لجنة المعلمين: طيران الجيش قصف عدداً من المدارس والدعم السريع حولها لثكنات
الخرطوم 18 أغسطس 2023- كشفت لجنة المعلمين السودانيين، عن قصف طيران الجيش، عدداً من المدارس في العاصمة الخرطوم.
وانهت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي اندلعت منتصف أبريل، العام الدراسي 2022-2023 قبل موعده. ويتبادل طرفا النزاع اتهامات بتحويل المدارس والمستشفيات لثكنات عسكرية.
في يناير الماضي، حذرت منظمة اليونيسف من انقطاع أو عدم تلقي سبعة ملايين طفل سوداني تعليما بشكل منتظم حاليا.
وشددت يونيسف على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لأزمة التعليم في البلاد والتأكد من أن الأطفال البالغ عددهم اثنا عشر مليونا لا يتعرضون للمزيد من الاضطراب في تعليمهم.
موقف المدارس
وأكد المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر، لـ”سودان تربيون” عدم وجود إحصائية دقيقة للمدارس التي دمرت بسبب الحرب.
وأردف: ” لكن أغلب التي تقع في مناطق سيطرة الدعم السريع تم استغلالها كثكنات عسكرية، وبعض المدارس تم استهدافها بواسطة طيران الجيش في ولاية الخرطوم”.
وأوضح أنّ المدارس في ولايات “الجزيرة والنيل الأبيض ونهر النيل والشمالية” تم تحويلها إلى مراكز للإيواء.
ولفت في ذات الحين، إلى عدم توفر إحصائية دقيقة للجنة بشأن عدد المدارس المتأثرة في ولايات دارفور وكردفان وهي الولايات التي امتد اليها قتال الجيش والدعم السريع.
ولايعرف حتى الان مصير العام الدراسي الجديد المفترض أن يبدأ في سبتمبر المقبل، حيث لم تصدر وزارة التربية والتعليم أي تحديث بشأن امكانية بدء العام او تجميده في كل أنحاء السودان.
والشهر الماضي، أكد صندوق الأمم المتحدة “التعليم لا ينتظر”، تخصيص منحة بقيمة 5 ملايين دولار كتمويل جديد مخصص للتعليم في إطار الاستجابة لحالة الطوارئ في السودان.
وحث الصندوق المانحين والقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية على حشد المزيد من التمويل بشكل سريع للسودان، مشيرا إلى أن إجمالي التمويل المخصص للسودان تجاوز الآن 28 مليون دولار.
وبعد إعلان صندوق الأمم المتحدة بأسبوعين، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إيقاف الدراسة بجميع مؤسسات التعليم العالي في السودان.
وأشارت الوزارة في قرار نشرته على موقعها الرسمي، ان القرار يأتي لظروف الحرب التي اضطرت مجموعات كبيرة من المواطنين للنزوح من العاصمة إلى الولايات، وقالت إن ذلك خلف واقعًا قضى باستخدام المقار التابعة لصندوق دعم الطلاب كمقار للإيواء.
استئناف مفروض
في تلك الأثناء تباينت ردود الأفعال بشأن قرار الوزارة من جهة، ورفض مسبق وصف بالواسع لدى الطلاب لقرار بعض الجامعات استئناف الدراسة في جامعات ولائية.
ورغم محاولات الضغط التي مارستها إدارات الجامعات خاصة “الجامعات الخاصة” فشلت محاولة استئناف الدراسة بعد مقاطعة الطلاب.
وقالت الطالبة الجامعية تيسير محمد الحسن، لسودان تربيون، إن عائلتها اضطرت للانتقال إلى مدينة مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، فيما قررت إدارة الجامعة التي تدرس بها نقل كليتها إلى مدينة بربر بولاية نهر النيل شمالي السودان.
وأضافت: “كيف أذهب إلى هناك هذا قرار معيب ولا يمكن لي الانتقال لولاية أخرى مع الظروف الاقتصادية التي خلفتها الحرب على أسرتي”.
