كلاب القرى و “قات” اليمن
الجميل الفاضل
كلاب القرى تعدو، تنهب الارض، وراء كل سيارة عابرة، بيد ان هذه الكلاب اللاهثة بحكم العادة، لا تعرف ما الذي يمكن أن تفعله بالضبط، لو أنها أمسكت بسيارتها الطريدة، بعد كل هذا الجهد الجهيد، من الركض والنباح.
ان هذه الصورة، صورة كلاب القرية التي تطارد السيارات بلا جدوى ودون كلل، أو ملل.. ظلت تقفز الي ذهني باستمرار، كلما رأيت أو سمعت عنصرا من عناصر نظام الإنقاذ الأخواني ، يتحدث بيقين زائف، وثقة كذوب، عن هزيمة الثورة “المصنوعة”، التي ظلوا يجادلون.. أن مدير المخابرات السابق “صلاح قوش” قد صنعها على عينه، أو انها مجرد “حالة استثنائية” في طريقها لأن تزول، وفق تقدير عراب (٢٥ اكتوبر) علي كرتي أمين الحركة الاسلامية الجديد.
هذه الحركة التي برأت في اجتماع بمنطقة العليفون، في آخر نسخ “عيلفونياتها” المتكررة والمعتادة، “قوش” نفسه من تهمة الضلوع في عزل عمر البشير، وقصة الشارع الواحد الذي فتحه، فاطاح بنظام، ما كان ينبغي أن يسلم حكم البلاد، الا لنبي مرسل هو “عيسي عليه السلام”، كما كان يزعم في وقت سابق بعض قادة هذه الحركة.
ولعل آخر تجليات هذه الحالة، قد تبدت بخروج نقابة للصحفيين من رحم ثورة، تحمل روحها ومزاجها، ليفتري هؤلاء كالعهد بهم دائما، أن هذه النقابة قد ولدت على يد جنرال من قادة الانقلاب، أو بتمويل منه على الاقل، وفق ما يرى رئيس اتحاد الصحفيين المحلول، والمنتهية ولايته، بموجب القانون الذي جاء به أصلا.
ان حال هؤلاء الرجال، مثير للرثاء بل وللشفقة ايضا.
رجال لا زالوا يختانون أنفسهم، يُخاتلونها بخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان، لا يصدقها في النهاية حتى عقل طفل غرير.
ان من آيات هذا الزمان، وجود هذا النوع من الناس، الذين لا زالوا يراوحون مكانهم، بين مرارة هذا الواقع الذي صنعوه بأيديهم، وحلاوة ذلك الوهم الذي باتوا يلوكونه صبح مساء، ك”قات” اهل اليمن.
أناس لا يرغبون في تصديق حقيقة بسيطة، تقول: ان التاريخ لو أنه أنحاك جانبا، أو أعادتك أقداره الي الوراء قليلا او كثيرا، فان نباح قوافله ومطاردتها، لن يعيدك الى حيث كنت في الامام والصدارة والمقدمة، تحتكر كل شيء، ولا تدع شيء، لثلاث عقود كاملة.
فالتاريخ لا يعيد نفسه، سوى في صورة ملهاة، او هيئة مأساة، كالتي صارت اليها البلاد، بمكر من “الأخوان”، بعد انقلاب البرهان.
لام.. الف
“سيعتقل البرهان وحميدتي، مئات المدنيين في نصف ساعة، وسيخوضون في كثير من الدماء، لكنهما لن يسوقا الشعب أبدا للاستسلام، وطال الزمن أو قصر، سيدفعان اثمان الانقلاب على احلام السودانيين، في وطن حر، مزدهر، وآمن، ومسالم. ليست هذه توهمات (ملكية ساكت) وإنما خلاصة التاريخ، فما من شخص، أو نظام، خاصم الحرية إلا وقصمت ظهره”.
الحاج ورّاق
قبل شهر من الانقلاب.
حالتي
أشهد الا انتماء الآن
إلا أنني في الآن لا
المصدر