لقاء علي كرتي : نقطة سطر جديد
[ad_1]
(1) المتابعة والإهتمام الشعبي الذي حظى به لقاء الأخ الكريم الطاهر حسن التوم مع الشيخ علي أحمد كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية، يشير إلي قوة وتأثير الحركة في الحياة السياسية السودانية، مع إختلاف درجات المواقف، فقد قدم تفسيرات وتوضيحات ورؤى للحادبين، ورد علي (تخيلات) و(أوهام) الذين ظنوا أنهم أهالوا عليها التراب ، كما فتح اللقاء نافذة لقطاعات شعبية واسعة أفتقدت مساهمات الحركة الإسلامية وتتطلع لدور أكبر لها في الساحة السياسية..
ولقاء أمسية ٢٥ مايو ٢٠٢٢م، على قناة طيبة الفضائية تأثيره أبعد من ذلك، في ظل حوار الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والإيغاد) وهو يستثني عن الحضور التيار الوطني والإسلامي ، ولا ننسى الدوائر الإقليمية في تحضيراتها لمرحلة جديدة في السودان، لكل ذلك نقول ان اللقاء نقطة وسطر جديد..
والنقطة الثانية في ظني، أن اللقاء خلاصة مراجعات وطرح رؤية جديدة، ومع أن بعض أوراق لم تكتمل وبعض النقاشات مستمرة، فإن المنظور مكتمل ، وتأسست رؤية يقودها جيل جديد وإصطفاف شعبي جديد ومرتكزات جديدة..
والنقطة الثالثة : أن المشروع الإسلامي تجاوز مرحلة الصدمة، وبدأ في التشكل الجديد لإحداث التأثير والفعل في الساحة السياسية، دون غبائن سياسية أو حالة إحتقان أو ركون سابق لتجربة وموقف أو حزن على (لبن مسكوب)، بل أستخلص الدروس ونهض إلى غايته ورسالته..
تلك في رأي عموميات اللقاء وكلياته وفي تفاصيله وقائع كثيرة..
(2)
ومن التفاصيل المهمة في تحليل المحتوى :
– بدأ الشيخ علي كرتي مطمئناً وواثقاً في إجاباته وإفاداته وحركاته ونظرته، رغم محدودية زوايا الكاميرا، كأن تجربته في العمل الجهادي، وفى ديوان العدالة وفي المدافعة عن السودان خارجياً في ظرف عصيب، قد أعدته لهذه المرحلة، أي إنتقاء مجموعة صغيرة لإحداث نقلة كبيرة وتجاوز محنة قاسية على البلاد وعلى الحركة والمنطقة، وجاء حديثه خالياً من الإنفعال والهتاف..
– لم يذكر طيلة اللقاء إسم اي حزب أو قوي سياسية أو مجموعات أو تيارات، فهو مهموم بالبناء أكثر من رمي السهام على الآخرين لإنهم في قاع البئر بسوء تدبيرهم وقصور تقديرهم..
– ذكر فقط إسم الفريق أول البرهان رداً على سؤال الأخ الكريم الطاهر، وذكر بتقدير الشيخ د. الترابي والشيخ د. الزبير وبروفيسور غندور حيث أقتضي السياق ولم يزد..
– قدم تلخيصاً مهماً لما حدث خلال ثلاث سنوات (إختطاف القرار الوطني، إفساد في الأرض، و(تنمر) وإرهاب للناس) ولم يعذر المكون العسكري في تراخيه عن القيام بواجباته..
– فك الإلتباس في علاقته بالراهن (لا تربطني صلة بالبرهان)، وفك الإلتباس حول موقفهم من الحزب وقراراته وقياداته (حر في خياراته) ، وتفسير موقف الحركة في أيام التغيير الأولى (لزم الصمت وخلية صغيرة لأداء المهام) وذلك لتجنب المواجهة العنيفة حفاظاً على وحدة البلاد وتماسك المجتمع..
(3)
أتسمت إجاباته بالفطانة، وحين سئل عن علاقته بالمكون العسكري، لم ينف فقط، بل أسترسل للإشارة إلى نقاط مهمة :
أولاً: قرار الحركة الإسلامية شوري، لا يعبر عنه شخص، بقدر ما يمثل جماع رأي الجماعة، فليس بمقدور شخص الإنفراد بقرار سياسي أو موقف وحده، وهذا أمر مهم، ورغم التضييق والعسف والملاحقة، فإن المؤسسات عاملة في حدها الأقصى وأهمها الشورى..
ثانياً: أن الحركة الإسلامية، ومهما طالها من تجني ووقع عليها من ظلم، فإنها لا تساوم في القضايا الكبرى، الدين والوطن، وأمن المواطن، وكان ذلك مدار مواقفها..
وثالثاً : إن الحركة فخورة بكسبها في البناء (حيثما تذهب تجد الشواهد) و (الناس عرفوا الآن عظمة وتأثير الحركة لما عانوه حين ثلاث سنوات)..
ورابعاً : الرصانة السياسية، فلم تبدر منه إساءة أو تبخيس أو تقليل أو غمز أو لمز، وأكتفي بتوصيف الحال والوضع..
وكل ذلك دلالة على أن الحركة الإسلامية قادرة على تقديم قيادات مهما تعظمت الخطوب وفي أصعب الظروف والتحديات
(4)
وخلاصة القول ان اللقاء في جانبه السياسي يشير إلي :
– إنفتاح الحركة الإسلامية على الآخر، داخل البلاد وخارجه، وفق رؤية جديدة ومنظور جديد..
– إنها وضمن تيار واسع تؤسس لإصطفاف إسلامي وتحشيد لصالح الدين والوطن والمواطن ولديها قيادة جديدة وإرادة جديدة..
– إن المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية (والسلطة ليست سبباً لتحويل البلاد إلى محرقة)، ولذلك صبرت الحركة على إمتحان العسير بالسجون وسلب الممتلكات والإتهامات الزيف والكذب، لإن البلاد لم تكن تحتمل السعي للإنتصار في معارك صغيرة..
– وكل ذلك تم بناءاً على مراجعات وتقييم واسع..
هذا الحوار بكل تفاصيله، أكبر من حصره في (عاجل) أو قراءة (لاهثة) ونظر كسول، بل سيكون محل تمحيص ومراجعة من مراكز دراسات وأجهزة وإثارة إنتباه دوائر، وفى راي ان حذر ما بعد الحوار ينبغي أن يكون أكثر من سابقه، فالشأن السوداني محل إهتمام دوائر كثيرة..
د. إبراهيم الصديق على
مصدر الخبر