السياسة السودانية

كيف يمكن تفسير تدفق سيول الجماهير التي تقاطرت لاستقبال ابن شرق السودان “إيلا” آخر رئيس وزراء في عهد البشير؟!

• كيف يمكن للمراقبين والمتابعين والناقمين تفسير تدفق سيول الجماهير التي تقاطرت صباح وظهر يوم السبت لاستقبال ابن الشرق محمد طاهر إيلا؟!

• لايمكن لعاقل سياسي التقليل من حدث يوم السبت ..
• ولايمكن لمراقب سياسي داخل وخارج السودان تصديق مشاهد اليوم إن علم وإن كان يعلم سلفاً أن المحتفي به اليوم هو آخر رئيس وزراء في عهد البشير الذي أسقطته مظاهرات شارك فيها كثيرون من الذين كانوا في استقبال إيلا اليوم !!

• بعيداً عن نقاط الخلاف والاتفاق مع ابن الشرق العائد يمكن القول صراحةً إنه قبر جماهيرية ثورة ديسمبر في شرق البلاد .. وأهال عليها التراب !!

• وبعيداً عن نقاط الخلاف أو الإتفاق مع إيلا لايمكن لعاقل ومنصف سياسي أن يقول بأن الجموع التي خرجت لاستقبال إيلا اليوم هي جماهير حزب الدولة العميقة .. الذين تنادوا لاستقبال إيلا اليوم حالة خاصة في المشهد السياسي السوداني الحديث .. حالة ولاء خاصة برجل اسمه محمد طاهر إيلا جمع ألوان طيف سياسي عريض بطول السودان وعرضه .. طيف جمعته محبة خاصة للرجل وقناعة غير مدفوعة الثمن أنه يملك عصا سحرية لتغيير الواقع وله من التجارب و(النجاحات) ما يعزز هذه الفرضية !!

• حتي لا تتكرر الحسابات الخاطئة لقوي الثورة المسروقة ، عليهم التسليم بالحقيقة المرة .. ماحدث اليوم في مدينة بورتسودان نهاية مأساوية لمن كانوا يراهنون علي جماهير لايعرفون المداخل والمخارج من وإلي قلوبها .. إيلا أعطاهم درساً بليغاً في الرهان علي فضاء الجماهير ..
• أقول هذا وأنا علي قناعة راسخة بأن محمد طاهر إيلا من الذين يتحملون وزر تعقيد المشهد السياسي داخل صفوف المؤتمر الوطني في السنوات الأخيرة لتجربة الإنقاذ .. ومع هذا أقول إن الرجل بدا واثقاً في خُطي استعادة شعبيته في شرق السودان خاصة ..

• اليوم أثبت إيلا أن خلفه آلاف السيوف والخناجر علي أهبة الدفاع عنه ومساندته في أي معركة يخوضها بغض النظر عن سلامة أو خطأ موقفه !!

• إنها كيمياء المشهد السياسي السوداني الذي أخذ طريقاً ومنهجاً جديداً في التشكل ..منهج لا طائفي .. ولا قبلي ..ولكنه يأخذ من الإثنية لونها .. ومن القبيلة عمقها .. ومن تشابك وتداخل مصالح الإقليم الأنثربولوجي والجيوسياسي قوته الدافعة .. وأثره الباقي !!

عبد الماجد عبد الحميد

عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى