ماذا قال السيسي للرئيس الكيني حتى يجعله يسرع ويتصل بالبرهان؟
عقب إمساك الحكومة المصرية بزمام المبادرات الإقليمية لحل مشكلة الصراع السوداني الدائر والذي تقوم فيه القوات المسلحة السودانية بعمليات عسكرية لكسر شوكة مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان “دقلو”، بدأ الرئيس المصري تحركات خارجية لدعم مبادرته التي دشنها بقمة دول جوار السودان.
وتفاجأت الأوساط السياسية باتصال هاتفي من الرئيس الكيني لقائد الجيش السوداني “البرهان”، بعد ساعات قليلة من وصول “السيسي” إلى نيروبي. فماذا قال السيسي للرئيس الكيني وجعله يسرع إلى إجراء مكالمة هاتفية مع البرهان، كان ظاهرها الاطمئنان على أحوال السودان، وباطنها التنازل عن الرؤية المتشددة التي أبداها في قمة الإيقاد والتي كانت تتحدث عن نشر قوات شرق إفريقيا “إيساف” على الأراضي السودانية للفصل بين أطراف القتال.
تكمن تفاصيل هذه الدوائر المغلقة “لقاء السيسي والرئيس الكيني”، ومكالمة “الرئيس الكيني والبرهان”، فما يظهر فقط للعلن والباقي من تحليلات المتابعين؛ فقد صرح رئيس مجلس السيادة السوداني عقب المكالمة بأنه نقل للرئيس الكيني اعتراضه على نتائج قمة “إيقاد”، والرفض الواضح لفكرة نشر قوات إقليمية داخل الأراضي السودانية، وبأن السودان دولة ذات سيادة ولا تقبل بذلك.
بالنسبة للسيسي في اعتقادي بأنه وجه رسالة حازمة بأن مصر لا تقبل بفوضى أمنية في حدودها الجنوبية، ولا تتحمل بالطبع وجود قوات أجنبية داخل السودان تكون مصدر قلق بالنسبة لها، خاصة وأن من ضمن القوات ستكون هنالك قوات إثيوبية، ونعلم الخلاف البائن بشأن سد النهضة الذي كاد أن يتطور إلى نزاع عسكري بحسبان أن مصر تعتبر ذلك “أمن قومي”.
الرئيس المصري كان اجتمع مع “أبي أحمد”، رئيس الوزراء الإثيوبي قبل قمة دول الجوار، وبالتأكيد نقل له رسالة ومحاذير مصر بخصوص مبادرة الإيقاد، وكان متبقي فقط الرئيس الكيني لأن “كينيا” ليست من دول جوار السودان، فاستغل “السيسي” الاجتماع الإفريقي وقابل الرئيس الكيني.
الاشتعال السيسي سيستمر مع الاشتعال الحربي على أرض المعارك، وما بين لقاءات ومبادرات وتصريحات: السيسي، البرهان، كباشي، الإمارات، السعودية، إثيوبيا، كينيا، أمريكا، سنكون على موعد مع إثارة مكتملة الأركان.
بقلم أحمد إبراهيم – “ود سنجة”
نقلاً من “كوش نيوز“
مصدر الخبر