فولكر: الهجمات العرقية في غرب دارفور قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية
الخرطوم 13 يونيو 2023 ــ قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، الثلاثاء، إن الهجمات العرقية في الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وتحولت المعارك بين الجيش والدعم السريع في الجنينة، إلى قتال عرقي بين قبيلة المساليت الإفريقية والقبائل العربية.
وقال فولكر، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إنه “قلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل المنصوم والتي اتخذت أبعادًا عرقية”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تواصل جمع تفاصيل إضافية عن التقارير الواردة من الجنينة، حيث أن هناك نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية.
وأفاد بأن الهجمات التي يُزعم أنها اُرتكبت بواسطة المليشيات العربية ورجال مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع، إذا “تم التحقق منها، فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.
وفي 17 مايو الماضي، قطعت الإتصالات والإنترنت عن المنطقة ما جعلها معزولة تماماً وسط إستمرار المعارك الحربية بين القبائل وهو ما أدى لفرار الالاف نحو دولة تشاد.
تهجير قسري
وقال فارون من الحرب في الجنينة إن المدينة تعيش وضع إنسانيا وأمنيا بالغ التعقيد مع استمرار استهداف المدنيين وتهجيرهم قسريًا من قبل مليشيات القبائل العربية الداعمة لقوات الدعم السريع.
وقال محمد إسحق، وهو أحد سُكان حي الشاطئ بمدينة الجنينة تمكن من الوصول لمنطقة “أدري” التشادية لـ”سودان تربيون”، إن “مليشيات القبائل العربية، ما تزال تنفذ مذابح على كل القبائل الإفريقية، المقيمة في الجنينة دون إستثناء، وأن ما تفعله هو إبادة جماعية وتطهير عرقي للسُكان الأصليين وتهجيرهم قسرياً”.
وأوضح بأن الوضع في أحياء الشاطئ والنسيم والثورة علاوة على الزهور وحي الكفاح في غاية السوء، بعد أن استباحت المليشيات المسلحة المسنودة بقوات الدعم السريع هذه المناطق واستهدافهم لمنسوبي القبائل الأفريقية.
وأضاف: “هذه المجموعات تقتل على أساس العرق وأن هناك مئات الجثامين ماتزال مُلقاة على الأرض في هذه الأحياء لم يتم مواراتها الثرى لصعوبة الوصول إليها في ظل انتشار المسلحين”.
وأشار إلى أن الذين تمكنوا من الخروج من الجنينة والوصول للأراضي التشادية واجهوا صعوبات عديدة واعتداءات من قبل المسلحين القبليين المنتشرين حول الشوارع الرئيسية والتواجد الكثيف للقناصة الذين يستهدفون الذين يودون العبور نحو الحدود.
وانتقد رفض الجيش التدخل لحماية المدنيين رغم المناشدات العديدة التي أطلقها سكان الجنينة.
وتابع: “الجيش يتواجد في ثكناته ويرى المواطنين يقتلون على أساس اللون والعرق دون أن يتحرك لحمايتهم”.
وفي الأول من مايو الماضي، وقعت قبيلة المساليت والقبائل العربية على إتفاق وقف عدائيات، نص على فتح الطرق والأسواق وفتح الحدود مع دولة تشاد، ولكن الإتفاق الذي رعاه سلطان عموم دار مساليت سعد عبد الرحمن بحر الدين واجه برفض وانتقادات واسعة لكونه تجاهل مُحاسبة الضالعين في عمليات القتل على أساس عرقي ونهب ممتلكات المواطنين.
استهداف ممنهج
وقال الخبير القانوني عثمان البصري، إن مدينة الجنينة انعدم فيها الغذاء ومياه الشرب لأكثر من 120 ألف شخص، يعيشون أوضاعا مأساوية داخل مقار المؤسسات الحكومية والمنظمات.
بدوره، وصف الناشط محمد حسب الله الذي تحدث لـ”سودان تربيون” من مدينة “أبشي” عاصمة إقليم وادي بدولة تشاد الوضع في مدينة الجنينة ومنطقة “مستري” بالكارثي، كاشفاً عن إستمرار إستهداف المدنيين حتى صباح الاثنين، حيث تعرضت أحياء الجمارك والمدارس للقصف المدفعي بواسطة قوات الدعم السريع علاوة على هجوم بري من قبل المليشيات المسلحة تسبب في قتل 20 شخص على الأقل في يوم واحد.
وقال إن المليشيات المسلحة استهدفت الناشطين من أبناء المساليت وبقية القبائل الإفريقية حيث قتل عدد من المدافعين الحقوقيين وقادة من الإدارة الأهلية بينهم شقيق سلطان عموم دار مساليت الأمير طارق عبدالرحمن بحر الدين علاوة على رموز مجتمع في مدينة الجنينة وطُلاب جامعيين نشطوا في مناهضة جرائم المسلحين القبليين خلال الثلاث أعوام الماضية.
وكشف عن تدمير كل المؤسسات الحكومية ومقر إقامة الوالي وأمانة الحكومة ومقر الوزارات والمنظمات الأممية والمحلية فضلاً عن حرق جزئي لمنزل سلطان عموم دار مساليت بعد نهبه وكل معسكرات إيواء النازحين المقامة داخل الجنينة.
وبين بأن كل المستشفيات خرجت عن الخدمة بعد الإعتداء عليها، ما فاقم الوضع الصحي وتكدس أعداد كبيرة من المصابين في المنازل بعضهم في حاجة لتدخل جراحي.
وبث ناشطون مقاطع “فيديو” أظهرت المليشيات المسلحة التابعة للقبائل العربية بعضهم يرتدي زي قوات الدعم السريع يرددون عبارات عنصرية ضد قبيلة المساليت، كما أظهرت انتشار أعداد كبيرة من جثامين القتلى ملقاة في الطرقات، وتعرض العشرات من المواطنين للإعتقال بصورة مهينة من قبل المسلحين القبليين.
المصدر