لا يأس مع السرطان – النيلين
لا تيأس من رحمة الله، فالأمل يطيل العمر واليأس يقصفه.
إذا أصيب إنسان بالسرطان يجب ألا ييأس أو يتصور أنه وصل إلى نهاية العمر. كثيرون يصابون بهذا المرض اللعين، وكثيرون يعيشون بعد أن يشفوا، ويعودون إلى حياتهم الطبيعية بعد إتمام العلاج. فى كل يوم يتقدم الطب وما كنا نظن أنه مستحيل بالأمس أصبح ممكنا اليوم، وسوف يأتى يوم قريب نعالج السرطان كما نعالج البرد أو الإنفلونزا، كانوا فى الماضى يفزعون من مرض السل والآن أصبح نادرا، ومن السهل علاجه والشفاء منه.
عرفت مرضى سرطان قاوموا المرض بشجاعة وتغلبوا عليه، وهزموه أو على الأقل جعلوه ينتطر سنوات طويلة قبل أن يفتك بهم. رأيت بعض هؤلاء المرضى قابلوا المرض بإيمان قوى. استمروا يعيشون حياتهم الطبيعية. يخرجون ويدخلون ويعملون ويضحكون ويستقبلون الأصدقاء والابتسامة لا تفارقهم. لم يعرف بمرضهم أقرب الأصدقاء. الأسرة كانت السند الرئيسى خلال محنة المرض، فهم الأقدر على تخفيف الآلام.
كانوا يتعاملون بهدوء مع مريضهم مهما بلغت درجة عصبيته. يتجنبون الجدل ويتحدثون معه كثيرا بهدف الطمأنة ويغمرونه بالحب والاهتمام. يحرصون على التحلى بالصبر، والابتسام قدر الإمكان لأنه يمنح مريضهم الراحة النفسية والتفاؤل. حرصوا على أن يشغلوا مريضهم ببعض المهام لينشغل، وتعود إليه الثقة فى نفسه. إذا تدهورت حالته النفسية كانوا يذكرونه بالرضا بقضاء الله وقدره.
أعرف سيدة سافرت مع زوجها إلى أمريكا للعلاج من السرطان، ودخلت أحد المستشفيات. لاحظ زوجها أن طبيبا شابا يمر عليها كل صباح ويطل من الباب ويقول لها: صباح الخير يا سيدتى، ثم يقفل الباب.
دهش الزوج وتصور أن مهمة الطبيب أن يحيى المرضى!، فسأله يوما لماذا لا يدخل الغرفة؟ فأجاب: إننى أفتح الباب لأرى ابتسامة السيدة.. وافتتح بها صباحى. استطاعت السيدة أن تحتفظ بابتسامتها حتى لحظاتها الأخيرة وكتبت كتابا عن تجربتها مع المرض: كيف شعرت به، وكيف عالجته، وكيف صمدت له. كان هدفها من الكتاب أن يعرف المريض بالسرطان كيف يتعايش مع المرض ويعيش طويلا، وأن يعرف الأطباء العلاج الذى عولجت به فى مختلف المستشفيات، لعلهم يستفيدون من الخبرة الطويلة.
نستطيع، بالإيمان والصبر، أن نصمد للشدائد وأن ننتصر على الألم!.
صفية مصطفى أمين – المصري اليوم
مصدر الخبر