ماذا إذا تحول السودان دوليا إلى “جضم معلم على الصفق”
[ad_1]
أكرر كثيرا، أن المعركة سياسية ديبلوماسية إعلامية إقتصادية شاملة وليست عسكرية فقط، وأن فشل مسئول أو وفد مفاوض في مواجهة إعلامية ربما هو أسوأ من سقوط معسكر، لأنه يكشف ثغرة في خط تأمين خارجي.
إذا تحول السودان دوليا إلى “جضم معلم على الصفق” فلا تلومن اليد الخارجية التي تصفع، ولكن يد السودان التي لا تصدها وتلويها.
منذ زمن سميت ظاهرة تعويل الحكومة السودانية على كتاب وصحافيي الداخل في إعلام الداخل لمعالجة قضايا دولية بالغناء في الحمام، لأنه مجرد طرب شخصي لصانع القرار والجمهور الوطني للتسلية من الفشل في تعزيز موقف السودان للأقوى.
عندما تكون المعركة في الخارج لا بد أن يكون لديك من يخوضها في ميدانها حيث تدور ويحتدم النقاش، ولأنني ارتبطت بهذا المجال غالبا ما تنتهي النقاشات الى إقرار أقرب للمجاملة و “التمشية” بضرورة فعل شيء، وأن المسئولية تقع على عاتق سفاراتنا بالخارج، وهذا خطأ فالأمر يبدأ من المسئول الداخلي نفسه وما يمكن أن يقوله من تصريح بمواصفات التصدير عالميا أو حسب الدولة المستهدفة. ومن المواقف المكررة أن يطلب مني مساعدة سفير في محطة محددة في مجال الاعلام بتوفير هواتف وعلاقات إعلاميين من أصدقاء السودان ممن أعرف، وكأن الأمر يتوقف على أرقام هواتف وتوصية.
حزنت جدا لهذا التبسيط والتهوين لأنني أعلم أن السفير المعني أصلا لديه خمسة طلبات حوارات من الميديا وهو غير راغب أو متحفظ، فالمشكلة ليست في العلاقات ولا أرقام الهواتف البتة، ولا يوجد أي احتياج لشخصي في هذا الصدد، إنما المشكلة في الرغبة أو القدرة على التفاعل، والمشكلة في القيادة التي ترضي بالفاشلين والعاطلين والخائفين وتصر على تحسين أدائهم بالمقترحات وتحريكهم بالأوامر وتذكيرهم بأداء مهام هي أصلا من صميم واجبهم الذي ذهبوا من أجله.
إذا كنت تستيقظ عشر مرات ليلا لتوقظ الحارس الليلي ليحرسك، فهذا يعني أنك “شخص عبيط”!
مكي المغربي
مصدر الخبر