عمرو صالح: أبو القاسم حاج حمد والعقلانية السياسية
كلام محمد أبو القاسم حاج حمد دا بيجسد جوهر معنى العقلانية السياسية المفقودة والارتفاع عن خيال القبائلية السياسية في تعاطي السياسة: القدرة على التمييز بين درجتين من السوء لفاعلين سياسيين واحد غبي وواحد عميل، وبعداك قرار التحالف المرحلي مع الفاعل الأقل سوءً (الغبي) ضد الأكثر سوءً (العميل) تحقيقا للمصلحة المعرّفة مسبقا بمعزل عن الفاعلين السياسيين: الحفاظ على دولة ذات سيادة. ما هو أبو القاسم حاج حمد دا لو ما دا فهمو ما كان بقى أبو القاسم حاج حمد كمفكر حقيقي سبق عصره وأهدانا شي عظيم جدا. سفره التأسيسي: السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل.
العقلانية بتقضي إنو مهمها تكون مشكلتك مع الجيش وفض الاعتصام وقيادته وتاريخه ضروري تشوف إنو بما لا يقارن أفضل ليك من الدعم السريع. يقول ليك هو الجاب الدعم السريع وهو الكبرو. ممتاز دا الفعل السياسي الحصل منو في الزمن (١). نحن حسع في الزمن (٢) وهو بيقاتل فيو الفهم شنو؟! لأ هو البدا الرصاصة الأولى؟ افترض صح دا حصل في الزمن (٣) نحن حسع في الزمن (٤) دا نتصرف كيف؟! لو دعمناو حسع في (٤)؛ حيستبد بينا في الزمن (٥)؟! وطيب أنت في الزمن (٥) حتمشي وين؟! يعني أبو القاسم حاج حمد دا، حسب إدعاؤه، مقابل الحفاظ على الدولة وقف موقف سنة ١٩٩٣ تسبب في بقاء الإنقاذ استبدادا بعد اللحظة ديك قريب الـ ٢٥ سنة.
الفهم السياسي عندنا قايم على إنو في ناس كويسين في كل زمان ومكان وناس سيئين في كل زمان ومكان مطروحين لينا كخيارات. ما إنو في فعل سياسي كويس بيحقق مصلحتي وفعل سياسي كعب بيقيف ضدها، وفي فاعل دايما كعب لكن حسع عمل فعل سياسي كويس معاي، وفي فاعل دايما كويس لكن حسع عمل فعل سياسي كعب.
وعينا السياسي القبائلي دا هو جوهر أزمتنا وهو أعمق أسباب فشلنا في بناء دولة قانون ومؤسسات وبناء الديمقراطية لأنو تلقائيا دا ما فهم بينتج مؤسسات ولا بيشوف قيمة الرقابة والمحاسبة شنو. دا ادعاء أنا قدره لأنو دا أكبر ما أعاق ديسمبر دي. دا وعي داير يجيب ناس يديهم التاق بتاع إنهم زابطين ويموت معاهم لي يوم الدين. وعشان كدا الأيام دي أي زول داير يملا الفراغ السياسي بعد تهاوي قحت قاعد ينتج نفس المأساة بنفس الأفكار، في غياب تام للمنطق العملي. داير يجيب ناس الأيام دي في تاق إنهم كويسين وواقفين مع الجيش يلمهم في هردبيس زي حق الحرية والتغيير ويقول ليهم يلا استلموا. يلا لو قدام جابوا جنجويد عديل زي ناس الحرية والتغيير ديل حيصطف معاهم نحو الهاوية.
عمرو صالح يس
مصدر الخبر