السياسة السودانية

عثمان جلال: ياسر عرمان.. الانتهازية مهنتي

[ad_1]

(بسبس ود برة الصرماتي يدفع المتمرد حميدتي لهاوية الحرب ثم يهرب ، ويعاود الظهور بذات محمولات بضاعته السياسية المستهلكة وسفه الشيخ لا حلم بعده)
(1).
ذكر البروف عبد الله علي ابراهيم في كتابه (صدأ الفكر السوداني)، أن الحزب الشيوعي السوداني حاول إجراء مراجعات فكرية مع كادره ياسر عرمان لمنعه من الانضمام للغابة المسلحة بمنطق أن العمل الفكري والسياسي الصبور وسط الحركة الجماهيرية الاصل في صناعة مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية، ولكن (ياسرا) رفض المراجعات واختار جيش التحرير ، ومعه مجموعة من سواقط الحزب الشيوعي السوداني وصفوا بمجموعة (اليسار الجزافي) وهم طائفة منقطعة السند الجماهيري والفكري، فما هي الرؤية والتكتيكات التي اتبعوها لإنجاز اكذوبة الثورة الديمقراطية؟؟ ارتأت هذه المجموعة أن الدولة السودانية بكل قطاعاتها المجتمعية (الطرق الصوفية ، الإدارات الأهلية الاحزاب السياسية، والمؤسسة العسكرية) موغلة في اليمينية الرجعية والتي تشكل عقبة استراتيجية امام ما يسمى بالثورة الوطنية الديمقراطية ولذلك يجب تدميرها على المدى الاستراتيجي وتشييد السودان الجديد العلماني والديمقراطي، وركيزة مؤسسته العسكرية التقدمية الجيش الشعبي لتحرير السودان.
(2).

انسحب ياسر عرمان ورفاقه من ميادين التدافع الفكري والسياسي في ميادينه الحزبية والطلابية ولجأوا الى الانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق، فما هي ثمرات رؤيتهم في التغيير؟؟
لم تندمج هذه المجموعة مع المجتمعات الجنوبية وحفزها للوحدة والاندماج مع المجتمعات السودانية وفق رؤية السودان الجديد الطوباوية، فكانوا (اولاد قرنق المدللين)وانحصر دورهم في محض مجموعة وظيفية أنجزت بهم الحركة الشعبية مشروع الانفصال، وليتهم اتعظوا !! بل طفقوا في تأجيج الصراع المسلح في جبال النوبة والنيل الأزرق، وتكوين الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة القائد مالك عقار ولكن اخفقوا أيضا في تحويل مناطق سيطرتهم العسكرية والمدنية إلى واحات جاذبة للديمقراطية والتنمية والاستنارة والوحدة، كنموذج جاذب للمجتمع، وصالح للتعميم في السودان، بل وفشلوا حتى في الوحدة والتماسك الداخلي، واختزلوا العمل السياسي في حديقة الحيوان الفأر يلتهم الفأر

(3)
وكلما تم توقيع معاهدة سلام لانهاء طاقات الحرب السلبية وتحويلها إلى طاقات فكرية وسياسية بناءة تصب في تعزيز مشروع البناء الوطني والديمقراطي انكشف الخواء الفكري والسياسي وانبتات هذه المجموعة الانتهازية عن المجتمع، وبدلا من تأسيس حزب سياسي مدني، تنزع هذه المجموعة والتي تتعاطى السياسة بذهنية الصراع وأوهام الآخر العدو إلى التسلل الى الهامش للتحالف مع جماعة مسلحة، أو إثارة الاضطرابات والفتن في المركز، فالعقل الانتهازي لا يملك بصارة ولا رؤية، فهو إما متمردا في الغابة أو في اعلى الجبل، أو في القصر الرئاسي وزيرا ومستشارا أو نائبا في البرلمان.

(4)
ان كل التحالفات التي نسج منوالها ياسر عرمان بدء من الانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان، ثم تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، ثم الانشقاق مع القائد مالك عقار، ثم طرده من مجموعة عقار، وتكوينه لما يسمى بالحركة الشعبية التيار الثوري (ياولد يا ماو، ياولد يا كمرات ) ثم التحالف مع اقطاعية اولاد زايد في الإمارات، ثم مستشارا في الباطن للمتمرد حميدتي، كل هذه التحالفات تنم عن عقل موغل في الانتهازية، ويفتقر إلى المبدئية الفكرية والاستقامة الاخلاقية في العمل السياسي، فما هي علاقة الدويلة الاقطاعية الاماراتية بالثورة الديمقراطية ؟؟ وهل التراتبية الهرمية الاقطاعية لمرتزقة الدعم السريع تجعلهم الحاضنة الانسب لصناعة المشروع الوطني الديمقراطي؟؟

ان كان الحزب الشيوعي السوداني وصف سكرتيره السابق المرحوم عوض عبد الرازق (بالانتهازي) لأنه نزع إلى إلغاء الدور الطليعي للحزب الشيوعي في الثورة والتغيير واختزاله عبر العمل السري الباطني داخل الأحزاب الاتحادية، فإن ياسر عرمان ابعد النجعة في التحورات الانتهازية فمن الافكار التقدمية الماركسية اللينينية الى محض كادر وظيفي مع الاقطاعي الصغير حميدتي ،وكلاهما اتباع للاقطاعي الاكبر محمد بن زايد فبئست صفقة البادي.

عثمان جلال

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى