لماذا يقصر الاتحاد الافريقي دعوته لنزع السلاح على الخرطوم فقط دون دارفور
[ad_1]
ترايو احمد محمد علي
[email protected]
تثير “دعوة” الاتحاد الأفريقي الأخيرة لجعل مدينة الخرطوم (العاصمة السودانية) مدينة “منزوعة السلاح” لأغراض إنسانية ، تثير هذه الدعوة أسئلة فورية. هذه الاسئلة لا يتعلق بطبيعة توقيت الدعوة (كونها جاءت متاخرا) و لا تتعلق عن كيفية تفعيلها أو إنفاذها ، و لكن الاسئلة تاتي حول سبب او دوافع استبعاد دارفور من فكرة “الدعوة”. ان عدم ايراد إجابة مقنعة لهذا السؤال سوف يجعل من “دعوة” الاتحاد الافريقي لتبدو انتقائية وتمييزية ضد دارفور ، وهي منطقة تعيش حالة من الدمار الشامل من كل جوانبها.
إن اية فكرة تدعو الي استبعاد دارفور من ترتيبات تتعلق بحماية المدنيين (بما فيها نزع السلاح) تعني ضمناً (او صراحة) دفع الحرب نحو دارفور. مثل هذا الاستبعاد تشكل سوء تقدير كبير يمكن أن يؤدي إلى عواقب و تداعيات وخيمة ضد المدنيبن في دارفور و لا يمكن التحكم و ان عملت “الدعوة” علي اسقاط دارفور علي نحو غير مقصود
في حين أنه من المتوقع أن يرفض الطرفان المتحاربان (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع) مثل هذه “الدعوة” (الخرطوم مدينة منزوعة السلاح) ، كان من المتوقع من جانب اهل دارفور أن يعترف الاتحاد الأفريقي علي ضرورة إدراج دارفور في هذه “الدعوة”، خاصة علي وجود “دعوة” مثل التي تقدمها نقابة المحامين في دارفور (DBA) للتدخل الدولي لحماية المدنيين الأبرياء والعاجزين في المنطقة.
من المؤكد ان يتوقع شعب دارفور أن يقدم الاتحاد الأفريقي توضيحا او تبريرا مقنعا (أو يعدل من دعوته) لتجنب خلق أي شعور او انطباع بالتحيز أو المعاملة التفضيلية تجاه شريحة معينة من السكان السودانيين من دون غيرهم الذين يواجهون قساوة نفس الظروف. من الأهمية بمكان أن يعامل الاتحاد الأفريقي جميع السودانيين على قدم المساواة وأن يلبي احتياجاتهم وفقًا لذلك.
فيما لم يكن العديد من المراقبين سذجا بان يتوقعوا قبول المتحاربين للدعوة (كما رفضوها بالفعل) و لكن كما يقول المثل “الغريق يتعلق بقشة” ، فإن المدنيين المتضررين و الذين يعيشون في حالة بؤس تام من ويلات الحرب سوف يستقبلون أي مبادرة من هذا القبيل ويأملون في تحقيقها. الشعب السوداني (سواء في الخرطوم أو دارفور أو أي منطقة آخري من اجزاء البلاد) يعاني جميعهم على قدم المساواة و إنهم لا ينظرون إلى مثل هذه “الدعوة” على أنها مجرد ترف أو نزهة و لكنهم يريدون حقًا أن ترتقي منظمتهم القارية (الاتحاد الافريقي) الي مبادر سباق و وسيط قادر يجعل من الشعب السوداني ان يطمئن علي انها حريص علي حمايتهم و هذا ما يتوقعه أهل دارفور بان لا تستثنيهم مثل تلك الدعوات.
فالمواطنون في دارفور كما تجسد اوضاعهم مدينة الجنينة (في غرب دارفور) او غيرها، هم يعانون من ذات سطوة الحرب التي تعاني منها العاصمة الخرطوم من نقص في الغذاء و انعدام في الدواء و غياب للحماية و هم يتعرضون الي النهب والاغتصاب والدمار والمجاعة والتشريد. فلماذا اذن تستبعدهم “دعوة” الاتحاد الأفريقي بدلاً من ان تعاملهم على قدم المساواة كمدنين ابرياء من ضحايا الحرب الذين يتعرضون الي دمار مماثل ؟
المصدر