السياسة السودانية

لا تخسر أحدا او تسئ اليه فقط لان له رأيا مخالفا لما تعتقده

احد زملاء الدراسة ايام الجامعة، كان يجلس القرفصاء على الأرض في قصر الشباب و الأطفال ليستمع إلى ابوعركي البخيت، عندما كان يؤدي حفلاته من هناك بصورة دورية .
كان يقول لنا كيف للشخص أن يقف او يجلس على كرسي و الأستاذ يغني ؟؟، كان يتابعه بكل حواسه و روحه ، يمكن أن يخسرك للأبد اذا اسئت للاستاذ او قلت أن فنه غير جيد .
اليوم هو استشاري في السعودية (ربما يقرأ البوست الان) ، في إحدى الإجازات التقينا في الخرطوم قلت له : ابوعركي عنده حفلة في المسرح القومي ، نمشي نحضرها ( كنت اظنه لازال مولعا بفنه)، رد لي بكل برود : ياخي انت من زمن عركي ، ياخي دي حضارات سادت ثم بادت . لم يزد . و لست في حاجة لنقاشه أكثر.
احد أصدقاء الطفولة كان يبكي عندما يهزم الهلال و لا يتعشى و لا يكلم أحدا حتى الصبح ، يمكنه ان يجاهد للدفاع عن ابوالهل.
قبل سنتين تقريبا قلت له الليلة الهلال لاعب ( من قبيل إيجاد ونسة بعد فترة افتراق طويلة ، رد لي :
ياخي انا خليت متابعة الكورة من زماااان .
أحدهم كان يمجد لينين ثم أصبح يكرهه و يذم أفكاره في كل المجالس، الاخر كان الترابي عنده مجرد دجال ، ثم أصبح يمجده و يكتب عن معارفه الدستورية و القانونية ..
الخلاصة ، لا تتعصب لفكرة او رأي في هذه الحياة مهما عظمت في نظرك ، فالبتأكيد يوما ما سترى نفسك ساذجا لاستماتتك للدفاع عنها .
لا تخسر أحدا او تسئ اليه فقط لان له رأيا مخالفا لما تعتقده .
الإنسان ابن بيئته و معارفه ، وعيك و معارفك الحالية هي التي كونت أفكارك، بالتأكيد هناك من هو أوسع معرفة منك و أكثر وعيا ، و بالتالي يرى مالا تراه .
ابحث عن المعرفة و انهل منها ما استطعت، لكن لا تتشبث بشخص او رؤية أو فكرة او طريق ، فكلها إلى زوال ، تزول بمجرد اتساع معرفتك و وعيك .

سالم الأمين

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى