعزيز الإتصال مع من تختلف معه …
ماذا لو نأت بنفسها عن سلوك الركانة وتصريحات الموتورين وإستفزازت ناطقيها الرسميين ..
ماذا لو علمت أنها قد فشلت في إدارة شؤون البلاد بحكومتها الحمدوكية وتواضعت للإلتقاء بالشارع حتى وهي تشكو من ٢٥ أكتوبر ..
ماذا لو استمعت لمنطق العقل والحكمة والبصارة في تقييم المعادلات الوطنية وتوقيتاتها…
ماذا لو قدمت ملاحم التضحيات والمعاناة التي قدمها الشعب السوداني في التحرر وسعت الي تجنيبه مزيدا من ويلات المغامرات..
ماذا لو أدركت ببعض الشفقة باقي القوة والروح والقدرة في الناس في تطبيق الممكن وغير الممكن ، والتفرقة بين الحقائق والمستحيلات…
ماذا لو تحلت ببعض الأخلاق السودانية في تقديم الإيثار على المكاسب والصبر على الانتقام والذكاء على البلادة ..
ماذا لو علمت ان الخداع واللعب السياسي قد يؤدي بنا إلى الحرب ، وها نحن ندرك ما الحرب والتشريد والنزوح .. ندركها في بيوتنا ونزوحنا وفراق أحبتنا وهلاك تاريخنا …
ماذا لو رحمتنا ورحمت الشعب السوداني بالذهاب من المشهد بعد أن فقد جماهيرتها وهي تعلم !!!
ماذا لو كانت قادرة على قراءة المستقبل بدلا من معاقبتنا جميعا لتصديقها اننا كلنا كيزان وتبريرها بذلك لكل إختلاف الرؤى …
ماذا حتى لو إلتقت بالكيزان ، وهم كيزان وصدقت أنهم سودانيون لا يمكن رميهم في البحر ولابد من إيجاد صيغة للالتقاء والتعايش حفظا وحماية للدولة والناس والأرض .
ماذا لو إستفادت من تجارب الشعوب في الإلتقاء بدلا من مغامرات التناحر ونيران التشظي .
ماذا لو كان كودارها كبارا في النفس والأخلاق بدلا للدعايات والخطب والضوضاء التي ملأوا بها الأنحاء…
ماذا لو فعلت بنا ما يفعله الأبطال العظام لشعوبهم، لا الجبناء قصار النظر ..
ها قد إحترقت الخرطوم الان، ونزح الناس ، وتدمرت البلاد لسنين وسنين وكبرت الآلام والاوجاع والمظالم، ويمكن للحرية والتغيير الأن دفن رأسها في الأرض وإيجاد الالاف التبريرات والأسباب والتحليلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بعد أن أصبح الخراب حقيقة وواقعا …
فقد إنتهى عصر الفعل وأمسى الوقت للحسرة وقلة الحيلة…
ألا لعنة الله على الظالمين..
#المزالق_المدلهمة
Faroug Farid
مصدر الخبر