سعت جامعات أخرى لاستئناف الدراسة عن طريق الانترنت بتوفير منصات لتلقي الطلاب للمحاضرات والمشاركة فيها لكن الفكرة بحسب الطالبة منى إسماعيل غير مجدية سيما مع ضعف شبكة الإنترنت في عدة مناطق يقيم فيها زملائها بنحو أضعف فرص استئناف الدراسة كما تشير الى أن عديد من زملائها فقدوا هواتفهم أو لا يملكون أجهزة ذكية.
أزمة الأجور
وأكد المتحدث باسم لجنة المعلمين سامي الباقر، عدم تلقي المعلمين لرواتبهم منذ 15 أبريل وحتى الآن، في مقابل صرف بعض الولايات الرواتب للمعلمين بواقع مرتب شهر أو اثنين.
وقال إن ولاية نهر النيل صرفت لمعلمي المرحلة الثانوية بواقع “شهرين” وشهر ونصف لمعلمي مرحلة الأساس.
ونال المعلمون في ولاية غرب كردفان وفقاً لسامي، مرتب شهر واحد، والبحر الأحمر شهر واحد وبدأت في صرف الشهر الثاني، والنيل الأبيض شهر واحد، وجنوب كردفان منحة موحدة بمبلغ 50 ألف جنيه، والولاية الشمالية نصف مرتب “أساسي” لمدة شهرين.
ويؤكد الباقر عدم تلقي المعلمين في 12 ولاية رواتبهم منذ أربعة أشهر.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “آراب ويكلي” اللندنية، دفع الصراع، الذي بدأ في منتصف أبريل، نظام التعليم المتعثر في السودان إلى حالة من الانهيار، مع إغلاق العديد من المدارس أو إعادة استغلالها لاستضافة النازحين، وتقرر إلغاء معظم امتحانات نهاية العام الوطنية.
وذكر لسيمون فيس، مسؤول منظمة اليونيسف في السودان، أن هناك “عدد مقلق من التقارير التي تفيد بتجنيد الجماعات المسلحة للفتيان والفتيات”.
ويتم استخدام ما لا يقل عن 89 مدرسة في سبع ولايات كملاجئ للنازحين، وفقًا للأمم المتحدة، مما يثير مخاوف من أن العديد من الأطفال لن يتمكنوا من الوصول إلى المدارس في العام الدراسي الجديد وقد يتعرضون لعمالة الأطفال وإساءة معاملتهم.
الدراسة بالخارج
وألغى وزير التربية والتعليم قبل شهر، معظم امتحانات نهاية العام الدراسي في المناطق المتضررة من الحرب.
وتحول تلاميذ وطلاب في المراحل الدراسية المختلفة إلى الدراسة خارج السودان في دول مثل مصر وماليزيا ورواندا وكينيا.
وأظهرت متابعات لسودان تربيون، تمركز عدد من وحدات قوات الدعم السريع في عدد من المدارس بمدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان).
ويؤكد الناشط في العمل الطوعي بمنطقة جنوب الخرطوم أحمد عثمان، أنّ قوات الدعم السريع تتمركز في عدد ن المدارس وتخفي داخلها معدات عسكرية “سيارات قتالية وأسلحة وذخائر”.
عام مضطرب
قبل اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/ نيسان، دخل المعلمون السودانيون في إضراب استمر لمدة 3 أشهر خلال نوفمبر وديسمبر2022 ويناير 2023.
وفشلت وزارة المالية في تطبيق لوائح الأجور المعدلة للمعلمين، فيما اتهمت معلمة طلبت حجب اسمها- كانت ضمن لجنة فنية مشتركة إن الوزارة تعمدت عدم تطبيق اللائحة.
أيضاً قبل توجه الجيش والدعم السريع للقتال بأشهر، صنفت منظمة “انقاذ الطفل في السودان” البلد الذي يعاني من أزمات متعددة واحداً من البلدان الأربعة على مستوى العالم الذي يعاني فيه التعليم من خطر شديد. وقالت المنظمة في إحصائية إن 9 ملايين طفل خارج المدرسة.
لاحقاً وبعد نحو شهرين من الحرب قالت المنظمة نفسها في إحصائية إن نحو مليون طفل في سن المدرسة نزحوا، واغلقت 10400 مدرسة.
المصدر