فوائد اقتصادية وبيئية القطاع الغابي.. المورد المُهمل
[ad_1]
للقطاع الغابي أهمية كبرى على البيئة والاقتصاد، وذلك عبر إسهامات في الناتج القومي الإجمالي بالبلاد، وتمثِّل طاقة بديلة للبترول من حيث حطب الوقود والفحم النباتي لاستخدام معظم سكان البلاد لها، وبحسب معلومات رسمية فإنها توفر ما لا يقل عن (12%) من عائدات البلاد من العملة الصعبة، وتكمن أهمية المورد الغابي كذلك في تلبية احتياجات الأثاث المنزلي، هذا بجانب الإسهام بحوالي (70%) من أعلاف الحيوان والمأوى للتنوع الإحيائي، ومع ذلك تبرز أهميتها من حيث الاستزراع في الصمغ العربي والأعشاب الطبية والسياحة، وكذلك في تحقيق التوازن البيئي نتيجة لتغيُّر المناخ عالمياً، الأمر الذي يقود إلى تضافر الجهود العالمية لإبقاء الغابات دون أن تُعرَّض للإزالة والتدهور مؤخراً.
“الصيحة”، استطلعت آراء مختصين بالقطاع الغابي وتحدثَّوا عن أهمية وفوائده.
فوائد للغابات
يعتبر خفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة وقطع الغابات جزءاً مهماً في ظل الجهود العالمية للتخفيف من تغيُّر المناخ، وتلعب الغابات دوراً رئيساً في تخفيف تغيُّر المناخ من خلال إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في الكتلة الحيوية والتربة، ووفقاً لمعلومات دقيقة أنه عند إزالة الغابات أو تعرُّضها للتدهور تصبح مصدراً لانبعاثات غاز الدفيئة، إذ تطلق ذلك الكربون المخزَّن، وتقول التقديرات: إن ما لا يقل عن (11%) من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، أيِّ تلك الغازات الناتجة عن إزالة الغابات على مستوى العالم، وإن كبح إزالة الغابات يشكِّل عملية فعَّالة مقابل تكلفتها، إذ تعطي تأثيراً جلياً في الحد من انبعاثات غاز الدفيئة.
أثر بيئي
يقول مدير الهيئة القومية للغابات، عثمان عمر: إن الحفاظ على الغابات جزء من الاتفاقيات الدولية والقومية بحكم طبيعتها ومساهمتها في الحفاظ على التوازن البيئي وتغيُّر المناخ، وأوضح أنها اتفاقية محمية نظراً للتنوع الإحيائي وتمثِّل مأوى للحيوانات وأعلاف لها، وأشار إلى أن دورها ينعكس مباشرة على تلطيف الجو وتحقيق قدر عالٍ من المنافع على البيئة بجانب الفوائد الاقتصادية في البلاد، وذكر مساهمة الغابات من الناتج الإجمالي المحلي بـ(3.3%) في العام 2021م، وشكا عمر، في تصريح سابق، من وجود ممارسات تخترق القوانين تنتهجها القوات النظامية في إزالة الغابات بجانب الممارسات غير الرشيدة من قبل السكان المحليين للغابات، بالإضافة إلى التوسع الزراعي غير المرشَّد.
تثبيت التصحُّر
وأشار إلى أن النسبة ما بين (69 إلى 71%) تعتبر الطاقة المستخدمة من مساهمة الغابات لدى معظم السكان، وقال: من المفترض أن تراعى هذه النسب وأن تولي بعض الاهتمام، وأكَّد أن دور الغابات كبير على مستوى الخدمات بجانب مساهمتها في جني الثمار خاصة في المناطق الغابية، وأعرب عن آمله بأن تتكاتف وتتضافر الجهود لدعم مشروعات برنامج الرد، سيما أن الغابات تسهم في تثبيت التصحُّر، وحث الجهات ذات الصلة بالمساهمة في إنجاح برنامج الرد الساعي إلى خفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة وتدهور الغابات في السودان.
حرائق الغابات
من جانبها قالت الخبيرة الوطنية في إدارة الحرائق، منال عوض خيري: إن المورد الغابي يعاني من مشاكل مستمرة وهي الحرائق، وأوضحت أن تأثيرها يمتد على صحة الإنسان والحيوان وعلى المناخ، وألمحت إلى أن الحرائق في السودان ظهرت في حزام السافنا الفقيرة والغنية في جنوب السودان وشماله، وأشارت إلى أن المتسبب فيها الإنسان نفسه، هذا فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة، ونبَّهت إلى وجود دراسة محدَّدة لإدارة الحرائق مبنية على أسس علمية لمعرفة الحرائق في السودان عبر الأقمار الاصطناعية، ولفتت إلى أن الحرائق تستمر لبضع أيام وأن معظم الحرائق في السودان سطحية، وبيَّنت خطورة حرائق الغابات، حيث تؤثر على العديد من الموارد.
مورد اقتصادي
ووجهت مدير إدارة التشجير بالهيئة القومية للغابات، هنادي عوض الله، رسالة للجهات الحكومية بأنه آن الآوان أن يتفاوض الناس مع البيئة بعيداً عن الصراع من أجل الموارد، وأبدت أسفها لعدم تطبيق القوانين نظراً للفائدة الآنية، وقالت: إن (80%) من اعتماد السكان على الوقود من الطاقة الخشبية والفحم، وتذمَّرت من استهداف القوات النظامية لمناطق الغابات لكونهم يتاجرون بهذا المورد المهم – على حد قولها.
جبر الضرر
بدوره قال المدير الفني لبرنامج الرد، برعي بلة: إن خفض الانبعاثات والاحتباس الحراري جزء من إدارة الغابات، وأضاف: إن السياسات تعلو على تفعيل القانون، وأكد أنهم وضعوا آليات لجبر الضرر ولتخفيف الأثر وذلك لحماية المجتمعات المحلية حول الغابات.
الخرطوم: جمعة عبد الله
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر