السياسة السودانية

مؤتمر رفيع المستوى لدعم الوضع الإنساني في السودان بتنظيم إماراتي

أديس أبابا، 13 فبراير 2025 – يستضيف مقر اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة مؤتمرًا رفيع المستوى، بتنظيم إماراتي، لدعم الوضع الإنساني في السودان الذي تضرر جراء حرب 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر، غدًا الجمعة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي وصل إلى العاصمة الإثيوبية اليوم الخميس، بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورؤساء جنوب السودان وكينيا وأوغندا ومصر، إضافة إلى مشاركة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، وممثلي دول أخرى.

ويعقد المؤتمر وسط رفض وانتقاد الحكومة السودانية التي هاجمت الإمارات بشدة لتبنيها المؤتمر، وقال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار الاثنين الماضي، في بيان “الإمارات تقوم بتحركات مُضرة لعقد مؤتمر خاص عن أوضاع السودان في 14 فبراير الجاري، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا”.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تشكل جرمًا وعدوانًا متكاملًا على دولة إفريقية تسعى لحماية أراضيها وسيادتها، كما تتعارض مع مبادئ الاتحاد الإفريقي التي تقوم على احترام السيادة والوحدة.

وأوضح عقار أن أبو ظبي تحاول فرض أجندتها السياسية في المؤتمر المزمع عقده، من خلال التأكيد على مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإثيوبي فيه، خاصة أنه يعقد في اليوم الذي يُشارك فيه رؤساء القارة الإفريقية في اجتماع مجلس السلم والأمن.

وكشفت مصادر دبلوماسية بأديس أبابا لـ”سودان تربيون” عن تنظيم دولة الإمارات للمؤتمر، الذي سيشهد تعهدات مالية من عدة عواصم ومنظمات، بينها أبوظبي، التي يُتوقع أن تقدم نحو 200 مليون دولار لدعم الأوضاع الإنسانية في السودان.

ويهدف المؤتمر، الذي يُنظم تحت شعار “المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان”، إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي للاستجابة الإنسانية في السودان، وإطلاق دعوة قوية وموحدة لوقفات إنسانية خلال شهر رمضان المبارك.

وخصصت الإمارات، باعتبارها أحد المساهمين الرئيسيين في المساعدات الإنسانية للسودان وأفريقيا، 70% من تعهدها الذي أعلنته في أبريل الماضي خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان، والبالغ 100 مليون دولار أمريكي، إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، دعمًا للجهود الإنسانية في السودان.

كما منحت الإمارات سابقًا 8 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).

وفي العام الماضي، أشارت ريم بنت إبراهيم الهاشمي إلى أن بلادها دشنت، منذ بداية الأزمة في السودان، جسرًا جويًا مع السودان وتشاد المجاورة، بهدف تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، والتخفيف من حدة الظروف الإنسانية في السودان ودول الجوار.

وأكدت أن بلادها، منذ بدء الأزمة، قدمت 130 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية، و9500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية، عبر تسيير 148 طائرة إمدادات إغاثية، إضافة إلى سفينة حملت على متنها نحو 1000 طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة.

كما قالت إن بلادها دعمت مخيمات اللاجئين السودانيين في أبشي وفي عدد من المناطق في تشاد.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تسيير طائرة مساعدات غذائية تحمل على متنها 100 طن إلى اللاجئين السودانيين في جنوب السودان، من خلال برنامج الأغذية العالمي.

وفي مقابل ذلك تقول الحكومة السودانية إن الامارات تؤجج الصراع في السودان بتقديمها الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع.

وسبق أن عرض الجيش أسلحة إماراتية في عديد من المواقع المستردة من الدعم السريع، كما قدم شكوى لمجلس الأمن قائلاً إنه يملك أدلة ووثائق تثبت تورط ابوظبي في نقل أسلحة وامدادات لقوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في عديد من مدن السودان التي سيطرت عليها.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى